خالد شاب تعرض للقتل في ظروف غامضة، حيث وجد مقتولاً بطلق ناري وعلى جثته آثار حرق وتعذيب، «سيدتي» زارت الأم التي تسكن مدينة الجبيل الصناعية، مطلقة وتعمل مستخدمة في مدرسة بنات، لتحكي لنا عن آخر لحظات قبل وفاة خالد.
قالت أم خالد لـ «سيدتي» وهي تغالب الدموع قائلة: «في يوم الحادث جهزت له أغراض العمل وذهبنا إلى بيت أختي، كعادتنا أنا وولدي وأخته، وأراد أن يأخذ غفوة قبل أن يذهب إلى دوامه، حيث يعمل حارس أمن ليلي في إحدى الشركات، وأثناء جلوسنا مع أختي سمعنا صوت دوي رصاص، فتوجس قلبي، وأخبروني أنه صوت سيارات عابرة ولكني لم أطمئن، فقد كان خالد مريضاً بمرض عصبي مزمن، ويحتاج رعاية في بعض الأوقات، وعند عودتنا السريعة لم نجده في البيت، ووجدت ملابس العمل معلقة في مكانها، وهو غير موجود وجواله مغلق، فتشنا عنه وبحثنا عنه عند أصدقائه وكل المعارف ولم نجد له أثراً، وكان اختفاؤه غامضاً، فأبلغنا الشرطة، بعد أربعة أيام وجدت الشرطة جثته وبها آثار طلق ناري وحرق وتعذيب، وأكملت «كان ابني طيباً مع الجميع، كان رجلاً بمعنى الكلمة، عاش فقيراً ومات فقيراً، هذا ما تبقى لي من خالد، وبسطت أغراضه على الطاولة ساعة، وعود للسواك ومجموعة مفاتيح لا أكثر».
وعن علاقة خالد بالآخرين، وهل كان له أعداء؟
أجابت لا نعرف له أعداء بمعنى الأعداء.
وعن تحريات الشرطة وما وصلت إليه؟
قالت: «لقد تم القبض على أربعة متهمين، والتحقيقات مستمرة ولا نعلم أكثر من هذا».
وعن ردة فعل والده؟
قالت أم خالد: «غائب عن متابعة تفاصيل قضية ابنه، ولم يحضر سوى لحظة دفنه، فهو غائب عن حياة أبنائه منذ انفصالنا وهم صغار».
وطالبت أم خالد المسئولين بحق ابنها قائلة: «أريد حق ابني وأريد القصاص من قاتليه، مشيرة إلى أنها تسكن في شقة مؤجرة متواضعة، بمساعدة أهل الخير، وتتلقى معونة بسيطة من إحدى الجمعيات الخيرية، وتحتاج أيضاً إلى تخطي الأزمة نفسياً؛ حتى تقف بجانب ولد وبنت آخرين، يحتاجانها كثيراً، فهما في مرحلة المراهقة، وأيضاً يحتاجان حمايتهما من مصير شقيقهما، ثم بكت قائلة: «أشعر بعدم أمان وأنا وحدي في هذا البيت، وأحتاج إلى خالد فهو ابني الأكبر لمساعدتي مادياً ومعنوياً، أحتاجه ليشجعني في دراستي؛ لأتمكن من تحسين وضعي المادي وليساند إخوته».