تختلف طبيعة تعامل الناس مع بعضهم في المجتمعات الأجنبية عنها في مجتمعنا الشرقي، في انتقاد العيوب خاصة التي تتعلق بالإتيكيت أو المظهر العام؛ بدءاً من رائحة الشخص، وليس انتهاء برائحة الجوارب وعادة قضم الأظافر، ففي الغرب يعتمدون على الصراحة والمواجهة، لكننا نحن الشرقيين نعتمد على عدم إحراج الآخرين، هناك العديد من الأشخاص قد تصادفهم غير مهتمين بتبعات عاداتهم السيئة، فكيف يصارحهم من حولهم بها، «سيِّدتي» تفتح ملفاً طريفاً لمواقف مختلفة أراد أصحابها لفت نظر غيرهم من دون إحراج، فماذا فعلوا؟
روائح مختلفة
هبة المعداوي، فنانة تشكيلية، من السعودية، كان حل مشكلة رائحة العرق مع زميلتها هو اسقاط نتائح هذه المشكلة على نفسها، واصطحبتها إلى الصيدلية واشترت مزيل عرق لنفسها.
زميلة لرزان حلبي، من فلسطين، طالبة، تعاني من رائحة العرق، ولم تكن تنتبه أن من حولها يتضايقون من هذه الرائحة، تتابع رزان: «أصبحت أشم نفسي أمامها، وكلما واتتني الفرصة أرش مزيل العرق».
أما محمد صلاح الشوملي موظف في حكومة دبي فاضطر أن يؤلف قصة وهمية أبطالها أشخاص وهميون؛ لينقل لزميله في العمل رسالة أن رائحة جسمه سيئة.
مشكلة الجوارب
وعن رائحة الجوارب المقززة تقول براء عيسى، موظفة، من فلسطين "أجبرت على وضع كمامة على أنفي، وأخبرت زميل المكتب أن هناك تلوثاً في الجو، لكنه لم يفهم ولم يتوقف عن خلع حذائه، إلى أن طلبت نقل مكتبي».
يصاب سالم الحسيني، مراقب جودة، من السعودية، بالاختناق من جوارب زميله، وهو يصلي بالمسجد يتابع: «قلت لجميع المصلين: يا شباب، حاولوا ألا تقوموا بالوضوء على الجوارب؛ لأن ذلك يعطي رائحة غير محببة مع الحذاء، وصار بعدها زميلي يغسل قدميه عند كل صلاة ».
هذا أنا «عادي»
إصدار الصوت أثناء الأكل من العادات غير المستحبة أمام الآخرين، سمرالعنقري، طالبة إدارة أعمال، تحكي عن صديقتها:«سألتها بشكل مباشر: هل سمعتِ هذا الصوت؟ فلم تكترث وفي يوم سألتها: هل تشتكين من آلام في الأسنان؟ فقالت: لا، لماذا؟ فأخبرتها بأنها تصدر صوتاً أثناء مضغ الطعام،فغيرت عادتها».
تعوّد ابن عم سالم عبدالله، طالب في كلية الآداب، من السعودية، أن يصدر أصواتاً كلما شرب أو أكل وبعدها يتجشأ غير مبال بمن حوله، فاتفق سالم مع أخيه الصغير أن يتجشأ أمام الجميع، يتابع سالم: «وبّخته وبيّنت له أن ما يفعله مقزز، وكان ذلك أمام ابن عمي الذي تضايق لكنه خفف من عادته».
طباع معيبة
هاني بدوي مدير مالي في جهة حكومية بدبي، يقول"أصحاب العيوب ملمون بعيوبهم. فهو«أعسر» يأكل ويكتب بيده اليسرى منذ صغره؛ لذا يجد الكثير من الناصحين له بضرورة استخدام اليد اليمنى".
تلاحظ مريم أحمد، ربة منزل، من الشارقة، أن زوجها يهوى نكش أنفه أثناء السياقة، فنقلت له شعورها تجاه هذه العادة السيئة، تعلّق: «كف عن ممارستها أثناء وجودي أنا معه بالسيارة، فقط»!
اعتادت هديل عابدين، ربة بيت، من فلسطين أن تبادر بإعطاء منديل لكل من يضع يده على أنفه، وتقول: «سلامتك مرشح اجيبلك محارم، وهكذا يلتفت أني أقصد أن منظره مزعج».
جمال محمد شلواني، موظف بإحدى الشركات الخاصة، بدبي يرى لفت النظر يؤدي إلى العداوة، إن لم يكن الاسلوب لائقاً، فقد انتقد أحد أصدقائه طريقة لبسه، قال: «حافظ على مظهرك؛ ليحترمك الناس ويقدروك»، يتابع جمال: «كان على حق ولكن طريقته بدت مستفزة، جعلتني عنيداً ومتمسكاً بلباسي».
اعتاد أحد أصدقاء طارق الشطي موظف، من الكويت، بالمبادرة في طلب وجبات من مطاعم مميزة، لأصدقائه، يستدرك طارق: «انتبه أنني لا أشاركهم الطعام، وعندما ألح عليّ قلت له «سأطلب معك الوجبة بشرط ألا تتحدث وأنت تأكل، فاستوعب ما أعنيه بشكل كوميدي».
يقول الإعلامي مبارك العبدالله، من الكويت، «أنصح الناس من خلال مقاطع الفيديو عبر الانستغرام أو التويتر، وأربط النصيحة بآية قرآنية أو حديث نبوي شريف».
مشاكل الأسنان
كانت ميسم صلاح، طالبة، من فلسطين، تريد أن تلفت نظر صديقتها المخطوبة لأن تنظف أسنانها الصفراء فتقول «أرسلت لها رابط صفحة طبيب أسنان لديه حملة تخفيضات على تبييض الأسنان لفترة محدودة، واتفقت معها أن نذهب سويا ودفعنا مبلغاً بسيطاً، وخرجت سعيدة لأني اهتممت بها ولفت نظرها».
الرأي الاجتماعي
هناك لفت نظر بناء، وآخر الغرض منه الإحراج، حسبما قال الدكتور فياض العجمي الأخصائي الاجتماعي من السعودية، «الأفضل أن ننبه الطرف المعني بشكل سري».
برأي الدكتور سالم السالم الخبير الإماراتي- تنمية الموارد البشرية، أن النقد الإيجابي خاصة بين الزوجين في الإمارات أصبح عملة نادرة، فكثيرون يتقبلونه بإمتعاض، بينما يأخذونه برحابة صدر من الأصدقاء.
في الكويت، كما يجد أستاذ علم الاجتماع الدكتور حسن الموسوي أن الغالبية لا يتقبلون النصيحة بصدر رحب ويتم تأويلها بسوء نية بعيداً عن هدفها المقصود.
وأهم مشاكل لفت النظر، في فلسطين، حسبما يؤكد أكرم غنام، أخصائي اجتماعي هي أن الطرفين لا يتقبلانها ما يتسبب بالطلاق.
مشاهير وعادات سيئة
-يمتلك اللاعب الإنكليزي ديفيد بيكهام، عادة سيئة جداً، وهي وضع أصبعه في أنفه! ويبدو أن ابنته هابر قد ورثتها، حيث التقطت لها عدسات الباباراتزي عدة صور متبعة هذه العادة أثناء عرض أزياء لوالدتها المصممة فيكتوريا.
–تغسل النجمة جيسيكا سيمبيسون، شعرها مرة واحدة أسبوعياً، لخوفها عليه.
–لا يستخدم النجم براد بيت الصابون أثناء الاستحمام خوفاً على بشرته! وقد اشتكت أنجلينا جولي في العديد من المرات من رائحته، لكنها هي الأخرى لا تقوم بتنظيف أسنانها، حيث اشتكى براد بيت من رائحة نفسها الكريهة؟
–تشكو بريتني سبيرز من عادة قضم الأظافر، وهي مرتبطة بحالتها النفسية، حيث تمارستها كلما توترت أعصابها.
–تهمل النجمة ليندساي لوهان غسل يديها، فقد التقطت لها عدسات الباباراتزي صوراً ليديها المتسختين،.