الحياة الزوجية الناجحة لها متطلبات خاصة يجب أن تتوافر بين الزوجين، من أهمها التوافق، والتوافق يشمل العديد من الأمور، فهناك التوافق العاطفي، والثقافي، والاجتماعي، وأيضاً التوافق الجسدي، ولكن هناك بعض الصفات التي قد تقف في طرق هذا التوافق وتكون بمثابة سد منيع لها، وقد يسبب وقوع حالات الطلاق أحياناً، من أهمها التردد في العلاقة والخجل المبالغ فيه، والذي يفسد جو الاندماج والمشاركة والاستمتاع، خاصةً عندما يكون التردد والخجل من الزوج..
المستشارة الأسرية (أسماء حفظي) ترشدنا في الموضوع التالي إلى كيفية التعامل مع الزوج المتردد الخجول.
بدايةً تقول أسماء: «من أكثر الصفات السلبية لدى الزوج، التي قد تعكر صفو العلاقة بينه وبين زوجته، التردد والخجل، فالزوج الخجول مثلاً يحاول دائماً أن يستفيض في الحديث لتوصيل وجهة نظره بشكل وصورة صحيحة، رغم أنّ الموضوع الذي يحاول توضيحه قد يكون أبسط من كل هذه المقدمات؛ فالخجل قد يصل إلى مرحلة عدم التمتع بإقامة علاقة حميمة مع الزوجة، الأمر الذي قد يؤدي إلى الانفصال، ومن المعروف أنّ النساء بطبعهنّ خجولات، ولا يستطعن المبادرة في مثل هذه الأشياء».
لماذا يخجل الرجل ويتردد في العلاقة؟
تخبرنا (حفظي) عن أسباب هذا السلوك، فتقول: «خجل الرجل دليل على انحراف سلوكي نتيجة لتنشئة اجتماعية غير طبيعية مليئة بالموانع والقيود. كما أنّ هناك عدة أسباب لهذا الخجل، منها: أن يكون الزوج لا يتمتع بالثقة في النفس، ويعتقد أنّ زوجته أفضل منه، وهو ما لا تحبه المرأة، فهي لا تحب أن تشعر أنّ زوجها دون المستوى، وليس ذا شخصية وقرارات، أو تنقصه الخبرة، وخجله قد يبعده عن المبادرة في طلب العلاقة الحميمة، وهو ما لا ترغب فيه المرأة أيضاً».
كيف تتعامل الزوجة مع الزوج المتردد؟
وتنصح (حفظي) عند التعامل مع الزوج الخجول، أن تحاول المرأة الاهتمام بالمبادرة في العلاقة الحميمية، وعليها التعبير عن حبها، الأمر الذي قد يشجعه بعد ذلك على أخذ المبادرة. ومن المهم الاستمرار في المحاولات الدائمة من قبل الزوجة في استنطاق زوجها؛ حتى يفضفض لها عن همومه ومشاكله التي عانى منها في الصغر وأوصلته للانطواء أو الخجل والتردد المرضي، حتى يتجاوزها الطرفان معاً، ويتخطى الحواجز المانعة للتواصل الجيد بينهما.
وتضيف: «ومن الضروري والواجب على الزوجة عند التعامل مع الزوج الخجول، التكتم على مشكلة زوجها، وعدم الإفشاء بها وفضحه لدى الآخرين، لذا يجب أن تقوم الزوجة بمدح الزوج وعدم إشعاره بالعجز، كل هذه النقاط تساعد الزوج على تخطي أزمته، حتى الوصول إلى مرحلة المبادرة».
