كشفت امرأة ألمانيّة عن تحايل شاب تونسيّ عليها مستغلاً طيبتها المفرطة، وحبّها له حبّاً كبيراً، وتصديقها لكلّ الأكاذيب التي نسجها بخبث؛ لابتزازها في مبالغ ماليّة كبيرة وصلت في مجموعها إلى 240 ألف دينار تونسي.
وقالت «بيلت» في برنامج «عندي ما نقلّك» (لديّ ما سأقوله لك) في قناة «الحوار التونسي» (قناة خاصّة): إنّ وليد استغل حبّها له حباً أعمى ليتحايل عليها، بعد أن أيقن أنّها وقعت في شباكه، وأنّها لم تعد ترفض له طلباً مهما كان.
السيناريو
خلاصة القصّة كما روتها «بيلت» إلى علاء الشّابي، مقدّم برنامج «عندي ما نقلّك» أن الألمانيّة جاءت عام 2012 سائحة إلى تونس، وأقامت في مدينة «الحمّامات» (60 كلم جنوبي تونس العاصمة) حيث تعرّفت إلى وليد الذي كان عمره 19 عاماً، في حين كان عمرها 54 عاماً (أي أنّها تكبره بـ 35 عاماً) ونشأت بينهما قصّة حب، وهي تعترف بأنّها أعجبت به وأحبّته حبّاً قويّاً، كما تعرّفت على كلّ أفراد أسرته، وقد أظهروا لها الكثير من المودّة حتى أنّها كانت تزورهم في البيت مبجّلة مكرّمة.
ولمّا عادت إلى ألمانيا بقيت على اتّصال بوليد عبر الهاتف والسكايب، وقد بدأ في تنفيذ خطّة خبيثة للحصول منها على المال متدرّجاً في طلباته المتكرّرة متعلّلا بأكاذيب متتاليّة، فقد ادّعى في الأوّل أنّ والده لم يعد بإمكانه الإنفاق عليه لإتمام دراسته، وأنه في حاجة إلى المال لإكمال تعليمه، فاستجابت له بسرعة بكلّ تلقائيّة ومحبّة، وحوّلت له من مدينة «هامبورغ» الألمانية ما طلبه منها، وبعد مدّة قصيرة ادّعى لها أن أمّه مريضة وستجري عمليّة جراحيّة ولا بدّ له من المال، فاستجابت له بسرعة ودون تردّد وكلّها حرص على شفائها.
ولمّا أدرك وليد أنّ المرأة لا ترفض له طلباً، واصل سلسلة أكاذيبه مدّعياً في كلّ مرة أنه في ورطة، وذهب إلى حد الادعاء بأنه أصيب بالسرطان، وأنه مطالب بإجراء 4 عمليات جراحيّة.
حلقات من مسلسل
ولإحكام خطته أعلمها أنّ ما يطلبه منها هو سلفة في انتظار بيع قطعة أرض على ملك عائلته ليرجع لها أموالها.
وتروي الألمانية أن وليد أعلمها ذات يوم أنّه ارتكب حادث سير ودهس طفلاً صغيراً، وأنه في حاجة إلى مبلغ ماليّ لدفعه لعلاج الطفل المصاب، ثم وفي فترة لاحقة زعم لها أنّه ارتكب حادثاً آخر تسبب في موت امرأة مسنّة، وأنه موجود في السّجن بسبب ذلك، ولا بدّ أن يدفع فدية ليتم إطلاق سراحه، وإلا فانه سيقضي مدة طويلة في السّجن.
وتقول الألمانية: إنّ قلبها تقطّع ألماً عليه وأرسلت له في الحال المبلغ الكبير الذي طلبه، وهكذا تواصل مسلسل الطلبات الماليّة إلى أن أفلست المرأة بعد أن حوّلت له تباعاً كل مدّخراتها، فهي كانت تعمل في شركة يابانيّة في ألمانيا وتحصلت عند غلقها على تعويض مالي هام حوّلته كله على مراحل إلى وليد.
مساومة
ولمّا أخبرت المرأة «حبيبها» الشاب بأنّ مدّخراتها الماليّة نفدت، وأنّه لم يعد لديها ما ترسله إليه، غيّر خطّته إلى المساومة وهو يعلم تعلّقها به وحبّها الكبير له، فقد خاطبها عبر السكايب وهو ممسك قارورة بين يديه وهشّمها أمامها في حركة تمثيليّة متقنة إلى نصفين، وأعلمها أنه سيضرب نفسه بها إن لم تحوّل له المال، ثم في مرّة لاحقة اتصل بها شقيقه وأخبرها أن وليد يعيش حالة صعبة وأنّه سينتحر، وقد تأثّرت لحاله مصدّقة كلّ ما يقال وينقل لها.
الصّدمة
وذات يوم تصفّحت المرأة حساب وليد على «الفايس بوك» وتبين لها أنه لم يكن في السّجن مثلما ادعى، وتأكدت أن حسابه كان محيّنا بانتظام، فأصيبت بصدمة وبدأت تتفطّن إلى أكاذيبه، ولمّا حصل لها اليقين بأنه ضحك عليها جاءت إلى تونس واتّصلت بوزارة السياحة التونسية وروت للمسؤولين كلّ ما تعرّضت له من تحايل وابتزاز، فتمّ جلب وليد الذّي أمضى على التزام لإرجاع 100 ألف دينار للمرأة، لكنه لم يفعل وكلّفت الألمانية محاميّاً لرفع شكوى ولكن، حسب قولها، لم تنجح لحد اليوم في استرجاع المال الذي دفعته لوليد، وقد التجأت لبرنامج «عندي ما نقلّك» لمساعدتها لاسترجاع مالها المهدور، وقد تحدّثت في البرنامج بكلّ هدوء وهي مبتسمة دون إبداء أيّ غضب.
وقد سعى البرنامج إلى دعوة وليد للأستوديو لمواجهة المرأة، ولكنه اختفى وقال والده أن ابنه مسافر، وأنّه لا يعلم مكان تواجده.