ركبنا الطائرات مرات عديدة في رحلاتنا وأسفارنا، وقد اعتادت أعيننا غالباً على مكونات الطائرة وأجزائها من داخل كبينة الركاب، دون أن يخطر على بالنا سبب وجودها بهذا الشكل، متسائلين: لماذا لم تكن بتصميم أو شكل آخر ربما يكون أكثر جمالاً؟
أسئلة كثيرة ربما لم ترد على خاطر أغلبنا؛ مثل لماذا تم تصميم شبابيك الطائرة على هذا الشكل؟ والضوء الأخضر والحمر في أجنحة الطائرة؟ أسئلة كثيرة قد تدهشك معرفة أسبابها، ولكن الأكيد أن كلها أمور هندسية مدروسة، الهدف منها دعم عامل الأمان.
إليكم بعض مكونات الطائرة وأسباب وجودها على هذا الشكل:
-لماذا تكون نوافذ الطائرة بها الشكل البيضاوي؟
وجود نوافذ الطائرة بالشكل البيضاوي، ليس أمراً جمالياً يخدم مظهر الطائرة؛ لكن له ضرورة مهمة جداً فهو يعمل على محاولة تقليل الاحتكاك بين الهواء وحواف وزوايا نوافذ الطائرة، وقد تم وضع التصميم بهذا الشكل بعد أن تحطمت طائرة في عام 1956؛ حيث كانت بنوافذ مربعة، الأمر الذي أدى لتحطم النوافذ نتيجة عدم احتمالها لضغط الهواء المؤثر على حوافها؛ فتم تغيير شكل نوافذ الطائرات كلها وتصاميمها لتصبح بهذا الشكل البيضاوي؛ مما يخدم الطائرة أيضاً في انطلاقها والتحليق بعد أن كان يشكل عائقاً للنوافذ المربعة.
-لماذا يوضع على جناحي الطائرة أضواء مختلفة الألوان؟
إن الضوء الموجود على طرف الجناح الأيسر هو الضوء الأحمر، فيما الضوء الأخضر هو الموجود على طرف الجناح الأيمن، وهذا الأمر يعتبر أمراً ثابتاً في جميع الطائرات، بالإضافة لوجود ضوء أبيض على الجناح الخلفي لأي طائرة، وهي إحدى العلوم المهمة في علم الطيران، فالضوء الأحمر والضوء الأخضر على الجناحين يمكن أي قائد طائرة أخرى أن يميز فيما لو كانت هذه الطائرة قادمة باتجاهه أو بالاتجاه المعاكس؛ فإذا رأى قائد طائرة أخرى الضوء الأحمر والأبيض فقط على سبيل المثال، هذا يعني أن الطائرة تأتي على نفس خط سيره من جهة اليسار، أما إذا رأى الأخضر والأبيض؛ فهي تأتي من اليمين، وضمن قانون الطيران فعليه أن يتنازل عن مساره مباشرة للطائرة القادمة دون أي تأخير لتجنب وقوع أي حوادث.
-لماذا يتم وضع المقاعد بالاتجاه العمودي عند الإقلاع والهبوط؟
إن إجبار الركاب على الحفاظ على مقاعدهم أثناء الإقلاع والهبوط بوضع عمودي، يعود لقانون فيزيائي، الهدف منه محاولة توفير أي مجهود إضافي على الطائرة، ويساعد وضع المقاعد في الوضع العمودي وتثبيتها وشكل الطائرة الدائري على توحيد مركز الثقل في الطائرة؛ لينتقل بدون أي مجهود يذكر إلى منتصف الطائرة، الأمر الذي يساعد في اتزان الطائرة، وبالتالي عدم الحاجة لأي طاقة إضافية لمعاودة وزنها.
-لماذا يسمى الصندوق الأسود بهذا الاسم؟
الصندوق الأسود هو أكثر مصطلح يذكر عند وقوع أي كارثة طيران، ولكن هذا الصندوق ليس أسودَ، ولونه هو البرتقالي المشع، وقد اختير له هذا اللون لكي تسهل رؤيته من مسافات بعيدة أو أثناء عدم وجود ضوء، ولكنه سمي بالأسود؛ لأنه المكان الذي يتم فيه تسجيل كل ما حدث في كابينة الطيار قبل وقوع الكارثة، كما يوجد صندوق آخر يسجل كل بيانات الرحلة، وبالتالي فهو الصندوق الذي يحوي أسباب الكارثة.
-لماذا توضع إشارة منع التدخين على أبواب الحمامات؟
من الطبيعي أن يظن الكثيرون أن سبب وضع إشارة منع التدخين على أبواب الحمامات هي لتنبيه الداخلين لضرورة الامتناع عن التدخين داخل الحمامات، ولكن إشارة منع التدخين على باب الحمام هي المنطقة التي يستطيع طاقم الطائرة من خلالها فتح باب الحمام من الخارج في حال حدوث أي طارئ لمن في الداخل.
- لماذا نغلق هواتفنا النقالة في الإقلاع والهبوط؟
لإن الموجات المغناطيسية التي تصدر عن هذه النوعية من الأجهزة، قد تؤثر على اتصالات قائد الطائرة بمراكز التحكم على الأرض أو في طائرة أخرى، ولكن غير المعروف أن الموجات المنبعثة من الأجهزة لا تكون ذات تأثير إلا إذا كانت بكميات كبيرة، وهو الأمر المستبعد، ولا يحدث إلا إذا قام كل ركاب الطائرة فعلاً باستخدام أجهزتهم في نفس الوقت، ولأن الأمور لا تحتمل مصادفات؛ فإنه يتم منع الجميع من استعمال الهواتف.
-لماذا جناح الطائرة بهذا الشكل؟
يؤكد كل من له صلة بعلم الطائرات، أن جناح الطائرة من أقوى الأجزاء فيها، لأن المحركات النفاثة مكانها أجنحة الطائرة، كما أن الجزء العلوي المنحني من الجناح أطول من الجزء السفلي المستقيم تقريباً، وهذا الشكل يساعد على توجيه أكبر كمية من الهواء المصطدم بالجناح لأسفله بدلاً من أعلاه، مما يساعد الطائرة على التحليق.
-لماذا يعمل مرحاض الطائرة بطريقة الشفط؟
إن الطريقة التي يعمل بها مرحاض الطائرة هي طريقة مكلفة نسبياً لو قارناها بالطرق الأخرى الاعتيادية؛ حيث يعمل على فرق ضغط بين طرفي أنبوب يؤدي إلى اندفاع الهواء خلاله بقوة، وعند فتح المرحاض في منتصف الأنبوب؛ فإن محتوياته سيتم شفطها باتجاه الهواء، وبما أننا نطير في الهواء وهناك وبدون أي مجهود فرق بالضغط بين داخل الطائرة وخارجها؛ فإن عملية الشفط تكون تقريباً معدومة التكاليف، الأمر الذي ساهم في انتشارها في كل الطائرات.
-لماذا يمنع صعود الركاب أثناء التزويد بالوقود؟
من المستحيل أن يتم السماح للركاب بالصعود قبل أن تكمل الطائرة تزودها بالوقود، لأن وقود الطائرة مادة نقية جداً وسريعة الاشتعال، وقد يشتعل في أي لحظة بسبب الحرارة أو أي مؤثر خارجي آخر، وبالتالي ستصبح هناك مشكلة تدافع بين الداخلين للطائرة والفارين منها، الأمر الذي يجبر طاقم الطائرة بعدم السماح للركاب بالصعود إلا بعد الانتهاء تماماً من التزود بالوقود.
-لماذا شكل حزام الأمان هكذا؟ ولماذا يتم وضعه عند الإقلاع والهبوط؟
إن الشكل المتعارف عليه لحزام الأمان يعتبر مثالياً جداً، والهدف منه حماية الراكب وتثبيته بالمقعد عند أي طارئ، وبكل بساطة يمكن فكه؛ مما يساعد في عمليات الإخلاء والطوارئ، أما بالنسبة لربط الحزام عند الإقلاع والهبوط؛ فالهدف منه هو الاستعداد لأي طارئ قد يمنع القائد من الهبوط أو الإقلاع، وبالتالي تغيير الاتجاه أو التوقف المفاجئ الذي قد يؤدي لحدوث كارثة لكل من لم يربط هذا الحزام ويثبت في مقعده.