في مجال خدمة الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في السعودية، تأتي جمعية الأطفال المعوقين لتقدم الريادة والتميز في تقديم البرامج والخدمات النوعية لذوي الإعاقة من الأطفال في جميع فروعها في السعودية، لتكون منبراً شاملاً توعوياً من خلال قيامها بدور فعال في مهمة تثقيف وتوعية المجتمع بمسببات الإعاقة وطرق الوقاية والحد من انتشارها.
ضمن ذلك، أقامت جمعية الأطفال المعوقين في مكة المكرمة حفل "خير مكة الاستثماري الخيري" تحت رعاية الأميرة حصة بنت سلمان بن عبدالعزيز، عضوة الشرف في الجمعية، في قاعة ليلتي في محافظة جدة، وذلك بمشاركة مركز راشد للمعاقين في دولة الإمارات العربية المتحدة، وبحضور سيدات الأعمال والمهتمات بالعمل الخيري وعضوات الجمعية.
وهدف الحفل إلى حشد الدعم لمشروع "خير مكة الاستثماري الخيري"، والذي تبنته الجمعية وانطلقت مراحله الإنشائية قبل ثلاثة أشهر في مكة المكرمة.
وبهذه المناسبة ألقت الأميرة حصة بنت سلمان كلمة قالت فيها: "قد تشاركنني الرأي بأن هذه المناسبة الطيبة تحمل مضامين عدة، في مقدمتها أنها تلقي الضوء على سُنة إسلامية حميدة ورائدة هي سُنة "الصدقة الجارية"، إلى جانب أنها تجسد عمق جذور الخير في هذا البلد الطيب من جهة، ومن جهة أخرى تعكس الأداء المنهجي المتطور لمؤسسات العمل الخيري في السعودية".
نموذج مثالي
وأضافت الأميرة حصة: "في هذا المشروع الذي تتبناه جمعية الأطفال المعوقين مشروع "خير مكة" الاستثماري الخيري نحن أمام نموذج مثالي لنتاج تكامل الجهود بين قطاعات الدولة الحكومية والتجارية والخيرية وبين وعي وتفاعل المواطن، هذا الأمر الذي تجسد بداية في تفضل سيدي خادم الحرمين الشريفين برعاية حفل وضع حجر الأساس للمشروع ومبادرته – رعاه الله - بالتبرع بمبلغ خمسين مليون ريـال لدعم إنجازه، متوجاً تفاعل مؤسسات الدولة ومساندتها لفكرة المشروع، وتواصل ذلك بتسابق عدد من الشركات والأفراد للإسهام في تكاليف الإنشاء لتقطع الجمعية شوطاً ملموساً في هذا الصدد، ونتطلع بمشيئة الله إلى استكماله في أقرب وقت ممكن بمساندة أهل الخير.
إن تميز مسيرة التنمية الشاملة التي تعيشها السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله -رغم كل هذا الكم من التحديات الإقليمية والدولية يؤكد أننا أمام دولة يقودها رجال من طراز استثنائي حملوا بين جنباتهم مزيجاً من الإنسانية والحكمة والقوة والرشادة، ولا يعرقلهم شيء عن خدمة شعبهم والاستمرارية في نعم الأمن والأمان والاستقرار".
صدقة جارية
وتابعت قائلة: مجدداً أجد أن هذا المشروع نافذة للاستجابة لدعوة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين قال: "إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث"، وقد ذَكر منها الصدقة الجارية، وأقول: هل هناك أفضل من هذه المشروعات صدقة جارية يمكن أن يبر بها الإنسان والديه أو يقيمها عن نفسه وأولاده؟.
وفي الختام أشكر أولاً وطننا الواحد في هذه الليلة على ما قدمته دولة الإمارات جزيلة العطاء ممثلة في مركز راشد للمعاقين وتعاونه المثمر مع جمعية المعاقين في السعودية ومركز مكة المكرمة، وأخص بالذكر الدكتورة نجلاء فخر الدين رضا، وهي إحدى رموز العمل الخيري ومن أوائل السيدات التي أدارت أحد مراكز جمعية الأطفال المعاقين، وهو مركز مكة المكرمة، وهذه تعد سابقة، وتلتها الأستاذة سلاف حجازي مديرة المركز، والأستاذة عهود بدر التي تعمل متطوعة ليلاً ونهاراً من أجل إسعاد أطفالنا إرضاء لوجه الله تعالى وعائلات وأفراد منطقة مكة المكرمة الكرماء والجميع على كريم المشاركة والمساندة.
مشروع خير مكة
يضم مشروع خير مكة الاستثماري الخيري 6 أبراج ومنشآت في مقدمتها برجان بارتفاع 19 طابقاً لكل منهما شرفا بحمل اسمي الأمير سلطان بن عبدالعزيز – يرحمه الله- والملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله – كما يضم برجاً لعملاء شركة الاتصالات السعودية، وبرجاً لعملاء شركة بندة، والبرج الخامس باسم مسابقة الأمير سلطان بن سلمان لحفظ القرآن الكريم للأطفال المعوقين، أما الثلاثة مشاريع المتبقية فسيتم إطلاقها قريباً بمشيئة الله، ومن المتوقع أن تبلغ التكلفة الاجمالية للأبراج الخمسة نحو350 مليون ريـال، إضافة إلى تبنى شركة اتحاد الاتصالات "موبايلي" لمبادرة لإنشاء خمسة مبان سكنية ضمن وحدات المشروع يطلق عليها "مشروع عملاء شركة موبايلي الاستثماري الخيري" بتكلفة إنشائية تصل إلى نحو 40 مليون ريـال، وقد تم إنجاز التصميمات المعمارية لكافة وحدات المشروع، وتخصص إيرادات تلك المباني لدعم الخدمات المجانية التي تقدمها مراكز جمعية الأطفال المعوقين العشرة والمنتشرة في العديد من مناطق السعودية في إطار توجه الجمعية لتأمين موارد مالية ثابتة ودائمة.