ربما لم تحظ شخصية عراقية بالحب والإعجاب والتقدير من أبناء وطنها مثلما حَظيتْ به المعمارية الراحلة "زها حديد"، كان خبر الرحيل المبكر وغير المتوقع للمعمارية الكبيرة مؤلماً وقاسياً على نفوس العراقيين‘ خاصة وأنها ماتت في الغربة وعيناها على الوطن، وكلما طُلب منها تعريف نفسها كانت تجيب بالكلمات نفسها: "أنا عراقية عربية مسلمة أعيش في بريطانيا".
عراقيو لندن يقدمون العزاء
وفي لندن حيث كانت تقيم "زها حديد"، وتدير مؤسستها الكبيرة التي يعمل بها أكثر من 400 موظف، تجمع عدد كبير من العراقيين أمام باحة مكاتبها Zaha Hadid Architects التي تقع في منطقة "فارنغتون" وسط لندن، وضع العراقيون باقات الورد وبطاقات التعزية وأعلام العراق وأبيات الشعر.
حيثُ كتب أحدهم:
نيابة عن وطنك العراق
نضع الزهور عند نعشك
وداعاً يا نخلة العراق
وداعاً يا زهاء
إنا لله وإنا إليه راجعون
وكتب على الصفحة المقابلة:
لماذا يموت سريعاً
جمال العراق؟
ألا يليق به بهاء؟؟؟
مات النخل والأوفياء
وكل صباح يعفر وجه العراق عزاء
وحزن جديد
وعلى العلم العراقي كتب آخر:
وداعاً زها... وللعراق البقاء
وداعاً يا نخلة عراقية
وفي العراق خصصتْ أغلب القنوات الفضائية برامج خاصة عن الراحلة، وتحدث بعض زملائها عن حياتها ونجاحاتها، وقال زميلها المعماري العراقي الدكتور "إحسان فتحي" أثناء استضافته في إحدى القنوات: "إن عالم العمارة ذكوري بامتياز، وقد كان أمراً غير مألوف وبالغ التعقيد أن تتمكن امرأة عراقية من اقتحامه والتربع على قمته عالمياً، كانت زهاء امرأة قوية وجريئة وواثقة من خطواتها في عالمٍ صعب".
أما مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي فقد عبّروا عن مشاعرهم بكلمات رثاء حزينة منها:
- أيها العراقيون، نخلة عراقية هوت، توفيت زها حديد.
- حين قرأت الخبر تمنيت أن يكون كذبة نيسان.
- رحيلها جرح عميق في قلب الإبداع.
- بكيت لرحيلها وكأني فقدت واحدة من عائلتي، آهٍ، كم كانت كبيرة هذه السيدة، وكم أتمنى لو سامحتنا نحن أهل العراق على عدم الاهتمام بإبداعها حين كانت على قيد الحياة!، هي واحدة من عاداتنا أن نُكرم الكبار بعد موتهم!
- إن رحيل العقول صعب وقاسٍ على القلب
- للأسف رحلت ولم تخلد لنا صروحاً في العراق تحمل اسمها، ويفتخر العراق بها! ... جازى الله من كان السبب.
- سيدتي زها حديد، الرحمة والغفران لروحك الطاهرة. سوف تبكي عليك عشتار.
- لا يوجد عاقلٌ في العالم يناقش عراقيّة ابنة محمّد حديد، القطب الكبير في الليبرالية العراقيّة. لروحها الخلود.
- هذه النخلة الشامخة كسرت قلبي بالحزن عليها بس لا اعتراض على حكم الله "إنا لله وإنا إليه راجعون.
- إلى جنة عرضها السموات والأرض روحها الطاهرة الزكية بإذن الله تبارك وتعالى، وإنا لله وإنا إليه راجعون.. إنها فخر لنساء العراق والعرب.
في لندن.. عراقيون يودعون "زها حديد" بالورد والأشعار
- أخبار
- سيدتي - سميرة التميمي
- 05 أبريل 2016