لوحظ خلال الفترة الأخيرة تَخلّي بعض الرجال السعوديين عن ارتداء الزي التقليدي الثوب والغترة، واستبداله بلبس البدلة، خصوصاً خلال الزيارات العائلية، وعند إنجاز بعض الأعمال، فالبعض يرى أن الزي السعودي غير عملي، وهنالك من يحب ارتداءه فقط في المناسبات، (سيدتي) التقت رجالاً وسألتهم عن أسباب تغييرهم عن لبس الثوب والغترة، كما التقت نساء وسألتهنّ: ماذا تفضلن أن يرتدي الرجل؟ كما أخذنا رأي مصممة ثياب رجالية؛ للتعليق حول هذا الموضوع.
الثوب همّ والبدلة راحة
يقول محمد عزوز، مدرب كاراتيه :«أنا كرجل أطالب بترك الحرية لنا للبس ما يعجبنا، لأنّ ذلك يعتبر حرية شخصية، ولا علاقة له بهوية الشخص، فالكل يعلم أننا سعوديون، والثوب لا يحدد الهوية، وأعتقد أنّ فرض الزي في أجواء حارة ووسط غبار، خاصة أنّ اللون السائد لدينا بالصيف هو الأبيض، يعد مأساة، وكذلك عدد القطع التي نرتديها؛ والتي قد يصل عددها إلى سبع قطع في كل مرة نرغب بالخروج من المنزل، وفي المناسبات نرتدي الدقلة، المشلح أو السديري، وهي قطع إضافية عن القطع السبع الأساسية، والتمسك بالزي السعودي كان بالماضي أكثر، أما الآن أصبح التطور يفرض نفسه في المجتمع، حتى فرض الثوب في أماكن العمل أو الدوائر الحكومية؛ نتمنى إعادة النظر حول هذا الموضوع، وأنا كشاب سعودي أرى أنّ ارتداء البدلة أفضل».
أعتمد على البدلة
أما الفنان منار شاهين، فيقول: «بالنسبة لي أرتدي الثوب والبدلة، ولكن أعتمد على البدلة أكثر، إلا في المناسبات المهمة، وقد لاحظت في الفترة الأخيرة غلبة الطابع غير الرسمي؛ بلبس الشاب السعودي في الفئة العمرية ما بين 15 و35 سنة تقريباً، وذلك بسبب حب الظهور بمظهر وألوان مختلفة وأنيقة، ولكن بالنسبة لشريحة كبيرة جداً؛ لا يزال الزي الرسمي محافظاً على توهجه وبشكل كبير في المناسبات الرسمية والمهمة، والآن بدأ ظهور عدة محلات خاصة بالزي السعودي، ولكن بأشكال جذابة وألوان مختلفة، بعيدة عن ملل الموضة القديمة ذات التفصيل واللون الواحد، وهذه وبكل أمانة جذبت الكثير من الشباب للتغيير والعودة إلى الثوب قليلاً».
غيرت الثوب لابتعادي عن الوطن
يعلق الدكتور والفنان هيثم الشاولي قائلاً: «بالفعل لقد تركت لبس الثوب والغترة منذ فترة طويلة، والسبب أنني عشت معظم فترات حياتي خارج المملكة، لذا رؤيتي مختلفة عن الشخص الذي عاش طوال حياته داخل الوطن، إلا أنني أرى أنّ الثوب والغترة والعقال مريحة جداً في اللبس، خاصة إذا استدعى الأمر ربطة العنق؛ وبحكم أنني طبيب؛ فمجال عملي يحتم عليّ ارتداء قميص وبنطلون ومعطف فقط، أما بالنسبة للمناسبات الرسمية وحضور الاجتماعات، فأفضّل أن أكون مرتدياً الزي الوطني لأنّ من واجبنا الوطني الحفاظ على زينا الرسمي؛ خوفاً عليه من الانقراض».
هويتي لا يحددها الثوب أو البدلة
ويقول الفنان طلال السدر: "ربما غيرنا من لبس الثوب والغترة والعقال؛ لأنّ البنطلون والقميص أو التي شيرت أخف كثيراً عند ارتدائها من الزي السعودي، وأنا من وجهة نظري الولاء للوطن لا يرتبط بالزي، فمن قاموا بأعمال إرهابية كانوا يرتدون الزي السعودي، ومن وقف ضدهم وحمی الوطن -بعد الله- كانوا يلبسون البنطال وهم من العسكر، لكن في المناسبات العائلية أرتدي الزي السعودي، لذلك دعونا نتفق على ترك الأمر لطبيعة الوظيفة التي يؤديها الشخص، فالأعمال الخدمية مثلاً يستحيل القيام بها بالزي الوطني، وسأطالب حال دخولي إلى عالم الوظيفة عدم الإلتزام بالزي الرسمي؛ وقد أخبرني أنّ هناك أوامر بارتداء السعودي لزيه الوطني أثناء الوظيفة".
«سيدتي» أخذت رأي المرأة أيضاً، وماذا تفضّل أن يرتدي شقيقها أو زوجها أو ابنها؟
أفضّل الثوب
مذيعة قناة الثقافية، سارة بالجون، تقول: «أنا كامرأة أفضّل أن أرى الرجل بالثوب والشماغ، والاحتفاظ بالهوية الوطنية، خاصة في المناسبات العائلية، كما أنّ هذا الزي يعطي أناقة للرجل، وأنا لست ضد البدلة، وأفضلها في السفر؛ حتى لا تُعرف هويتنا؛ وهناك بعض الأعمال التي تحتاج لهذا النوع من الملابس، فيضطر الرجل لارتدائها».
اللبس لا يفقد الهوية للشخص
تقول منال الدباغ، أول مصورة رياضية سعودية :«هناك مناسبات تجبر الرجل بأن يلبس البدلة في الاجتماعات الخارجية، أما في المناسبات السياسية فلابد من الزي الرسمي؛ وأنا كامرأة أفضّل الزي التقليدي داخل إطار الأجواء التي نتعايش بها، أما بالنسبة للسفر فأفضّل البدلة أو اللبس المريح، واللبس لا يفقد الشخص هويته، في النهاية هي حرية شخصية».
الثوب يعطي هيبةً واحتراماً
خلود الدخيل، المشرفة على القسم النسائي في وكالة الأنباء السعودية واس، تقول: «أفضّل لبس الرجل للثوب والغترة؛ لأنهما احترام لتقاليد البلد والاعتزاز به، عادة زوجي وابني يقتصر لبسهما للثوب يوم الجمعة، وأوقات العمل فقط، ويفضلان في أغلب الأوقات لبس البنطلون والتي شيرت؛ ولو نظرنا إلى مجتمعنا الآن فسنجده أصبح يتقبل ذلك؛ نظراً للانفتاح في لبس الماركات، وأيضاً كثرة المحلات التي تشجع الناس على الشراء».
كل لبس له وقته
بينما تقول لنا المصورة هلا عبدالله :«أشعر أنه مريح، وأفضّل أن أرى والدي وأشقائي يرتدونه، خاصة في الأوقات الرسمية، وبعض أماكن العمل التي تناسب هذا الزي، وأنا أميل للبدل أكثر في السفر والثياب داخل البلد».
أفضّل الثوب
تقول جميلة الشريف «ربة منزل»: «طبعاً أفضّل الثوب والغترة؛ وزوجي يرتدي الثوب والغترة في كل مكان، حتى عند السفر إلى المدن العربية المجاورة، وولدي يفضل أن يرتدي ثوباً في أغلب الأوقات؛ لأنه يرى أنه مريح له».
رأي مصممة ثياب
مصممة ثياب (لومار) الرجالية، منى حداد، ترى أنّ لكل زمان ومكان ملابس خاصة به، وتقول: «لا يوجد هجر بمعناه الحقيقي للثوب، وإنما قد يكون مللاً من التصميم الواحد، وكمصممة ومتخصصة بالثياب الرجالية؛ أستطيع أن أقول إنني نجحت في العقد الأخير في تطوير وتغيير الثوب السعودي بما يتماشى مع التغيير الحاصل في العالم، خاصة بعد أن أصبح الرجل السعودي يهجر هذه الثياب، ونسبةً كبيرة من الرجال يجدون أنّ الثوب يعطيهم الشعور بالأناقة والرجولة، وقد استطعت ابتكار ثياب تلبي احتياج الشخص طوال اليوم، في الدراسة، والعمل، ولأشجع على ارتداء الزِّي الوطني السعودي».
السعوديات يفضلن الرجل بالثوب والغترة
- أخبار
- سيدتي - زكية البلوشي
- 18 مارس 2016