الأشياء التي في داخل الإنسان، يقول واحد منها: ماذا لو... فترد واحدة: ولو! لا تحلم بما لا تستطيع
والأشياء التي في داخلنا، يعترض أحدها: أنا لا أعتقد.. فيجيب آخر: وأنا لا يهمني ما تعتقده... فيتدخل ثالث عاقل حكيم قائلاً
يا جماعة... يا جماعة كفاكم شجارًا أرجوكم... هناك دائمًا حل وسط
فيتهمه رابع بالتخاذل والسلبية، ويبسط وجهة نظره بسرعة واندفاع
أنتم جميعًا موهومون.. ليس هناك ما يستحق الاعتقاد أو عدمه.. المطلوب هو العمل.. Action
فتضحك فكرة عابثة كانت تنتحي جانبًا وتتفرج، مستندة بدلال إلى جدار المخ
أنتم دائمًا هكذا أيها الأفكار الرجال.. تشغلون أنفسكم بالعبط الذكوري وتتركون الأهم.. أيتها الأفكار الرجولية.. يا أهل الحرب والفلسفة، وما شابه هذا من الكلام المهم الفارغ لا يوجد شيء في الوجود يستحق الوجود إلا الحب.. الحب.. عضة النحلة في قلب الوردة عسل الأيام وشهد الملكات.. الحب منبعنا.. منه جئنا ودونه نتوه. الحب أيها الرجال، الحب، العشق، الهوى...l’amour
ومن قاع المخ تصعد شخطة عميقة مخيفة
كفوا عن هذا الضجيج أيها الرعاع، واستمعوا لي وحدي. أنا وحدي أملك الحكمة والحقيقة.. وحدي أضع القواعد.. أقول ما يجوز وما لا يجوز حسب التعليمات التي تربينا عليها، وعلموها لنا أهلنا
ولكن أيها السيد العظيم، يا سيد الأعراف والتقاليد من حقي أن أحلم
هكذا شقشق صوت ضئيل مرتعش
من قال هذا؟ إن الأحلام خطر على الصحة العقلية والأمن العام
فعلقت الفكرة العابثة بفرح ودلال
مضبوط يا سيدي.. يا صاحب الصوت العميق.. يا قوي الصوت والشخصية.. ولكن أنا لست خطرًا على الأمن.. أنا لسان البهجة.. فتاة المرح.. اشملني بنظرة عطف منك
كفي عن هذا العبث أيتها الفكرة المنحرفة.. استرجلي وانضبطي.. للمرة الألف أقول لكم جميعًا: أنا لا أريد ضجيجًا في قاع المخ، حيثُ أنام ولا أحلم؛ حرصًا على القواعد المتبعة
فاندفع المتهور
اسمح لي
لا أسمح لك
ستسمح لي، وعلى العموم لا أحتاج إلى إذنك
احترم نفسك أيها الصوت «التينور» الناشئ أي الصوت الرجالي غير العميق كما يقولون في الأوبرا
لن أحترم نفسي أيها الصوت الباص (أعمق صوت رجالي) وألف باريتون معي (صوت متوسط العمق) وألف تينور
لن تستطيع فعل شيء بكل هذه الأصوات؛ لأني أنا الذي أضع القواعد هنا
وأنا الذي أتمرد عليها. سأقود تمردًا فكريًا ضدك
لن تنتصر التقاليد والقوانين معي
أنا صوت المستقبل
أنا صوت الضمير
أنا صوت الأمة
أنت صوت الشعب
أنا صوت الشعب
وهل أعطاك شعب هذا المخ تفويضًا لتعذيب هذا الرجل.. الذي من سوء حظه أن مخه يضم فكرة مجنونة مثلك؟
أنت الذي تعذبه بإصرارك على قمع كل شيء سواك.. كل فكرة تناقشك خارجة عن النظام
ولكنك لا تناقش، بل تندفع بلا تفكير.. وتحدث هرجًا ومرجًا في عقل صاحبنا الذي هو بيتنا.. فأرجوك كف عن هذا الشغب
وأنت كف عن التحكم فينا
وأنتم.. أنتم جميعًا.. يا أفكاري الأعزاء كفوا عن تعذيبي. اتفقوا ولو على شيء واحد.. شيء واحد فقط
نحن متفقون على شيء واحد لا نحيد عنه.. هو تعذيبك