نشرت الصحافة السعودية مؤخراً خبراً عن حادثة طلاق من نوع غريب طلق فيها الزوج السعودي زوجته لتغير لون بشرتها، فبعدما كانت العروس بيضاء بسبب بعض العمليات والمستحضرات التي استخدمتها قبل العرس عادت بشرتها للون الحنطي بعد أول حمل لها، فما كان من الزوج إلا أن طلقها، الأمر الذي يجعلنا نتساءل: هل يعقل أن يسبب تغير لون البشرة الطلاق؟ وهل يعتبر الرجال السعوديون البشرة البيضاء مقياساً للجمال؟
في هذا التحقيق استطلعنا العديد من الآراء والتعليقات حول الحادثة، فتابعوا معنا السطور الآتية:
• صحة الخبر
بداية يقول بدر العتيبي من صحيفة "سبق": لا أظن لون البشرة رمزاً أو علامة للجمال المحك كالدين والخُلق والصلاح، فكيف يكون سبباً لانفصال زوجين؟ ويضيف: إن نشر مثل هذه الأخبار من حالات الطلاق لأعذار للأسف سخيفة تسطيح لمفهوم الزواج وإنكار للعشرة التي تقوم على الدين ومبدأها الخُلق وليس ألوان بشرة ووسامة وإن كنت أشك في صحة مثل هذه الأخبار.
• حرية شخصية
أما خالد السيف "مفسر الرؤى" فيرى أن الأمر حرية شخصية، فالسعودي كغيره من الجنسيات، وكل فرد من المجتمع السعودي وغير السعودي كذلك له ذائقة معيّنة، بعضهم يحبون البياض، وبعضهم يحبون الحنطي، وبعضهم يحبون الأسود الداكن، وهذا أمر من حكمة الله كي لا تبقى عانس، وانطبق هذا على المثل الشهير: لولا اختلاف الآراء لبارت السِلَع .
• سبب آخر
وتعلق الكاتبة أميرة المخيني على الواقعة قائلة: هذا الزوج كان يبحث عن أتفه الأسباب لتكون له عذراً وسبباً مقنعاً لأهله وأقرانه حتى يبرر لهم سبب طلاقه لها، ولكن دائماً توجد حقيقة أخرى مخفية، والزوج وحده من يعرفها، وتغير لون بشرة الزوجة ليس بعذر لطلاق، ولون البشرة ليس بمقياس للجمال كما كان قديماً، ومهما اختلفنا أو اتفقنا يظل الجمال مسألة نسبية لا يتفق معها جميع الأشخاص ولا يختلفون عليها، فبعض النساء يلجأن لتفتيح لون البشرة، والبعض الآخر من النساء يلجأن لتسميرها.
• ثقافة موروثة
وتتفق معها المذيعة إيمان شيخين قائلة: ربما وجد الزوج عذراً يتحجج به لتطليق زوجته، فلو ٲنه ٲحبها لما لجأ لهذه الحيلة، وحتى إن تغير لون الزوجة فلا ٲعتقد بأنه سيكون بتلك البشاعة التي تنفر الزوج وتستدعي الطلاق، عموماً لون البشرة مهم بالنسبة للبعض، ولكن هناك من تجاوز هذه الثقافة الموروثة.
• غش وتدليس
أما المعلم طلال اللحياني فيرى أن تغير اللون يعتبر غشاً وتدليساً للزوج، وذلك لإخفائها عنه هذا الموضوع، والزوج تضرر من هذا الغش سواءً كان لعدم رغبته بهذا اللون أو قد يكون اعتبره غشاً من الزوجة له، وأنا هنا لا أبرر له الطلاق إطلاقاً، لكن الواقع يشير إلى أن اللون يعتبر مقياساً للجمال لدى الرجل السعودي، وخاصة اللون الأبيض، ولو عملت دراسة حول ذلك، أعتقد أن النسبة ستكون كبيرة جداً للون الأبيض وتتجاوز 95%.
• الرأي القانوني
ويعلق المستشار القانوني ريان الصالح على الموضوع قائلاً: مازال أبناء الشعب السعودي إلا من رحم ربي متعلقين جداً بالجمال الخارجي رغم تغير الحياة والظروف، لذلك ليس غريباً أن يهتم البعض ويقيم علاقاته بناء على لون البشرة الخارجي وتشهد محاكمنا أنواع طلاق كهذه لأسباب سطحية.
• الرأي الاجتماعي
يقول التربوي والمختص الاجتماعي عبدالله الغامدي: قد يكون هذا النوع من التفكير من الأفكار الدخيلة على مجتمعنا المحافظ، وأنا لا أتفق مع ما أقدم عليه الزوج، فتغير لون البشرة مع الحمل والولادة هو شيء طبيعي يحدث مع أي امرأة في العالم، ومن الطبيعي أن تمر المرأة بهذه الحالة، ولكن من غير الطبيعي أن تؤثر هذه الأفكار على مجتمعنا، فالزوجة هي أم وأخت وابنة وخالة وعمة، وهي النصف الثاني من المجتمع، أما إذا كان تغير اللون بفعل عمليات تجميلية أو بفعل كريمات التبييض أو غيرها فقد نجد لفعلته عذراً، وغير ذلك فهو هروب من المسؤولية ونقص في التربية والأخلاق.
نقترح عليك متابعة عدد سيدتي 1833 لمعرفة الإجابة على هذا السؤال:
هل فقد الآباء السيطرة على جيل التكنولوجيا الجديد؟ وهل انتهت سلطة الآباء عليهم؟