لمياء جمال: حلمت بأسمهان تطلب مني أن أغني «ليالي الأنس في فيينا»

لمياء جمال (20 عاماً) طالبة في اختصاص اللغة والآداب الإنجليزية، هادئة وخجولة حتى أنها تكاد تتكلّم همساً. التقيناها بتونس ـ وكانت برفقة والدتها ـ في حديث عن مشاركتها في «ستار أكاديمي 8»، وهي في هذا الحديث تفتح حقيبة أسرارها وتكشف عن الكثير من كواليس الأكاديمية وخفاياها.

  

كيف عشت الفترة التي تلت خروجك من الأكاديمية؟

مررت بفترة صعبة وأصبحت عصبيّة بسبب عدم تقبّلي لخروجي المبكر من الأكاديمية خاصّة وأني لم أجد سبباً منطقياً لهذا القرار الذي لم ينصفني، ولكن عندما رجعت إلى تونس استعدت توازني وغمرتني مشاعر الفرح والسعادة من جديد لما وجدته من دفء في أحضان عائلتي. وتدريجياً، استرجعت المسار الطبيعي لحياتي بعيداً عن الكاميرات والأضواء، وقد فوجئت بأن عدداً كبيراً من الجمهور تابع مشاركتي رغم انشغال الناس بما يجري في تونس من أحداث.

بعدما خرجت من السباق، من ترشّحين للفوز باللقب؟

أرشّح أميمة، ليس لأنها صديقتي المقرّبة، بل لأنني أعتبرها أفضل الأصوات في الأكاديمية إلى جانب نسمة ودقدوق.

 

صداقة

من هنّ الطالبات الأقرب إليك؟

أميمة وكريمة وياسمين.

ومن الطلبة؟

كريم، رغم أنني لست مقرّبة إليه. وقد تغيّر سلوكه معي بعد أن تمّت تسميتنا «نومينيه» حيث شعرت أنه لم يكن يرغب برجوعي للأكاديمية.

هناك من تحدّث عن علاقة بينكما؟

ربما لأننا كنا نقضي وقتاً طويلاً مع بعضنا، ولكنه مجرّد كلام لا أساس له من الصحة. وهناك من أشار أيضاً إلى علاقة بيني وبين حسام وهذا غير صحيح أيضاً. كنا فقط مجرّد أصدقاء.

هل ترين أنه أمر طبيعي أنه يتم في كل دورة الحديث عن قصص عاطفية في الأكاديمية؟

طبيعي أن تنشأ قصص عاطفية في أجواء الأكاديمية، ولكني أرى أنه حتى إذا حصل استلطاف قد يتطوّر إلى ارتباط، فمن المستحسن ألا يظهر ذلك للناس وتؤجّل المسألة إلى ما بعد الأكاديمية.

هناك من يرى أن القصص العاطفية بين الــطــــــــلاب «مفبركة»؟

العلاقات التي ظهرت في الأكاديمية تلقائية، ولم يطلب منا أي شخص أن نمثّل دوراً. هذه حقيقة.

 

وتحقّق الحلم

ما هي المقاييس التي تمّ اعتمادها لاختيارك للمشاركة في الأكاديمية؟

شاركت العام الماضي 2010 في كاستينغ «ستار أكاديمي7» وغنّيت أكثر من أغنية ورقصت أيضاً. وكنت متيقّنة من أنني سأحقّق الحلم الذي راودني منذ سبع سنوات. وتمّ قبولي أنا وأميمة وبدرية وأسماء، وسافرنا نحن الأربع إلى لبنان لاجتياز الجزء الثاني من الاختبار. وفي النهاية، تمّ قبول أسماء وبدرية فقط. ونظراً للأحداث الاستثنائية التي مرّت بها تونس هذا العام 2011، فإنه لم يتم ـ كالعادة ـ إجراء «الكاستينغ». ورأى المشرفون على البرنامج إشراكي وأميمة لتمثيل تونس.

 

وراثة

ما هي دوافعك للمشاركة؟

أنا مغرمة بالغناء منذ كان عمري تسع سنوات، وكنت أقضي اليوم بأكمله وأنا أردّد أعذب الأغاني. وهذا الشغف بالفن الذي يصل حدّ العشق ورثته عن عائلتي ،رغم أنه لا يوجد من احترف الغناء فيها. ومنذ انطلاق برنامج «ستار أكاديمي» في دورته الأولى ـ و كان عمري وقتها 12 سنة ـ قرّرت أن أشارك فيه. ولازمني هذا الحلم لإحساسي ويقيني بأنه البرنامج الأمثل الذي يمكّنني من تفجير مواهبي في الغناء والرقص والتمثيل.

ألم يكن هناك اعتراض من أهلك على المشاركة في برنامج «ستار أكاديمي»؟

لا، بل بالعكس فقد رحّبوا بالفكرة وشجّعوني لأنهم يعلمون مدى رغبتي في المشاركة، رغم أن والدي لم يكن متحمّساً كثيراً للمسألة لأنه لا يرغب في ابتعادي عنه، وهو متعلّق بي كثيراً فأنا أصغر إخوتي.

 

مودّة

خلافاً للعلاقة المتوترة بين بدرية وأسماء العام الماضي في الأكاديمية، فإن مودّة ومحبة ربطت بينك وبين أميمة؟

إن أميمة كانت بمثابة الأخت بالنسبة إليّ. وبدأ الودّ بيننا منذ مشاركتنا معاً في «كاستينغ» السنة الفائتة. وتوطّدت العلاقة هذه السنة بعد التحاقنا معاً بالأكاديمية، إذ قضينا أسبوعين كاملين في بيروت قبل تاريخ انطلاق البرنامج، وسمحت لنا تلك الفترة بمزيد من الاقتراب من بعضنا البعض. ولم تكتمل فرحة إحدانا إلا عندما علمت بقبول الأخرى.

هل حصلت خلافات بينك وبين بعض الطلبة؟

أحسست أن سارة لم تكن ترتاح لي كثيراً وأفسّر ذلك بخلافات حدثت بيننا قبل الأكاديمية، وقد زاد سوء التفاهم بعد ذلك. وأظنّ أنه بسبب ذلك فإنها لم تصوّت لي عندما كنت «نومينيه».

ما هي أكثر المواقف التي انزعجت منها في الأكاديمية؟

لم أنل حظي ولم تمنح لي الفرصة كاملة لإبراز موهبتي، ولم يسمع الناس صوتي كثيراً. وحزنت جداً لأنني لم أشدُ بالأغاني التي كنت أودّ غناءها، فهناك أغانٍ عذبة أعشقها على غرار أغنية أسمهان: «ليالي الأنس في فيينا» التي تربطني علاقة خاصة بها. فقد حلمت في منامي ذات ليلة بالفنانة أسمهان تقول لي»: «ردّديها معي لأنها ستكون أغنية السعد بالنسبة إليك». وفي اليوم التالي، بدأت بتعلّمها وأدّيتها في «الكاستينغ» وأعجبت الجميع.

وممّا أزعجني أيضاً أنني عندما أُصبت بساقي في حصة الرياضة، اعتقد الكثيرون أنني لست صادقة وأنني تصنّعت ذلك.

 

كواليس

من هو أفضل أستاذ بالنسبة إليك؟

خليل. فلقد منحني جرعة معنوية إضافية ممّا زاد ثقتي بنفسي وأعطاني شحنة لمزيد من العمل والثبات.

كثيراً ما اشتكى المشاركون من ظلم في المعاملة والتركيز على طلبة دون آخرين، فهل انتابك هذا الإحساس؟

لم أشعر بذلك، رغم أن هناك تركيزاً على حسام وسارة أكثر من باقي المشتركين، ربما لأن العلاقة بينهما برزت وأصبحت تشدّ المشاهدين إليها.

 

الوجه الآخر

ماذا تعلّمت من الأكاديمية؟

تعلّمت كيف أقف على المسرح وأتغلّب على الخوف واكتسبت ثقة أكبر في نفسي. كما أيقنت أيضاً بعد مشاركتي أن نيل المطالب ـ في الفن ـ لا يكون بالتمنّي وإنما ببذل الجهد. وتعلّمت أيضاً التعويل على نفسي وتحمّل المسؤولية، فطيلة حياتي كنت أعوّل على عائلتي في كل شيء تقريباً.

 

آراء

هناك من يقول إن برنامج «ستار أكاديمي» فقد الكثير من شعبيته؟

فهل أنت مع هذا الرأي؟

رغم أن البرنامج فقد بريقه نسبياً، إلا أنه يظلّ أفضل البرامج المتخصّصة في اكتشاف المواهب. والمشاركة فيه تعدّ فرصة ذهبية لأي شاب مبتدئ في عالم الفن. لذلك، لم أفوّت الفرصة مع علمي مسبقاً بأن ما أطمح إليه غير ممكن التحقيق بمجرّد المشاركة.

وما رأيك في النسخة الحالية: هل هي ناجحة؟

هي ناجحة من حيث قيمة أصوات المشاركين فيها، ولكن البرنامج فقد نسبة هامة من المشاهدة بسبب الأوضاع التي تعيشها بعض الدول العربية. إضافة إلى أن المشاهد تعوّد عليه، ولم يعد عنصر الإبهار متوفراً دائماً.

من تعتبرينه أفضل المشاركين في «ستار أكاديمي» في كل النسخ الماضية؟

مروى ومحمد قويدر، ولكنني أحلم ببلوغ شهرة ومكانة شذى حسون فهي الأفضل.

 

موت رامي

هناك من اتّهمك بالتصنّع أثناء مشاركتك في الأكاديمية؟

بالعكس، كنت تلقائية وتصرّفت بعفوية كاملة وكأنني في بيتي، ولم أحسب حساب الكاميرات بل نسيتها. واكتشفت بعد ذلك أن التلقائية المفرطة قد تضرّ بالمشارك.

هل يعني هذا أن هناك من كان متصنّعاً؟

نعم هناك الكثير من الطلبة كانت تصرفاتهم محسوبة، وتغيب عنها التلقائية. وأعتقد أنهم يعانون كثيراً بسبب ذلك، لأن التصنّع يتطلّب بذل جهد كبير لإتقانه ومن المؤكّد أن ذلك ينعكس عليهم نفسياً ويجعلهم يعيشون ازدواجية في الشخصية.

هل أثّر موت رامي على الأجواء في الأكاديمية؟

نعم، شخصياً لم أكن أتصوّر أنني سأعيش في نفس المكان الذي عاش فيه رامي. وكلّنا تذكّرنا الأمر بحزن كبير.

هل تأثّرت أجواء البرنامج بالثورات العربية في تونس ومصر؟

أكيد، فكثيراً ما يجرّنا الحديث عن هذه الثورات رغم أن التطرّق إلى المواضيع السياسية ممنوع في البرنامج وحتى في الكواليس، ولكن الكلّ كان يسألني عن الوضع في تونس.

كيف كان تعامل المشرفين على البرنامج والمشاركين معك ومع أميمة كتونسيتين؟

سألونا عمّا حدث في تونس وأبدى الكلّ إعجابه بالشعب التونسي وشجاعته وتعلّقه بقيم الحرية والكرامة، وكنت سعيدة وفخورة جداً بكوني تونسية. وكان من المقرّر أن أقدّم أنا وأميمة أغنية عن الثورة التونسية في البرنامج، ولكن ذلك لم يتم.

كيف عشت الأيام العصيبة في تونس؟

كنت في الأيام الأولى لاندلاع الأحداث أبكي طيلة الوقت، ولم أستطع الخروج إلى الشارع وانقطعت عن الانترنت في تلك الفترة لأنني لم أعد أحتمل رؤية المشاهد المؤلمة للموت والقمع والعنف. كنت أنطوي على نفسي وأبكي بصمت.

وبعد أن بدأت تظهر بوادر الصبح الجديد، امتلكني الشعور بالفخر بأنني أنتمي لشعب ثار من أجل الكرامة والحرية، وفرحتي لا أقدر على وصفها يوم 14 يناير وهو يوم النصر المبين.