"السعوديات غير".. هكذا يمكن اختصار الصورة المنتظرة الجديدة للمرأة في المملكة مع إطلاق رؤية 2030 التي ستغير المعادلات الاقتصادية والاجتماعية في السعودية على المدى المنظور، معتمدة على ركائز محددة من أهمها النساء، حيث من المتوقع زيادة مشاركتها في سوق العمل بنسبة 30% ، الشيء الذي سيتناسب الى حد كبير مع مشاركتها الحقيقية في مجتمعها.
في هذا السياق قالت أخصائية طب الأسنان د. أروى السيد: "تعكس رؤية 2030 التقدير الحقيقي للقيادة السياسية للمرأة السعودية، التي تعدّ امرأة عصامية بامتياز، حيث أسست كيانها العلمي والعملي الخاص رغم التحديات الاجتماعية التي أطاحت بأحلام الكثيرات. لكن أتت هذه الرؤية لتؤكد على النظرة الإيجابية للمرأة السعودية التي وضعت بصمتها المميزة في التعليم والطب وغيرها من المجالات. لذلك أنا متفاءلة بمواصلتنا في مسيرة النجاح في ظل رؤية 2030 التي ستكون العصر الذهبي لنون النسوة في بلدنا".
وأكدت السيد أن رؤية 2030 هي المنهج السعودي الجديد، الذي يعدّ المرأة جزءاً لا يتجزأ منه، وعليها أن تقوم بواجبها لتنفيذ الأجندة المرتقبة، وتتابع قائلة: "لذلك يجب أن نعمل على دعم التعليم وتطويره لتحقيق أهداف رؤية 2030، ثم الاستفادة بمخرجات التعليم في الداخل وتوفير فرص العمل والبيئة الصحية للمبتعثين العائدين إلى الوطن وتحديداً النساء. يجب أن نصنع جيلاً قوياً صلباً من السعوديات حتى نصل إلى مرحلة الاكتفاء الذاتي فنعتمد على أنفسنا في كافة المجالات".
كما اعتبرت عضو مجلس الشورى د. ثريا العريض أن رؤية 2030 "ستفتح المجالات أمام المبدعات والمثقفات والمتميزات السعوديات، اللواتي يحلمن باللحظة التي سيفجرن الطاقة المكبوتة في دواخلهن. وها هي أتت مع هذه الرؤية التي تشجع النساء على النزول إلى سوق العمل. لكن على المرأة السعودية أن تستغل هذه الفرصة لتضع نفسها في الصدارة متناسية كل العوائق التي قد يضعها البعض أمامها. يجب أن تحقق في وطنها ما نجحت فيه في دول الابتعاث. يجب علينا كسعوديات أن نساعد القيادة السياسية في تحقيق الهدف الذي حددته في الرؤية وهو زيادة مشاركتنا في سوق العمل من 225 الى 33%."
أيضا أبدت أستاذة تاريخ المرأة في جامعة الملك سعود د. هتون الفاسي تفاؤلها بمستقبل المرأة السعودية بعد إطلاق رؤية 2030 قائلة: "وضعت الرؤية خطة عبقرية التي ستغير وجه المملكة خلال الخمسة عشر عاماً المقبلة، ركزت خلالها على دعم المرأة السعودية كونها أحد العناصر المهمة لبناء الوطن، وتشكل 50% من إجمالي مخرجات التعليم الجامعي، لذلك ستقدم لها الرؤية أقصة الدعم عبر تنمية مواهبها واستثمار طاقاتها وتمكينها من الحصول على الفرص المناسبة في سوق العمل. لذلك رؤية 2030 هي خطة طموحة وسنرى نتائجها الرائعة خلال الأعوام المقبلة، بعد أن تستثمر بحق قدرات المرأة السعودية في جميع المجالات الاقتصادية والتربوية والثقافية. كما ستستمح رؤية 2030 للمرأة السعودية أن تتبوأ مواقع قيادية مهمة في الدولة خلال السنوات الخمس عشرة المقبلة لا بل ستكون شريكة حقيقية في القرار".