خسرت صديقتي من أجل طفلي

أبدت إعجاباً بعيني طفلها الزرقاوين

البعض يتصرف بعفوية، والبعض يكون قاصداً ذلك، ولكن الأهم أننا نخسر بتصرفاتنا أعز الأصدقاء أحياناً، وهكذا فهناك أمهات يعترفن بأنهن خسرن أقرب الصديقات بسبب خوفهن على أطفالهن......
" سيدتي نت" جمعت هذه المواقف، وطلبت رأي الشرع فيها، حيث التقت بالدكتور محمد صفي الدين -شريعة وفقه- وأولاً دعونا نستعرض هذه المواقف:

- إحدى الأمهات تقول: سمعت قديماً نصيحة وتحذيراً من عجائز العائلة، وقد خسرت صديقتي وجارتي الحبيبة بسببها، حيث إننا كنا نعيش في فقر مدقع، ولم نكن نشتري الحفاضات للصغار، بل نستخدم القماش الذي يغسل عدة مرات، وهكذا فقد كنت أستخدمه لحماية أطفالي، حتى مرض أحدهم واحترت في علاجه بين الأطباء، فبدأ يصاب بالهزال يوماً بعد يوم حتى أوعزت لي إحدى العجائز بأن جارتي وصديقة عمري العاقر لابد أن تكون قد أخذت إحدى حفاضات ابني واستخدمتها كوسيلة حماية أثناء دورتها الشهرية، وهذه كانت طريقة مستخدمة لعلاج العقم حسب ما تدعي الخرافات، وعليك أن تطلبي منها أن تغتسل وتأتي بماء غسلها؛ لكي يستحم بها طفلي، وقد فعلت ذلك وصارحت جارتي فغضبت وقاطعتني، ولكنها أتت بماء الغسل، ولم ينفع مع ابني الذي توفي بعد أيام.

- إحداهن لحقت بصديقة لها جاءت لزيارتها بعد أن أبدت إعجاباً بعيني طفلها الزرقاوين، خاصة أنها كانت سمراء وعيناها بنيتان، وظلت الصديقة التي ترى الطفل لأول مرة تستغرب أن تنجب طفلاً بعيون ملونة، وحين خرجت من باب البيت وقع الطفل مغشياً عليه، وهنا أمرتها حماتها بأن تلحق بصديقتها وتقص قطعة من عباءتها وتحرقها، وتقربها من أنف الطفل ليشمها، وبالفعل قامت بفعل ذلك وسط اعتراض جارتها، وكل من في الشارع، وكان كل همها إنقاذ طفلها، وقد حدث أن أفاق الطفل فعلاً وعاد لطبيعته.


الدكتور محمد صفي الدين يتحدث عن هذين التصرفين بأن هناك ما يعرف بالعين والحسد في الإسلام، وعلاجهما هو اغتسال المريض بماء وضوء العائن أي الشخص الذي يتوقع أن يكون هو من عان الطفل وحسده، وعلى الأم والأهل أن يراعوا مشاعر العائن بأن يأخذوا ماء وضوئه دون أن يجرحوا شعوره بأن يدعوه مثلاً لزيارة البيت في موعد غداء، وحين يحين موعد الصلاة يتذرعون بأن الماء مقطوع عن البيت ويقدمون له وعاءً وطشتاً؛ ليتوضأ وهكذا يحصلون على ماء وضوئه، ويغسل به الطفل المعيون بأن يسكب على ظهره، ثم عموم جسده، وهي ليست خرافة أبداً، بل ثبتت عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهناك اختلاف بين الفقهاء حول شم أثر العائن لعلاج المعيون، ويؤكد العامة على جدواها فعلاً.