هيلدا حياري، بدر محاسنه، ومحمد نصر الله، هم "الكائنات" الثلاث الذين أخرجوا الأرواح المختبئة خلف وجوههم وعيون الحاضرين بالمعرض التشكيلي المشترك "كائنات" الذي أقيم مساء الثلاثاء بجاليري "دار المشرق" بالعاصمة الأردنية عمان.
المعرض الذي ضم ثلاث تجارب أردنية أثبت وجودها على المستويات المحلية والعربية وحتى العالمية، والتي ذهبت بأعمالها المشاركة صوب دواخل النفس البشرية، من وحدة ومعاناة وألم وفرح وأمل.
محمد نصر الله.. روح فلسطين في لوحة..
عند دخولك باب غاليري "دار المشرق" تلقى الفنان محمد نصر الله بابتسامته الهادئة يتحدث بشغف عن إحدى لوحاته المعلقة كقطعة من قلبه على جدار المعرض.
"كائنات" نصر الله بدت عليها ملامح الوجه الفلسطيني بزواياه الحادة بعيداً عن الرمزيات التي كثر تداولها لـ"الفلسطيني"، فترى حداثة التاريخ التي صنعها مستخدماً فرشاة وسكين وبعض ألوان.
المساحات التي تصنع الكثير من الراحة لعين الحاضرين، والخيل الأبيض الذي كاد أن يكون ثيمة متلازمة لمعظم لوحاته، يأخذك لفضاءات نصر الله الخاصة ورؤيته الخارجة عن المعتاد لـ"الكائن الفلسطيني" بشغفه ووحدته وفرحه وتاريخه.
بدر محاسنه.. العيون الناطقة..
تتابع تجوالك في المعرض حتى تصل إلى أعمال الفنان بدر محاسنة، وتلتقط في عيون الحاضرين دهشة ما خلال قراءتهم للوحاته، وجوه معلقة ووجوه تقرأ هذه الوجوه المعلقة.
أما "كائنات" محاسنه كانت تنبض بعيونٍ حيةٍ وناطقة، أثارت كل من نظر إليها، فبالرغم من الألوان القاتمة نسبياً التي استخدمها بأعماله، غير أنه استطاع إنطاقها، فصارت كأنها تتحدث إلى الحاضرين عن وحداتها وتعبها تارة وعن فرحها تارة أخرى.
هيلدا حياري.. الأنثى الفرح..
بنهاية المسير بين "كائنات" نصر الله ومحاسنه، تجد ضحكة الفنانة هيلدا حياري تصدح كلوحاتها المعلقة خلفها، فرح كثير ممزوج بألم أحياناً وأحياناً بوحدة ضعيفة، رشقته الحياري على لوحاتها.
كانت الخيل والمرأة حاضرة تماماً بأعمالها، فلم تخلُ مخيلتها منهما معاً، وكانت لمساتها الأنثى واضحة عليها، الأنثى الحرة كالخيل، الخيل الجميل كالمرأة، القوة والجمال والحرية بمشهد بصري يجمع الاثنين معاً. كان فرحاً واضحاً ألقته الحياري على لوحاتها، فجعلت من الألوان المبهجة والتشكيلات العفوية تارة والمعقدة تارة أخرى جملاً لونية واضحة للأمل والفرح.
معرض "كائنات".. ثلاث "كائنات" دافئة ببرد عمّان
- ثقافة وفنون
- سيدتي - نت
- 15 فبراير 2016