هدوؤها نسبي، وفي فنها تحوّل هذا الهدوء لتعقبه عاصفة من الانتقادات والقيل والقال عن دورها. ترى أن الجرأة مطلوبة إذا كانت تهدف للتغيير وهي تختار أدوارها بدقّة وتميّز. ولهذا، فهي قد طرحت نفسها كواحدة من أهم فنانات سوريا الشابات. تقول إنه لا تهمّها طبيعة الدور الذي قد تؤدّيه إذا كان واقعياً وغير مبتذل. إنها الممثلة السورية رنا أبيض التي زارتها "سيدتي" في منزلها حيث تحدّثت بصراحة ودون قيود عمّا يدور في بالها وعن دور غرام الذي أدّته في "ما ملكت أيمانكم" وعن دوري أم عمارة والسيدة. جرأتها في حديثها واضحة وتعتقد أنها حرّة في قول ما تريد إذا كان قولها صائباً وواقعياً:
تواجدت في رمضان 2010 بقوة عبر أعمال درامية عدّة كان أبرزها دور غرام الجريء في "ما ملكت أيمانكم". فهل الجرأة التي قدّمتها في هذا العمل حقّقت لك هذا النجاح؟
العمل نجح بكل تفاصيله وكرّم مرّات عدّة. ومن ضمن من كرّمنا الرئيس الفلسطيني محمود عباس. كما كرّمت من قبل وزارة الإعلام السورية. والدور حقّق لي اعترافاً من قبل الجميع بأنني فنانة جيدة قدّمت دوراً فنياً بسويّة عالية.
قبولك لهذا الدور ألم يكن مخيفاً بالنسبة إليك وخطوة جريئة، خاصة أنه عرض في شهر رمضان الماضي ولقي اعتراضاً كبيراً من قبل جهات دينية مختلفة؟
أبداً، لم يخفني قبول الدور ولا ما فيه من مضامين لأنه فن ولأنني كنت أعمل مع مخرج يعرف ما يريد، وكنت مرتاحة في العمل معه. لا أخفيك، ما ضمّه النص في شخصية غرام من مشاهد جريئة، كان أكثر بكثير ممّا شاهده الناس في العمل، ولكن تمّ تنقيحه ليناسب المشاهد التلفزيوني في شهر رمضان المبارك ولعلمنا أن الناس لن يتقبّلوا ذلك النقد والقسوة الموجودة في النص. وما قدّمته إغراء، حقيقة لن نستطيع نكرانها. وقد تحدّث العمل عن ظلم المرأة واستغلالها من قبل المجتمع الذكوري وكيف تستهلك كسلعة بطريقة بشعة. تكون المرأة أحياناً ضحيّة بعض الرجال الذين يظلمونها ثم يقومون بمحاكمتها وجلدها كمجرمة. والحقيقة، هي مستضعفة بدرجة كبيرة وهذا واقع وموجود.
في مجتمع مكشوف
هل خفّف وجود أدوار لشخصيات نسائية جريئة في العمل من جرأة دور غرام؟
غرام قدّمت اعترافات خطيرة وسرّية باسم كل النساء. العمل قدّم نماذج عدّة لنساء لديهن سلبيات وهنّ ضحايا للأسرة أو للمجتمع. وما حدث لهنّ هو بسبب عوامل خارجية تسبّبت لهنّ في ذلك. بعضنا لا يريد الاعتراف بما هو موجود. كل الشخصيات كان لديها مشاهد عاطفية ومصارحات حقيقية وجارحة للحالة الإنسانية التي جسّدناها أنا وكل من ديمة قندلفت وسلافة معمار. نحن لم نقدّم حالة مخترعة أو مستوردة، إنما نقول في العمل إننا بتنا في مجتمع مكشوف ويجب أن نناقش مشاكلنا بصراحة ودون خجل أو خوف لنخرج منها ولنصلح حالنا وذاتنا.
لكن المجتمع لن يتقبّل من الدراما أن تقوم بدور المُصلح الاجتماعي، ولا يزال هذا المجتمع يخلط ما بين الفن والواقع ويعتبر الوسط الفني وسطاً "مريضاً" يجب إصلاحه وليس من حقّه أن يدعو للإصلاح الاجتماعي؟
كل مجتمع له مشاكله. قمت بأداء دور أم عمارة في "رايات الحق"، وقد تمنّيت أن يسألني أحد عنها، ولكن الجميع يسألني عن دور غرام. وهذا دليل على أن العمل والدور استطاعا استقطابهم بما فيهما من حقائق وقصص مثيرة من الواقع. والناس غالباً ما يتابعون كل ما يكشف كبتهم. والعمل تحدّث عن ذنوب المجتمع وكواليسه ومحرّماته. قدّمنا كل شيء بحبّ وبإنسانية كبيرة، ولهذا نجح العمل. نحن لسنا مصلحين اجتماعيين، ولكننا قدّمنا واقعاً معاشاً، وفي المجتمع نماذج نافرة أكثر بكثير ممّا قدّمناه في العمل.
الدراما السورية جريئة
يقول النقاد إن الدراما السورية تجاوزت مرحلة العيب والممنوع، هل توافقين على ذلك؟
الدراما السورية جريئة ولا تقدّم سوى الحقيقة الموجودة. فهناك في مجتمعنا زنا فكري ولفظي أكثر بكثير ممّا نقدّمه في الدراما. وما يقال عنه إنه إغراء بتقديري ليس فقط موجّهاً للمرأة. فهناك إغراء المال والسلطة والجاه وغير ذلك، لكننا دائماً نسلّط الضوء على إغراء المرأة وكأنها هي فقط الإغراء الوحيد. ما قدّمناه حالات إنسانية ولا نهدف لأكثر من ذلك أبداً. الدراما السورية لم تعد كرتونية وضعيفة، إنما باتت عنصر رقابة حقيقية على مجتمعاتنا وهي تقدّم الواقع المعاش. وقد تركت المثاليات واتّجهت للحقيقة.
ألا تعتقدين أنك ظلمت المجتمع بتقديم زوجك في العمل كنموذج لعدد من رجال المجتمع ممّن يقومون بممارسة مهنة القوّادة على نسائهم والمتاجرة بهنّ ليصلوا لما يريدونه من مال وسلطة؟
(ضاحكة) لا، هي حالات موجودة وليست قليلة في مجتمعاتنا. من الممكن ألا يقوم بإجبارها على ممارسة الرذيلة مع الرجال، ولكن قد يدعوها بطريقة ما لأن تتعرّف وتسافر مع هذا الشخص أو ذاك. والباقي معروف وليس سراً. نحن لا نعمّم ما نقدّمه ولكنه نموذج فقط. عندما قدّم مسلسل "وراء الشمس" نموذج مريض التوحّد أو المنغولي، هل قالوا بأنه يجسّد كل المجتمع؟ لا طبعاً، فهو جزء من المجتمع وشريحة منه. ونحن كذلك لا نعمّم أبداً، ولكن نقدّم حالة موجودة ومنذ القدم. هناك رجال يؤذون نساءهم جسدياً ونفسياً. وهناك انتهاكات فكرية أكثر تأثيراً على النساء وحقارة من الانتهاكات الجسدية التي تحصل لها.
كادر
ابني
صفي لنا علاقتك بابنك يوشع ابن الأربع سنوات ونصف؟
أحاول أن أزرع فيه كل شيء. أريده أن يكون اجتماعياً وصادقاً ومحبّاً وقريباً من القلب ورجلاً حقيقياً. باختصار، هو كل شيء في دنياي. وأسوأ ما في حياتي هو بُعدي عنه عندما أكون في العمل. لا تتصوّر مدى كرهي لليوم الذي أفتح عينيّ فيه لأرى أنه ليس نائماً بجانبي.
ما سر الاتصالات الهاتفية؟ ومن الأكثر جرأة؟ ماذا تقول عن الإغراء المبتذل وما قصة الرجل في حياتها؟ كل هذا وأكثر تابعوه في عدد "سيدتي" في المكتبات