دموع فرح المحررين لم تتوقف طوال 50 دقيقة في طريق عودتهم إلى بيوتهم، بعد وصولهم من الطائرة العائدة من قبرص بعد أن مرت عليهم قرابة 16 ساعة من الرعب والهلع الشديد لن تفارق ذاكرة كل فرد عايش تلك المأساة على طائرة إيرباص تابعة لشركة مصر للطيران تعرضت للاختطاف على يد راكب يدعى سيف الدين مصطفى، ادعى أنه يحمل حزاماً ناسفاً وهدد بنسف الطائرة خلال رحلتها الداخلية بعد إقلاعها من مطار برج العرب في محافظة الإسكندرية إلى مطار القاهرة الدولي إذا لم ينصاع قائدها لطلباته حتى هبطت في مطار لارنكا في قبرص.
صيحات التكبير وعلامات النصر كانت تنطلق من السيارات التي سارت على شكل موكب هم وأفراد أسرهم الذين حضروا إلي المطار قبل 5 ساعات من وصول الركاب المحررين.
تهديد الحزام
رصدت كاميرا "سيدتي نت" روايات الركاب المحررين، في بيوتهم بعد وصولهم، إذ قال حازم عبدالرحمن، أحد ركاب الطائرة المخطوفة: إن خاطف الطائرة كان يجلس في المقعد المجاور لي، وبعد إقلاع الطائرة بقرابة 9 دقائق من مطار برج العرب، قال الخاطف لي "بص علي وفتح الجاكت بتاعه ووراني المتفجرات" وقال لي: "شايف الحزام ده دي متفجرات وأنا خاطف الطيارة ولو دوست على الجهاز ده الطيارة هتتفجر، قلت له إحنا تحت أمرك"
ويكمل حازم حديثه: أعطاني ورقة مكتوب عليها بقلم حبر أزرق وقال هذه طلباتي، وقال لي "اقراها"، حيث تضمنت تلك الرسالة تلك الكلمات "على قائد الطيارة أن يتوجه إلى قبرص أو اليونان أو اسطنبول بدون أي سؤال "هذا في الورقة الأولى وفي الورقة الثانية مكتوب فيها" الطائرة مخطوفة وأنا المختطف ولدي حزام ناسف وأي محاولة لتوجه أو هبوط في مطار القاهرة سيتم تفجير الطائرة بالكامل".
وتابع حازم بقوله "لم يكن بها طلبات أخرى، وقدمت الورقتين إلى كابتن الطائرة الذي طلب من جميع الركاب الهدوء، كما أسرع في تنفيذ طلبات الخاطف".
ثقة زائدة
رواية أخرى يحكيها الراكب عبد الرحمن سيد بقوله: "الخاطف كان يتحدث بثقة زائدة ولم أتخيل أن الحزام مزيف، وقلت له: "إحنا هنفذ كل طلباتك بس معانا أطفال وسيدات بتبكي فرد حنزل الستات المصريات والأطفال كلهم وسيب الرجالة في الطيارة، مؤكداً أنه سلم قائد الطائرة ظرفاً به طلباته".
كيف غيّر رأيه؟
الراكبة رتيبة يحيى، إحدى ركاب الطائرة المخطوفة قالت لـ "سيدتي نت": "بعد إقلاع الطائرة بوقت قليل شعرنا بأمر غريب داخلها، بعد أن تسلم قائدها بعض الأوراق من أحد الركاب طلب منه ضرورة الانصياع إلى طلباته حفاظاً على أرواح الركاب حتى لا يضطر إلى تفجير الطائرة، عندها أصيب الجميع بحالة يصعب وصفها الكل كان يفكر في الموت وتلك النهاية المأساوية".
وأضافت رتيبة: بعد أن استجاب قائد الطائرة لطلبات الخاطف وأقنعه أن الوقود لا يكفي سوى للهبوط في مطار لارنكا في قبرص وافق، وبعد أن وصلنا قال إن السيدات سينزلن أولاً، لكنه غيّر رأيه، وقرر الاحتفاظ بأصحاب الجوازات الأجنبية، ثم تراجع وأبقى فقط على عدداً قليلاً من الركاب الأجانب الرجال وعددهم حوالي 5 بالإضافة إلى طاقم الطائرة"، وأكدت رتيبة أنها نزلت ضمن المجموعة الأولى من الطائرة.
بينما تقول السيدة ماريا توماس، إحدى المختطفات إنها عاشت لحظات عصيبة لن تفارق ذاكرتها، وأنها لم تعلم بأنها الطائرة تعرضت للاختطاف إلا بعد أن شاهدت الحزام الناسف حول الخاطف تعلّق: "كشف عنه قبل هبوط الطائرة في مطار لارنكا".
أهالي الركاب
أما أقارب الركاب المحررين، فلم الذين لم تفارقهم الحيرة والقلق طوال 5 ساعات في مطار القاهرة منتظرين وصول أقاربهم التقينا منهم سامية سيد، التي وقفت على قدميها مدة انتظارها في المطار وهي تحمل في يديها باقة ورد، حضرت من الإسكندرية من أجل الاطمئنان على نجلها محمود الذي كان بين الركاب المحررين .
وتابعت: "عشت لحظات الرعب، لن أنساها لكن الأخبار الصحيحة التي كانت تصدر عن المسؤولين وتنشرها وسائل الإعلام بشكل عاجل كانت سبباً في طمأنتي، خاصة بعد أن علمت بخروج ركاب الطائرة بعد أن هبطت في مطار لارنكا" .
ويقول علي محمد 67 سنة أنه حضر لاستقبال شقيقه رياض، الذي كان بين الركاب المحررين، بعد أن تأكد أنه بصحة جيدة ولم يصبه أي مكروه، علّق: "أجرى معي اتصالاً هاتفياً عقب خروجه من الطيارة في قبرص ".