سيدتي تكشف سرّ "المواطن إكس"

 

خمسة أصدقاء يفرّقهم الزمن ويجمعهم موت أحدهم.. كريم، طارق، خالد، حسام، يصدمهم موت أحمد قاسم الغامض لتأتي المفاجأة لاحقاً بأنه قتل عن سابق إصرار وتصميم، وهنا يأتي دور الضابط شريف الجواهري ليكشف لنا عن القاتل. والكلّ متّهم إلى أن تثبت براءته، نص مثير وأحداث أكثر إثارة تدور في إطار بوليسي تشويقي. والكل يسأل من هو المواطن «إكس»؟ في كواليس تصوير مسلسل «المواطن إكس» جالت «سيدتي» بين نجوم العمل ومخرجيه الثلاثة للحصول على معلومات أكثر دقة. إليكم التفاصيل:

 

عثمان أبو اللبن ومحمد بكير وسيــف يوسف، ثلاثة مخرجين لمسلسل واحد استطاعوا أن يوجدوا له روحاً واحدة، صورة واحدة ولوناً واحداً لعمل بشخصيات كثيرة، بكير قال لـ «سيدتي» إن المواطن إكس قد يكون أي مواطن مصري، فالمواطن في مصر حصلت له عدة ظروف صعبة وجعلته ضحيّة. هذه الضحية هي قضية المسلسل بحدّ ذاتها. أما عثمان أبو اللبن فيرى أن العمل جديد ومختلف عمّا قدّمته الدراما المصرية من قبل، فهو يصوّر بشكل جديد وتقنية جديدة، كما أنه لا يعتمد على نجم واحد بل على مجموعة من الأبطال وهو ما يميّزه، ويقول أبو اللبن إن المثير في هذا المسلسل أن أي شخصية فيه، قد تشعر المشاهد بأنه مرّ بظروف مشابهة لها، وأنه يعرفها حق المعرفة، لذلك هو قريب من الناس كلّهم. أما سيف يوسف فيتحدّث عن العمل قائلاً: «المسلسل يتناول فترة ما قبل الثورة والتآمر الذي تدخل فيه الحكومات ضد مواطنيها، وأهم شيء فيه هو أننا اتّفقنا على نظام واحد في التصوير كثلاثة مخرجين على أن تجمعنا طريقة واحدة، ولعلّ فكرة العمل التي تدور حول «إكس» هي قصة مثيرة، حياة أشخاص معلّقة بموته. تركيبة مميّزة لممثلين رائعين لعبوا أدوارهم بواقعية لافتة، وهذا جعل العمل شفافاً وواقعياً للغاية.

 

إياد: كسرت حاجز الخوف


من المخرجين إلى غرفة النجم إياد نصار، وفي الحقيقة لا يمكن أن نجلس مع إياد نصار لنسأله عن دوره في المسلسل فقط، فهو شخصية غنيّة من الداخل ومثيرة للتساؤل، معه كان لنا هذا اللقاء:

أربع سنوات في مصر، أليست فترة زمنية قصيرة قياساً بتجربة الآخرين للوصول إلى هذه النجومية؟

دخلت مصر بناءً على مسلسلات سبق وقدّمتها، آخرها كان مسلسل «أبناء الرشيد»، ودخولي كان متعمّداً ألا يكون على طريقة «الباراشوت» (بالمظلة) بحيث أكون بطلاً لأعمال أو حتى لعمل واحد، وإنما كنت أودّ أن أفهم البيئة والوسط الفني أكثر، أردت أن أعيش في مصر، لا أن أقدّم عملاً مصرياً ثم أرحل، لذلك كان القرار أن أحاول بقدر الإمكان أن أحمل فكر ابن البلد وعوالمه الداخلية. ورغم كل البطولات التي سبق وقدمتها في أعمالي، إلا أنني أردت لتجربتي في مصر أن تأتي بنظام الخطوات. لذلك أربع سنوات قياساً بتجارب لفنانين آخرين قد تكون سريعة كما سألتِني، لكنها أيضاً لم تكن سهلة.

هل كنت متوقّعاً أن يحصد مسلسل «الجماعة» ذلك النجاح الكبير؟

الفنان دائماً يقدّم أي دور على أنه سينجح، ويكون عادة متفائلاً بما يقدّمه لأنه يبذل مجهوداً حتى ينجح. عندما قدّمت دوري في «الجماعة» كنت في داخلي أعلم أنه عمل ناجح، بناءً على تركيبة العمل ابتداءً من الكاتب وحيد حامد، مروراً بشركة الإنتاج «الباتروس» والمخرج محمد ياسين والديكور، وحتى الإضاءة. وكل العناصر بما فيها النجوم الضيوف والمشاركون في العمل، كانت تؤكد أنه سيحقّق شيئاً جيداً، وكنت أتمنى أن أقدّم شخصية حسن البنا كما يجب، وفي داخلي أمل أكبر للنجاح، ولكن ذلك النجاح الذي حققه فاق توقعاتي.


كم تعبت للوصول إلى الشكل النهائي لشخصية حسن البنا؟

أنا تفرّغت للعمل سنة كاملة أو أكثر قضيتها مع حسن البنا، علماً أنني لم أتعرف عليه للمرّة الأولى عندما قررت تقديم شخصيته، بل قرأت له مذ كنت في الثانية عشرة، وكونه كان أحد قراءاتي، كنت مهتماً جداً به كشخص استطاع أن يغيّر في العالم العربي والعالم بشكل عام، لذلك لم تكن الشخصية جديدة. تقريباً قضيت سنة كاملة وأنا أبحث في تفاصيل البنا، وعلى مبدأ ونظام العمل المسرحي في الهدم والبناء، عملت على الشخصية التي تطورت معي حتى أثناء التصوير إلى أن وصلت للصيغة النهائية.

إذاً، كم استغرقت للخروج منه؟

قضيت أشهراً قبل أن أخرج من مزاج وشخصية البنا، وحتى في عملية اختياري للنص الذي تلا تلك التجربة، كنت خائفاً من تقديم أي شخصية جديدة بعده، لكنني كسرت هذا الحاجز بفيلم من إخراج مروان حامد كان من الأفلام التي تحدّثت عن الثورة، وهو بعنوان «19/19»، أدّيت فيه دور ضابط أمن دولة، وهنا اطمأننت أنني كسرت حاجز البنا في داخلي وأنني عدت لنفسي من جديد، لأنني عندما انتهيت من البنا كأداء، شعرت أنني قدمت كل ما بداخلي لهذه الشخصية وأني سأعتزل الفن لا محال، وأنني صرت فارغاً من العطاء.


من ضابط أمن دولة إلى ضابط مخدرات في مسلسل «المواطن إكس»، شخصية سبق وقدمها خالد الصاوي في «أهل كايرو»، كيف قرأت شخصية شريف الضابط بعيداً عن قراءة الصاوي لتكون مختلفاً ولا تسقط في التكرار؟

أولاً، هناك اختلاف في التركيبة النفسية لشخصيتي الضابط اللتين قدمتهما، ضابط الأمن في «19/19» لا تشبه ضابط مكافحة المخدرات التي قدمتها في «إكس»، فالأولى مكثّفة ولها شروطها ضمن معطيات الفيلم القصير. الفكرة أن خالد الصاوي، استطاع أن يقفل منطقة الضابط وتفاصيله عبر مسلسل «أهل كايرو» الذي عرض في العام الماضي وأعمال أخرى نوّع بها الصاوي في شخصية المحقق، وقدمها كلها بشكل متّزن وغير متشابه. لذلك، كنت أعلم أنها منطقة غير سهلة. وكان يجب البحث عن تفاصيل جديدة لم تقدم من قبل، لذلك أنا لم أنسخ الواقع، ولكن أضفت إليه تفاصيل جديدة وكان بحثي مختلفاً، بما يتعلق بشخصية وتفاصيل شريف. وأعتقد أنني استطعت أن أحقق هذا الاختلاف.

إذا أردنا الانتقال إلى الأردن. ما الفائدة التي حقّقتها من تجربتك في الأردن واستخدمتها لاحقاً في تجربتك المصرية؟

أفادتني بالمفهوم المهني. ولكن، بحكم أن الساحة ضيّقة، لم تساعدني في صقل تجربة الاختيارات، وذلك لأن الأردن تنتج رقماً لا يتعدّى أصابع اليد من الأعمال، وهنا يكون خياري عملاً أتواجد به أو لا أتواجد، لذلك مسألة الخيار كانت محسومة مسبقاً وبشكل دائم. في مصر عوّضت عقدة النقص، وصار لديّ قرار لم أجرّبه في الأردن، لكن هذا لا يمنع أن الأردن قدّمت لي فكرة عن تقنيات المهنة لا أكثر ولا أقل.

فكرة السينما في مصر مخيفة. فأنت ربما تكون اليوم النجم الأول وغداً يخذلك الجمهور ويحجم عنك. اليوم أنت في صدد التحضير لمشروع سينمائي، فكيف تختار نصك؟

بشكل عام, الساحة في مصر مختلفة تماماً عنها في الأردن أو سوريا، فالجمهور هنا هو الذي يفرض رأيه في نجاح نجم أو سقوطه، هو لا يخذل النجم، ولكن الفنان من يخذل الجمهور، وإن حصل ذلك، فسيصبح الفنان خارج حسابات الجمهور. مبدئياً، يجب أن يكون هناك تواصل وهذا ما أؤمن به بالنسبة للسينما، بمعنى أنه من غير الممكن لي أنا كممثل غير مصري أن أصوّر فيلماً سينمائياً مصرياً دون أن أعرف من هم المصريون، يجب أن أنزل الشارع وأعيش مع الناس وأتواصل معهم وأعرف كيف يفكّرون وما هي همومهم، أن أعيش التفاصيل والشارع حتى أستطيع تقديم صورة مصري، لذلك أعتمد مبدئياً على إحساسي كمصري في اختياره.

 

بعيداً عن الفن..

أنا قارئ، ومسألة القراءة عندي تأتي ما قبل النوم، كما أحب أن أشاهد أفلاماً سينمائية أوروبية وعالمية بقدر ما أستطيع في أوقات الفراغ. أيضاً لديّ هوس بالـ play station وخاصة الألعاب الاستراتيجية لأنها تخرج كل العنف الذي في داخلي، وبالتأكيد أجلس مع أصدقائي كلّما استطعت.

ماذا عن الأردن، هل هو ضمن حساباتك؟

بالطبع، فأنا أحاول دائماً أن أكون أباً جيداً. لذلك، كل ما سنحت لي الفرصة أذهب لأرى أولادي في الأردن.

 

ماذا عن أمير كرارة؟ هل هو المشكلة؟ وكيف ينظر إلى السينما والدراما المصرية؟ كل التفاصيل في مجلة سيدتي في المكتبات