قبل الزواج وقع المحظور.. هل أنتحر؟

أنا فتاة عمري 26 عاماً، أحببت خطيبي وعلى وشك إتمام حفل الزواج، لكن ما يؤرقني أنَّني بعد عقد قراني، ذهبت معه لتجهيز بيت الزوجيَّة؛ فحصل ما لم أرغب به فقد وقع المحظور، ودخل بي وقال لي: ليست هنالك مشكلة؛ لأنَّ حفل الزفاف كان قريباً، لكنَّه تغيَّر وأخذ يتهرَّب مني ومن الزواج، وعلى الرغم من أنَّني بكيت أمامه كثيراً وانهرت، إلا أنَّه رفض إتمام الزفاف، وأصرَّ على الطلاق متنكراً لي، وأصبحت لا أستطع أن أخبر أهلي بما حصل بيننا؛ خوفاً من الفضيحة؛ خاصة أنَّ أسرتي محافظة جداً، ومقتنعون أنَّه لا يجب أن يتم الدخول قبل ليلة الدخلة.


«سيدتي نت» التقت المستشارة التربويَّة والأسريَّة النفسيَّة والناشطة الإعلاميَّة، الدكتورة نادية نصير؛ لتقدِّم لك الحل لهذه المشكلة:


بداية أوضحت نادية أنَّ الحبَّ شعور غريب يسيطر على المحبين؛ لذلك يقال «الحب أعمى»؛ لأنَّ المحبَّ لا يرى عيوب المحبوب ولا يبحث في شخصيته، وفي بعض الأحيان قد يقودنا حظنا إلى حبِّ أو صداقة شخص يتسم بصفة الأنانيَّة؛ فنشعر بالإحباط والحزن والأسى تجاه هذا الحب الناقص، ولا نستطيع الاعتراف بأنَّ ذلك المحبوب يتسم بصفة غير مرغوب فيها.


وأنت عزيزتي تجاوزت كل الحدود، وبذلك فتحت له الباب على مصراعيه؛ ليتحكم في شكل العلاقة وطريقة الارتباط، وهذا أول حق من حقوقك تنازلت عنه، ومن يتنازل في أشياء مصيريَّة منذ البداية؛ فسيظل يتنازل حتى النهاية.
فمع الأسف، أنت أوقعت نفسك مع إنسان أناني، ومثل هذه الشخصيَّة غالباً ما تكون لطيفة وتحظى بالقبول لدى كثيرين طالما تحصل في المقابل على أشياء تحتاجها، وتعتقد بأنَّ سعادتها تكمن بها، وحتى إذا اكتشفت وواجهت هذه الشخصيَّة؛ فهي من المستحيل أن تعترف بأنانيتها، على أساس أنَّ سعادتها حق مكتسب لها من جميع المحيطين بها، تأخذ ما تريد وتترك ما تريد.


- كما أنَّك منذ البداية وضعت نفسك في موقف ضعيف بموافقتك له على الدخول بك قبل الزفاف، ومثل هذه الشخصيَّة تعرف كيف تختار فريستها بعناية؛ لأنَّها غالباً ما تختار على أساس العطاء الواضح عند الطرف الآخر؛ فقد وجد بك العطاء بسخاء؛ لذلك أقنعك بإقامة علاقة زوجيَّة قبل الزفاف من دون أن تعملي حساباً على أنَّ هذه العلاقة كان من الممكن أن تسفر عن الحمل.


والآن تقفين على مفترق الطرق بعد أن قرَّر الزوج إنهاء العلاقة ببساطة، مثلما بدأت ببساطة؛ فليس أمامك طريقة إلا أن تقنعيه بشتى الطرق أن تكون لديه الشجاعة الكافية، ويذهب إلى أهلك ويعترف لهم بأنَّه تم الدخول بك.


ابحثي عن شخص متفهم من الأقارب ممن تثقين بهم؛ لكي يعترف أمامه ويخبره أنَّه سوف يسانده إذا اعترف بما تم بينكما أمام أهلك، ويجب أن يعرفوا سبب رغبته بالطلاق وعدم إتمام الزواج؛ لأنَّك إنسانة ناضجة فلا تستسلمي واطرقي جميع الأبواب لحلِّ مشكلتك، وأخبريه أنَّه ليس من العدل أن يتهرَّب بسهولة ويتركك تواجهين المشكلة وحدك، حتى لو اضطرك الأمر إلى التهديد بتوكيل محامٍ يتولى القضيَّة طالما معك عقد الزواج، وأنَّ المحامي سوف يعرضك على الطب لإثبات أنَّه هو الذي دخل بك من خلال الفحص الطبي.


اعترفي لأهلك بخطئك وتقبلي منهم جميع التعليقات من خلال وسيط، كما ذكرنا، وعلى الرغم من أنَّه شيء كبير بالنسبة لهم، إلا أنَّك بالتأكيد سوف تجدين لديهم حلاً لمشكلتك، وأنا واثقة من أنَّ أهله أيضاً لن يسمحوا له بأنَّ يتركك من دون الاعتراف بالدخول بك.


تذكري عزيزتي أنَّ الزواج والارتباط ليس قراراً يخصك مهما كبرت، وإنَّما لك حق اختيار الشخص، ولكن هناك أهلاً يريدون لك الخير ويحفظون لك الكرامة.


نصيحة أخيرة، لا تركضي وراء العاطفة من دون تحكيم العقل؛ فمهما كبرت في العمر؛ فقلة خبرتك بالحياة سوف تعرضك للمشاكل؛ فيجب أن تستشيري من حولك من ذوي الخبرة، ولا تكوني متهورة في اتخاذ أي قرار يخص المصير في اختيارك القادم.


وهنا تقع على الأهل مسئوليَّة كبيرة في السؤال عن أي شخص يتقدَّم لخطبة ابنتهم، بالسؤال عن أخلاقه ودينه ومن هي عائلته، وإذا لم يكن مناسباً، حتى لو أعجب ابنتهم؛ فعليهم إقناعها بعدم إتمام الزواج لما لمسوه من أسباب تمنع ذلك؛ حرصاً عليها وعلى مستقبلها.