المنتج الأردني اسماعيل كتكت: صابرين أكثر ذكاءً من سلاف فواخرجي والأيام القادمة لسلافة معمار إن لم تصب بالغرور

اسماعيل كتكت من أهمّ وأشهر المنتجين العرب؛ إذ حقّق رقماً قياسياً بتقديمه  للجمهور العربي أكثر من150  عملاً درامياً كان من أشهرها: «أسمهان» و«ليلى مراد» و«زهرة برية» و«الملك فاروق» و«نازلي ـ ملكة في المنفى» و«توق». ولمن لا يعرفه، هو بالأصل مدرّس مثقّف، عصامي، سافر طالباً مفلساً للسعودية، ليس في جيبه سوى 90 دولاراً. وعمل فيها مدرّساً للغة الإنكليزية سنين طويلة. فأحبّها وأحبّته وعلّمته فن الحياة والعمل. عاد منها رجلاً ناجحاً ومنتجاً يقدّم أصعب وأضخم الأعمال في القاهرة. «سيدتي» التقته في حوار خاص بعد ابتعاده عن الأضواء وتركيزه على العمل والإبداع فقط. فكشف أسراراً كثيرة حول أعماله التي أثارت جدلاً حولها، وقال رأيه صراحةً في نجوم ونجمات العالم العربي، وأزال الستار عن الفنانة الأعلى أجراً في أعماله. فهل هي سلاف فواخرجي أم صفاء سلطان أم نادية الجندي؟ 

 

يعتقد كثيرون أنك منتــج مصري الجنسيــــــة ولا يعرفون أنك أردني، لكنك آثرت الإقامة والعمل في القاهرة منذ فترة طويلة، وتقوم بإنتاج أعمال مهمّة. فما سرّ حبك الكبير لمصر؟

ليست كل أعمالي مصرية، بل هي في معظمها عربية وأردنية وسعودية وسورية ولبنانية أيضاً. لكن، جراء إقامتي الطويلة في مصر، والتي بدأت في مطلع التسعينيات إثر عودتي من لندن؛ لإعجابي الكبير بمناخها الفني الخصب والمناسب لي ولغيري، كي ننتج أعمالاً مهمّة  لما لدى مصر من إمكانات ومواهب هائلة في التأليف الدرامي والتمثيل والإخراج، ورغم حبي الكبير لبلدي الأردن ولبلدي الثاني مصر، حرصت على البعد العربي في معظم إنتاجي الدرامي. فاعتمدت على عناصر عربية في كل أعمالي، لإيماني الشديد بأن الفن قادر على توحيد العرب بفنونه وهمومه ولغته وثقافته وتاريخه، بعد أن عجزت السياسة عن ذلك، بل وفرّقتنا عن بعضنا البعض وأبعدتنا عن قيم الوحدة والقومية العربية. بينما كل شيء يوحّدنا ويقرّبنا من لغة واحدة وجزيرة عربية واحدة وقضايا واحدة وثقافة واحدة وآمال واحدة. فعملي الأخير «توق» الذي صوّر في سوريا، رغم ما يجري بها من أحداث، أُنجز بعناصر وأيدٍ عربية: فمؤلف العمل الأمير الشاعر بدر بن عبد المحسن سعودي والمخرج شوقي الماجري تونسي والنجوم والمصوّرون والتقنيون عرب من مصر والأردن وسوريا والخليج العربي، وهذه الخلطة الفنية الإبداعية العربية مميّزة.

نلاحظ أنك تفضّل إنتاج أعمال السيرة الذاتية، فقدّمت أعمالاً عن الفنانتين أسمهان وليلى مراد والملك فاروق والملكة المصرية نازلي. ما سر عشقك لهذا النوع من الأعمال التي تواجه بنقد شرس واعتراض عنيف من أقربائهم وأحفادهم؟

صاحب فكرة إعادة طرح السيرة الذاتية لشخصيات مهمة في تاريخنا العربي هو رئيس مجلس إدارة قنوات «إم بي سي» الشيخ الوليد البراهيم، الذي رأى بها نوعاً من تعديل مسار التاريخ واطلاع الجيل الجديد على جزء من تاريخه المجهول.

 

صفاء وسلاف والحرب

من رشّح الفنانة الأردنية صفاء سلطان لأداء شخصية الفنانة ليلى مراد أنت أم المخرج محمد زهير رجب؟

صفاء سلطان لم تخطئ ولم تقصّر إطلاقاً في أدائها في مسلسل «ليلى مراد»، لكنها هوجمت وحوربت بقسوة وشراسة، رغم أنها أدّت شخصية ليلى مراد كما هي، وكما يجب أن تكون عليه في الواقع. لكنّ المقرّبين من ليلى مراد لم يرغبوا بأن يروها بهذه الرقة وبهذا الضعف، بينما صفاء اجتهدت واشتغلت على الدور وتعبت فيه لكي يظهر على هذا النحو، حتى بطريقة نطقها للصوت الذي انتقدها البعض عليه. ثم، سمعت الفنانة يسرا في مسلسل إذاعي عن ليلى مراد، كانت تنطق وتتحدّث بذات طبقة الصوت التي تحدّثت بها صفاء.

إذاً، أنت لا ترى أنها فشلت فيه؟

إطلاقاً، صفاء سلطان حوربت ولم تفشل في «ليلى مراد».

هل هوجمت لكونها أردنية الجنسية كما حوربت سلاف فواخرجي من فنانات مصريات حرمتهنّ فرصة أداء شخصيتيّ أسمهان وكليوباترا ومؤخراً شجرة الدر؟


سلاف فواخرجي لا يحاربها أحد في مصر ولم تتعرّض للهجوم من أحد، وهي تعرف ماذا تريد وتتّجه إليه بعزم وقوة لا يلينان أمام أي عائق.

لكنّ الفنانة المصرية غادة عبد الرازق هاجمتها في لقاء صحفي وقالت بالحرف الواحد: سلاف لا تعرف أن تمثّل؟

لم تهاجم أيّ فنانة سلاف ولا حتى غادة عبد الرازق، هذه الحرب الفنية غير موجودة إلا في خيال الصحفيين الذين فبركوا هذا الكلام ونشروه على لسان غادة التي هي أذكى من أن تهاجم سلاف فواخرجي وغيرها من الفنانات العربيات أو المصريات. سلاف فواخرجي دخلت القاهرة بقوة وحصلت على الدور، وهكذا هي دائماً حين تدخل منافسة ما تدخلها بقوة. شخصياً،أرى أن سلاف فواخرجي كانت مخطئة حين أخذت دور شجرة الدر، وكانت مخطئة أيضاً حين أخذت دور كليوباترا لأسباب حتى لو كانت وجيهة، أشك في أنها نجحت في تحقيق بعضها.

أجمع كثيرون من الاختصاصيين والمنتجين والفنانين والمشاهدين على عدم نجاح «كليوباترا» عربياً وفنياً على غرار عملها السابق معك «أسمهان»؟

الفنانة التي أدّت دور أسمهان لم يكن عليها أداء أية شخصية سيرة ذاتية تاريخية أو معاصرة أخرى، لكي تظلّ راسخة في ذاكرة المشاهد بهذا الدور وبهذا العمل. الفنانة صابرين بهذا الجانب كانت أكثر ذكاءً من سلاف فواخرجي، لأنها اعتذرت عن الظهور في أعمال سيرة ذاتية أخرى بعد أدائها لشخصية أم كلثوم.

 

رشّحت نجلاء فتحي


بعض النجوم تسوّق أعمالهم بسهولة والبعض الآخر لا. فهل اسم صفاء سلطان غير موازٍ لاسم سلاف فواخرجي؟

الدراما التلفزيونية الناجحة تعتمد على الموضوع والنص، لا على أسماء الفنانين المشاركين، ومعظم أعمالي أوقّعها مع الفضائيات قبل اختيار فريق العمل بعد أخذ الموافقة على النص وفكرة العمل ومضمونها. وعندما وقّعت الفنانة سلاف فواخرجي عقد «أسمهان» لم تكن قوية في مصر، لكن بعد عرضه تضاعفت شهرتها ونجوميتها كثيراً.

هل كانت الفنانة ناديا الجندي هي المرشّحة الأولى لدور الملكة نازلي، الذي قيل إنه كان حلم نجمات كثيرات في مصر، بمن فيهنّ نبيلة عبيد التي نافست لفترة طويلة الجندي سينمائياً؟ وهل كنت على معرفة طيبة معها؟

ناديا الجندي كانت المرشّحة الأولى والأخيرة لبطولة مسلسلي «ملكة في المنفى»، وكانت اختياري الشخصي الذي توافق مع اختيار المخرج. وقبل هذا العمل، لم أكن أعرفها عن قرب، لكن بعد عملنا معاً أصبحنا صديقين. وللأمانة، أعترف أني خلال تحضيري للعمل رشّحت لشخصية الملكة نازلي الفنانتين نجلاء فتحي وناديا الجندي، وقد استشرت صديقي الإعلامي حمدي قنديل في مسألة ترشيح زوجته نجلاء فتحي فأجابني: إن أمر الموافقة بيدها هي، وطلب مني مفاتحتها بالأمر، وعرفت من ردّه فشل المحاولة، فاخترت ناديا الجندي، لأنّ الاثنتين وردتا في ذهني في وقت واحد.

 

لماذا ناديا الجندي بالذات دون أية فنانة مصرية أو عربية أخرى؟

تتميّز ناديا الجندي بامتلاكها الفطري لشموخ الملكة، وهذا ما كنا نحتاجه فيها لنجاحها في أداء الشموخ الشعبي في معظم أفلامها السينمائية. وكان علينا أن نعبر معها إلى مرحلة ثانية من الشموخ الأرستقراطي، ولو نجحنا في تحقيق هذا لضمنا النجاح. وكنا نحتاج إلى فنانة اجتازت سن الأربعين ومناسبة لمرحلة «ملكة في المنفى»، في «الملك فاروق» كانت الملكة نازلي في سن صغيرة. فرشحنا له وفاء عامر لكن في «ملكة في المنفى» كنا نريد فنانة ناضجة قادرة على أن تنقلنا من مرحلة سن الأربعين إلى سن الثمانين، وقد أجادت الجندي في أداء المطلوب منها، وحققت نتائج رائعة لمسناها كلنا بعد عرض العمل من رد فعل الجمهور العربي الإيجابي.

ماذا عن عمله عن ثورة 25 يناير؟  ورواية «توق» للأمير الشاعر بدر بن عبد المحسن ماذا ربح من مسلسل "أسمهان" كل الأجوبة في مجلة سيدتي في المكتبات