"جيل لاتراي" Gilles Latraye فرنسيّ في السّابعة والخمسين من العمر يعاني البطالة منذ 2013، وأمام المصاعب التّي اعترضته للعثور على عمل قرّر منذ يوم الاثنين الماضي أن يقف كلّ صباح من السادسة والنصف إلى الثامنة والنصف في مدخل الطريق السريعة في اتّجاه مدينة "أبينال" من مدينة "نانسي" حاملاً لافتة كبيرة كتب عليها بخط عريض: "أريد أن أشتغل"، ووضع على اللافتة رقم هاتفه بطريقة يستطيع كل المارّين في سيّاراتهم مشاهدتها ومطالعتها بيسر، وقد اختار هذا المكان ليقينه بمرور عديد العمال وأرباب العمل منه.
و لاقت هذه الحركة، وفق ما ذكرته جريدة "الباريزان الفرنسيّة وصحف فرنسيّة أخرى، استحسان سائقي السيّارات، وتعاطفوا مع الرّجل الذّي كان واقفاً في البرد حتى أن البعض منهم نزلوا من سيّاراتهم ودعوه إلى اختساء القهوة معهم كتعبير عن مؤازرتهم له.
وقد أتت حركة "جيل" أكلها إذ تلقى عديد المكالمات الهاتفيّة التي تعرض عليه شغلاً، وتم استقباله من المسؤولين في بلديّة مدينة مجاورة لمدينة "نانسي"، وسيجري يوم الجمعة مقابلة ليتمّ انتدابه.
و"جيل لاتراي" يعاني من البطالة منذ عامين ونصف العام بعد أن عمل طيلة 35 عاماً في أعمال كثيرة في مجالات شتّى من بينها مصنع للبلّور وتمّ الاستغناء عنه عام 2013 بسبب إصابته بجرح في إحدى يديه إثر حادث شغل ما استوجب إجازة مرضيّة لعشرين شهراً، وعلى إثرها تم فصله.
وقال "جيل" إنه لم يكن يتخيّل أن تكون لديه الجرأة على فعل ما فعله، ولكن الأمل في الظفر بشغل هو الدافع لما أقدم عليه في حين أنّ زوجته قالت إنها كانت تخشى عليه من نظرة الناس له وهو واقف على حافة الطّريق ويمسك لافتة بين يديه بحثاً عن فرصة للعمل.