تنشأ لدى بعض الأطفال عادة استخدام اليد اليسرى أثناء النشاط اليومي أو الكتابة، علماً بأنَّ الطفل الأعسر كان يعامل سابقاً معاملة الطفل الشاذ، الذي يعاني من مشكلة وإجباره على استخدام يده اليمنى أثناء نشاطه اليومي أو الكتابة ما يتسبب في معاناته وكرهه لما يفعل.
«سيدتي» التقت بالاختصاصيَّة النفسيَّة، منى أحمد العلي، لتوضح لنا لماذا يفضل بعض الاطفال استخدام يدهم اليسرى وكيفيَّة التعامل معهم؟
أسباب استخدام اليد اليسرى؟
- أثبتت بعض الدِّراسات أنَّ استخدام اليد اليسرى أمر بيولوج ، وليس عادة مكتسبة.
- توصلت إحدى الدِّراسات إلى أنَّ تفضيل الطفل لأحدى يديه مرتبط بجين معيَّن، يدعى lrrtm1.
- ارتفاع هورمون التستيرون «هورمون الذكورة» أثناء الحمل يتسبب في ولادة طفل أعسر، إذ إنَّ التغيُّر في مستويات هذا الهورمون له تأثير في نمو دماغ الجنين أثناء الحمل، وتثبيط نمو النصف الأيسر للمخ، المتحكم في حركة اليد اليمنى.
كيف تتعاملين مع طفلك الأعسر؟
- لا بد أن ندرك أنَّ الطفل، سواء كان يفضل يده اليمنى أو اليسرى، فهذا أمر بيولوجي، عليه لا بد أن تتقبل الأسرة الأمر وكذلك البيئة المدرسيَّة.
- إصرار الأهل على استخدام يده اليمنى يدفع الطفل العسراوي إلى استعمالها، ويسبب له نوعاً من الفوضى والحركة الزائدة، ما يؤثر سلباً في صحته فيما بعد مثل مشاكل في العنق، وتعب أعصاب اليد اليمنى، وخط غير واضح، وكتابة كلمات غير صحيحة أو مقلوبة، في حين ترك الطفل على راحته سيجعل كل شيء طبيعياً .
- المشاكل التي يتعرَّض لها الطفل العسراوي في المدرسة، والوضعيَّة التي يتخذها في الكتابة تكون خاطئة، إذ إنَّه يقوم بوضع يده بشكل دائري باتجاه أعلى الورقة، ما يسبب له الألم والتأخر في المدرسة. وعلى المعلمة أو المعلم في هذه الحالة
التروي وإعطاء الطفل وقتاً إضافياً للتمكن من المتابعة داخل الصف، إضافة إلى ضرورة مساعدته على تحسين وضعيَّة الكتابة، ولو تطلب الأمر مرَّات عديدة، وذلك من خلال وضع الورقة أمام الطفل بشكل يسهل عليه الكتابة.
- الطفل الأعسر ليس أقل شأنا من أقرانه، بل قد يفوقهم. ولكن عندما يكون لدينا طفل يستعمل اليد اليسرى في الكتابة ويتقن ذلك فليس لنا أن نوبخه كونه في مجتمع أطفال الغالبيَّة العظمى منهم يفضلون استخدام اليد اليمنى، فقد يؤثر ذلك التوبيخ في شخصيَّة الطفل المستقبليَّة حيث يرسم الطفل صورة مشوهة عن نفسه.
- أكدت بعض الدِّراسات أنَّ الطفل العسراوي يتفوق بين اقرانه في المواد الرياضيَّة وأنشطة الرياضة. لذلك لا بد من تقبل الطفل الأعسر والاهتمام به وتطوير الأداء لديه من خلال الأنشطة اليوميَّة، والتعليم الأكاديمي والمهني لكي نجعل منه طفلاً سليماً مستقراً نفسياً، وعضواً فاعلا في أسرته ومجتمعه.