"فاطمة إبراهيم" أرملة "مبارك" امرأة عاشت حياةً طيبةً وسعيدةً مع زوجها، الذي لأجله انتقلت إلى أبها، وجعلت منها مكان سكنها الجديد الذي جمعها مع شريك حياتها، وبعد تسعة أعوام من زواجها شاء الله أن يتوفى زوجها، فانقلبت حياتها رأساً على عقب _كما يقولون_؛ حيث إنّ أبناء زوجها تنكروا لها ولم يمنحوها حقها من الميراث، وظلت على مدى تسعة أعوام أخرى منذ وفاته تحاول توكيل محامين لمساعدتها على أخذ حقها، ولكن من دون جدوى؛ فأبناء زوجها يقفون لها بالمرصاد. "سيدتي" التقتها، وأخذت منها تفاصيل أحداث قصتها منذ أن تزوجت إلى أن توفي زوجها، ومعاناتها على مدى سنوات للبحث عن حقها.
زواجها من مبارك
تعود فاطمة بذكرياتها إلى تسعة أعوام عاشتها مع زوجها، وتسعة أعوام أخرى قضتها للحصول على إرثها، وتقول: «تزوجت أول مرة ولم يكتب الله لي أن أكمل حياتي مع زوجي الأول، وأنجبت منه ابناً وانفصلنا بعد مدة قصيرة من زواجنا، وكنت أسكن في مدينة جدة، وفي أحد الأيام جاءت إحدى صديقات شقيقتي وأخبرتها أنّ هنالك رجلاً توفيت زوجته ولديه أربع بنات، وولدان متزوجان ومستقران في حياتهما الخاصة، ويريد أن يتزوج، فقامت بدورها ودلتهم عليّ، وكان عمري في ذلك الوقت 34 عاماً وهو يكبرني بـ32 عاماً، وعشت معه أحلى أيام عمري كان يفهمني ويدللني ولم أعرف معنى الحنان والحب إلا معه، ورغم عداوة أبنائه معي وبناته في بداية زواجنا، حتى إنهم أعلنوا مقاطعتهم لوالدهم وأخبروه بأنهم يرفضونني، ويرفضون زواجه بعد وفاة والدتهم إلا أنّ والدهم لم يهتم لما يقولون، وأخبرهم أنّ كل فرد منهم مستقر بحياته، إلا ابنه الكبير الذي كان دائماً ما يقف ضدي، ويحاول أن يتشاجر معي.
مرض زوجي ووفاته
وتواصل فاطمة وتقول: استقرت حياتي مع زوجي ومضت الأعوام، وقبل وفاته اشترى _رحمه الله_ شقةً في مصر، وطلبت منه أن نذهب إليها لقضاء الإجازة وبالفعل وافق، وطلب مني أن أحضر نفسي للسفر، وفجأةً تعب وارتفعت حرارته وذهبنا به إلى المستشفى، لكنه فارق الحياة عن عمر 73عاماً.
حرب أبنائه على الميرث
وتكمل فاطمة قائلةً: توفي زوجي تاركاً ميراثاً كبيراً، وكان يردد دائماً ويقول إنه كتب الوصية وعند وفاته سيأتي محامٍ لإعطاء كل فرد حقه، وذهبنا إلى أبها لإجراء العزاء هناك في منزلنا، وبمجرد أن دخلت بيتي وفتحت غرفتي هجم ابنه الكبير وأخذ الأوراق وكل ما يخص والده من منزلي، وقال إنّ والده هو من أمره بذلك. كذلك أخذ مجوهراتي وكرت البنك الخاص بي وكل شيء وذهب.
وفاته ورحلتي مع المحاكم
تتابع فاطمة: لم أكن أريد أن أرفع قضيةً ضد أبناء زوجي، خاصةً أنّ زوجي كان شخصاً طيباً وكان يعاملني معاملةً حسنةً، وكان رحوماً بي وعرف قدري، ولكن فكرت بحالي بعد وفاته، فأنا لا أعمل وليس لي دخل مادي أعيش منه، فرفعت قضيةً في المحكمة، وكدت أحصل على حقي الشرعي، واعتقدت أن القضية انتهت، لكنّ القضية تم توقيفها، وكأنها انتهت بدون حكم، حاولت أن أفهم ما السبب وراء توقيفها لكن من دون جدوى.
مضايقة ابن زوجي لي
تعمد ابن زوجي الكبير أن يضايقني بالمنزل الذي كنت أعيش به مع زوجي الراحل وقام بتأجير منزله وجاء هو وزوجته وأولاده للسكن معي، ومضايقتي، فلم أستطع أن أتحملهم، وكان هو يكرهني منذ أن تزوجت والده _يرحمه الله_، وكان يستمع إلى تحريض زوجته ويأتي إلى المنزل ويعمل الكثير من المشاكل، لدرجة أنه في يوم من الأيام تجرأ ومد يده علي وضربني، ومنذ ذلك اليوم وأنا أبادله نفس الشعور لتصرفاته غير المقبولة، وكان همه ألا يموت والده وأرث لأنني زوجته.
كثرت المشاكل بيني وبين ابن زوجي الذي كان يتعمد مضايقتي، فحملت أغراضي أنا وابني وعدت إلى جدة.
وبعد رحيلي عن أبها وعودتي إلى جدة طلبت من ابن زوجي أن يشتري لي شقةً كي أسكن فيها إلى أن تنتهي القضية. في البداية رحب وقال إنه سيكتبها باسمي وسيخصمها من نصيبي في الميراث، وبالفعل اشترى شقةً وكتب لي ورقةً تثبت أنها لي، ووعدني أنه سيكتبها باسمي وستخصم من نصيبي، وأنا أخذت هذا المستند ووقع عليه هو وشقيقه، وعندما طلبت أوراق الشقة كانا يماطلان واكتشفت بعد ذلك أنه كتبها باسمه وبدأ يطالبني بإيجار الشقة أو طردي أو التنازل عن الميراث، ولجأت إلى المحكمة والحمد لله منعته من طردي من الشقة؛ لأنّ قضية الإرث لم تنتهِ إجراءاتها، ولازلت أعيش بها وأنتظر فرج الله قريباً.
قراري برفع قضية من جديد
تواصل فاطمة وتقول: ترددت في البداية من العودة مرةً أخرى للمطالبة بميراثي، لكن لأنه حق شرعي لي عدت من جديد بعد أن تركت القضية لمدة عامين من غير متابعة، فكان كل محامٍ يطلب مبلغاً كبيراً وأنا لا أملك المال، إلى أن استدللت قبل مدة على محامٍ جيد ووعد بمساعدتي وأخذ أتعابه بعد أن تنتهي القضية بخير وأحصل على ميراثي، وهذا شجعني من جديد للرجوع للمطالبة بحقي ورفعت قضية في أبها، وعدت من جديد إلى جدة واتفقت مع المحامي أن يبلغني بكل التفاصيل.
مطالباتي
تعترف فاطمة قائلةً: لا أريد أن يتأذى أبناء زوجي من عودتي برفع قضية الإرث من جديد، ولكن أنا أعمل بوصية والدهم التي قالها لي «إذا لم تحصلي على حقك تقدمي بشكوى ضدهم». كنت مضطرةً لرفع القضية للحصول على حقوقي، فأنا بدأت أكبر بالسن وأريد حقي وواثقة بإذن الله أنني سأحصل عليه، كذلك المحامي طمأنني والحمد لله، وهذا أمر مشجع جداً، وإن شاء الله سأحصل عليه بعد جهد تسع سنوات.
رأي قريب الزوج
محمد أحد أقرباء الراحل مبارك يقول: حاولت الإصلاح بين جميع الأطراف، وتوزيع التركة أكثر من مرة ولكن واجهت اعتراضاً مرةً من الذكور ومرةً من الإناث، وشقيقهم الأكبر قال إنّ له شراكة مع والده، إلا أنّ شقيقاته غير مقتنعات، وحاولت أن أخرج (فاطمة) وحدها وأعطيها حقها، لكن بنات الراحل اعترضن وأردن تقسيم جميع الميراث، ولكن علمت بعد ذلك أنّ فاطمة اختارت القضاء ولجأت إليه لأخذ حقها. بالفعل فاطمة معها حق، وكان الله في عونها، وأتمنى أن يحل بينهم الموضوع، ويأخذ كل شخص نصيبه، فالقضية متشابكة، الذكور لهم وجهة نظر، والإناث لهنّ وجهة نظر أخرى، والقضاء سيفصل بينهم قريباً بإذن الله ويأخذ كل ذي حق حقه.