أعلن المحامي عماد بلخامسة أنّ الدّائرة الجنائيّة لدى المحكمة الابتدائية في تونس أصدرت حكما بسجن طبيب مختصّ في التوليد مدة سنة واحدة من دون تأجيل تنفيذ بسبب قصوره المهني الفظيع الذي أودى بحياة الصحافيّة أريج محجوب قويدر. وقد أجمع الخبراء المنتدبون من المحكمة وعددهم خمسة على جسامة الخطأ والقصور المهني للطبيب، وفق ما ذكره المحامي المذكور.
وقد توفّيت أريج محجوب يوم 27 أكتوبر 2012 في إحدى المصحّات الخاصّة أثناء الولادة بعد أن تعرضت لنزيف نتيجة خطأ طبي. وقد تقدّمت عائلة الضحية بشكوى إلى القضاء منذ وفاتها واستمرّ التقاضي إلى أن أصدرت المحكمة حكمها هذه الأيّام.
والضحيّة – متزوجة وأمّ لـ 3 أبناء – وعمرها 37 عاماً عند الوفاة، هي إعلامية معروفة كانت تعمل في الإذاعة التونسيّة الدوليّة الناطقة باللغة الفرنسية وتقدّم كلّ يوم أحد برنامج "همزة وصل" في التلفزيون التونسي، وهو برنامج موجّه للمهاجرين التونسييّن في الخارج.
والجدير بالذّكر أنّه نادراً ما يحكم على الأطباء بالسجن بسبب أخطائهم رغم كثرة القضايا وذلك لأسباب كثيرة من بينها صعوبة إثبات الخطأ، ذلك أنّ القضاء يكلّف خبراء من الأطباء لإثبات إن كان هناك فعلاً أخطاء أدت إلى الوفاة أم لا، ومعروف أنّ هناك تضامن بين الأطبّاء ونادراً ما تثبت تقارير الخبراء وجود خطأ أدّى إلى الوفاة.
الجدير بالذّكر أنّ الأخطاء الطبية تكاثرت وقد بلغت منذ أكتوبر 2015 سبعة آلاف و300 حالة – وفق ما أفادت به الجمعية التونسية لمساعدة ضحايا الأخطاء الطبية - وأنّ أكثر الأخطاء شيوعاً تحصل عند الولادة علماً أنّه لا تتوافر أرقام من جهات رسميّة عن عدد هذه الأخطاء.