لا تكاد تخلو مجالس النساء في مجتمعاتنا من فلانة رأت فلاناً في المنام، وفلانة فسرت منام أخرى فتحقق، وفلانه تنبأت بكذا من منامها فتحققت رؤيتها، وأصبح اهتمام النساء بمحتوى الأحلام في عصرنا يشبه الهوس، مما خلق لنا سوقاً رائجاً أمام المعبرين الفاسدين قليلي الخبرة والعلم الشرعي والمنطقي.
فما حقيقة هذا الهوس؟ وكيف يؤثر نفسياً واجتماعياً علينا؟ وهل كل الرؤى والمنامات ذات مغزى؟
كل هذا يفنده لنا المستشار الأسري والاجتماعي عبدالرحمن القراش في السطور التالية:
بداية يتحدث القراش عن انجذاب النساء للرؤى والأحلام، حيث يقول: تعتقد النساء أن الأحلام مهمة، وأن مستقبلهن يتحدد وفقاً لما يشاهدنه في منامهن، لذلك يجرين سعياً للبحث عن من يفسر لهن كل شاردة وواردة يشاهدنها في منامهن، مما يوقعهن فريسة ويجعلهن عرضة للعديد من المشكلات الاجتماعية والنفسية.
• التفسير الواقعي للمنامات
ويوضح لنا ماهية الأمر قائلاً: يعتبر علم تعبير الرؤى من العلوم التي ثارت حولها معارك جدلية بين أنصار هذا العلم الفقهاء والأطباء والمحللين النفسيين في هذا العصر بسبب ظهور دخلاء وأدعياء، منهم: النصاب، والمنتفع، والمشعوذ، والمنجم، كل منهم أصبح يدعي أنه صاحب كرامة أو على حق، والضحية هم عامة الناس، لاسيما النساء والفتيات، في حين أن معظم المنامات تكون نتيجة علاقة بين العقل الإنساني والبيئة المحيطة به نتيجة لعمر الإنسان وتوارث خبراته وعلاقته بالزمان والمكان حوله، لذا غالباً تكون الانفعالات النفسية كالقلق والخوف والاكتئاب والغضب والأحداث والشخصيات والأماكن والرموز الخفية وراء محتوى الحلم؛ لأنها تعني شيئاً محدداً بالنسبة لصاحبه.
ويوضح لنا القراش أنواع الأحلام كما يلي:
1 . الرؤيا الصريحة: تأتي واضحة للرائي بلا تعقيدات أو توهم.
2. حديث النفس: غالباً ما يفكر به الإنسان في النهار يراه في المنام.
3. الأضغاث: تكون من الشيطان؛ نظراً لما فيها من التوهم والحزن.
4. الجاثوم: هو شلل النوم، ولا يدخل في الأحلام، ويحدث بسبب المشاكل النفسية واختلال الساعة البيولوجية للشخص.
• كيفية التعامل مع هوس الأحلام وتفسيرها
تعاني نسبة كبيرة من النساء والفتيات من الهوس بالأحلام وتتبعها وتذكرها وتقوم بقصها على المفسرين أو حتى الجدات والصديقات لتفسيرها، بيد أن التعامل الأمثل معها لابد أن يكون كالتالي:
- معرفة أن الرؤيا لها منزلة عظيمة ومكانة رفيعة في الإسلام، ولا ينكرها إلا الجاهل بالدين.
- على المرء وأخص النساء بالذكر الاعتقاد بأن ما قدره الله علينا هو ما يصيبنا، وليس بسبب الأحلام والأوهام.
- عدم التعلق بالأحلام التي تصيب الإنسان بالحزن؛ لأنها من تلاعب الشيطان.
- من يرى شيئاً يفرحه ومعالمه واضحة يحمد الله ولا يحدث به إلا من يحب.
- إن رغب الشخص في تفسير حلم فليتحرى أهل العلم والفضل ممن عُرفت عنهم الفطنة.
- عدم تتبع الإعلانات الوهمية في تفسير الأحلام التي تعج بها القنوات ومواقع التواصل.
- تعويد النفس على الطهارة والذكر قبل النوم.