هل فعلاً لا تكتمل متعة الطعام إذا لم تكن به أنفاس الجدات والأمهات، أم أن كل شيء قابل للتغير في هذا العصر؟
في مدينة شنغهاي الصينية افتتح مطعم يقدم النودلز المعروف باسم (الرامن) وهو الطبق التقليدي الأشهر في اليابان. وليس هذا الأمر الغريب فما أكثر هذه المطاعم في اليابان، ولكن المستهجن أن الطاهي هو روبوت يعد طعام الجدة بكفاءة.
يقول ذواقة الأطباق العالمية أن تحضير طبق المعكرونة (الرامن) هو فن بحد ذاته لا يجيده إلا اليابانيين.
وانطلاقاً من هذه النصيحة وظف المطعم الصيني طاهياً ياباني الصنع، ما دفع رواد العالم إلى التهافت على هذا المطعم ليس لتذوق الطبق وإنما من أجل التعرف إلى الطاهي الذي لا يحتاج ليوم عطلة ولا لمعاشٍ شهري .
تقول يو يازهين إحدى زبائن المطعم: "يمكنك أن تتذوق طبق الرامن أينما كان ولكنها المرة الأولى التي أرى فيها ذراعين ميكانيكيتين تعدانه بهذا المذاق الرائع"
لين جين صاحب المطعم الذي أمضى ثلاثين عاماً يعمل في اليابان، شاهد الروبوتات تغزو الحياة اليومية هناك وقرر أن يعود لبلده الصين بنموذج منها. فكانت البداية من شنغهاي حيث افتَتَح لين جين مطعمه (Toyako) ليوظف فيه طاهياً واحداً لا غير ألا هو الروبوت.
ويقول : إن الربوت في مطعمي هو عبارة عن ذراعين (كويا وكونا) كما أسمتهما الشركة اليابانية المصنعة وهما ذراعين صممتا خصيصاً لتحضير طبق النودلز المفضل لدى الكثيرين حول العالم، إحداهما تسلق المعكرونة والأخرى تعد الحساء حيث يحتاج تحضير الطبق معهما الدقيقة ونصف الدقيقة، وعامل السرعة هذا هو أكثر ما أفادتنا به هذه التقنية. مشيراً إلى أنه قد كلفه الروبوت قرابة مئة وخمسين ألف دولار أمريكي , لكن في المقابل فإن هذا الروبوت لا يحتاج معاشاً شهرياً.
هذا وقد ذكر خبراء في تكنولوجيا الخدمات في الصين أن عدد الروبوتات المستخدمة في عموم البلاد كانت لا تتجاوز الخمسة آلاف في عام ٢٠٠٧ ثم ارتفع العدد إلى حدود مئتين وثلاثين ألفاً عام ٢٠١٤ .
واليوم تقنية كويا وكونا هي الأولى من نوعها في قطاع الخدمات السياحي في الصين .
ويخشى مراقبون من أن يؤدي تصاعد استخدام الآلات في مختلف القطاعات إلى دفع شريحة من الشباب إلى البطالة. ليبقى السؤال هل أنت مستعد لتناول وجبة طعام يعده الروبوت ذو الذراعين كويا وكونا؟؟!!