صحيح، إلى أين؟

لا تزالُ المؤتمرات تُعقد باسم المرأة، للمناصرة وشدّ الأزر. للمطالبة بالحقوق، لكفّ يد العنف بردع الاعتداء عليها.

عناوين تُرفع فوق مراكز الندوات والاجتماعات، في الشرق كما في الغرب، وكلُّها تسعى إلى التذكير بحقّ المرأة كإنسانة، شريكة ومساوية للرجل.

في آخر مُنتدى عُقد في بيروت، وكان شعارُه «سوا، سوا» تردّدت مثل هذه العناوين، وأُلقيتْ كلمات، وطُرحتْ أسئلة عن «إمكان احتفاظ المرأة بدورها الريادي في ما بعد الثورات العربية، أم ستخسره لمصلحة قوى ولاعبين»؟

بعضُهم تكلّم عن ضرورة الاعتراف بالمساواة القانونية بين المرأة والرجل في لبنان. وقد كان لافتاً، بصورة خاصة، شعارُ يدعو إلى «التحوّل من معالجةِ الآلام إلى صناعة الأحلام».

لكن الأبحاث التي طُرحتْ في أوّل أيام المؤتمر أطلقت السؤالَ الأهم: المرأةُ العربية الآن... إلى أين؟»

ذلك ان المرأة في معظم الأوقات، ليست من يفعل، بل من يتلقّى ردود الفعل.

أما المسيرةُ التي انْبثقتْ عن المؤتمر تحت شعار «سوا... سوا..» فقد أعادت إلى الذاكرة مشهداً مشابهاً عندما انطلقتَ مطلعَ أربعينات القرن الماضي، نساءُ الريادة والقيادة، في الشارع، تأكيداً لوقوفهنّ مع الرجال، من أجل المطالبة بالاستقلال والتحرّر من الانتداب الفرنسي.

>>> 

أما هذه التظاهرة الأخيرة التي انطلقت في بيروت، فقد جمعت ناشطات من أجل حقوق المرأة، من عدّة بلدان عربية، بينها لبنان، مصر، الإمارات واليمن. وكان لافتاً مشاركة رجال سياسة وثقافة، يؤمنون بهدف اللقاء والمسيرة، وأهميّة تلك الشركة من أجل مجتمع متكامل. وقد أعاد المشهد إلى الذاكرة وجوهَ رجال وقفوا إلى جانب المرأة في بدء نهضَتها، وعندما كانت بحاجة إلى مُناصرتهم، وفي طليعتهم من لبنان جرجي نقولا باز، حامل لقب نصير المرأة، ومحمد جميل بيهم.

أما في مصر فمن لا يذكر قاسم أمين، طليعة الداعين إلى فكّ القيود التي تعوق تقدّم المرأة، من خلال كتابه الشهير حول تحريرها.

أما المسيرة التي انطلقت مؤخّراً في بيروت، فقد انتهت بتسليم المسؤولين ورقة تنقل إليهم المطالب التي خرجت من أجلها النساء إلى الشارع.