رغم ما يضفيه شهر رمضان المبارك من سكينة ورضا في النفس باعتبار أنَّه شهر التوبة والمغفرة، وفرصة لزيادة الألفة بين البشر، والابتعاد عن العصبيَّة والانفعال وكل ما يؤدي الى المشاحنة والبغضاء، إلا أنَّ المتتبع لسلوكيات غالبيَّة الناس وتصرفاتهم أثناء الصوم يجد أنَّ العصبيَّة واضطراب المزاج هي السمة الغالبة على أكثرهم، وحين تسأل عن السبب تكون الإجابة الصيام. فهل فعل هو الصيام أم الافراط في العادات الخاطئة كشرب المنبهات والتدخين في أيام فطرنا.
«سيدتي» تسلط الضوء على هذه الظاهرة بتجارب عاشها أصحابها من خلال هذه السطور.
عصبيَّة المدخن
تقول السيدة فدوى مطبقاني (31 عاماً)، مقدِّمة ومعدَّة برامج، القهوة والدخان هما أكبر هادم للذة الصيام، وأكثر مساهم لتعاسة من هم حول المدمنين لهما، وأضافت: أذكر موقفاً حصل مع أحد أصدقاء العائلة حين أراد أن يخرج نهار رمضان فوجد أنَّ سيارة أخيه قد سدت عليه طريق الخروج فبدأت تتفاقم عليه عصبيَّة المدخنين وانفجر منفعلاً، وبعد أن جاء أخوه وحرك السيارة لم يكتف بذلك، بل أخذ المفتاح الخاص بالسيارة ورمى به في خزان العمارة. الطريف في الأمر أنَّه تحول بعد الإفطار إلى شخص آخر، وبدأ بالتصرف كأنَّ شيئاً لم يكن وبدأ بالحديث والاعتذار لأخيه.
الازدحام المروري
أما ماهر عبد الوهاب (45 عاماً)، مستشار إعلامي، فيحكي لنا الموقف الذي تعرَّض له معترفاً بندمه عمَّا بدر منه من عصبيَّة وانفعال فيقول: تشاجرت مع أحد الأشخاص في نهار رمضان وسط الازدحام المروري بعد أن تجاوزني بسيارته من دون استئذان مني ثم تلفظ عليَّ بألفاظ نابية الأمر الذي دفعني إلى الجنون وكدت أفقد صوابي إلا أنَّني أستطعت أن أتمالك أعصابي في اللحظة الأخيرة ولم أخطئ عليه كما فعل هو معي.
ضرب مبرح
بأسى بالغ استعادت السيدة «ن.ح» (37 عاماً)، ربة منزل، قصتها، التي حصلت قبل ثلاث سنوات فقالت: مررت بتجربة قاسية جداً في رمضان وقبل أذان المغرب بساعة أخبرني زوجي أنَّه قد دعا أخاه وعائلته على طعام الإفطار، وحين أعترضت بأنَّه لم يخبرني مبكراً حتى أستعد وأخبرته بأني لم أعد أي طعام سوى القهوة والتمر بناء على طلبه في ذلك اليوم، لم يتمالك نفسه وأنهال عليَّ بالضرب المبرح ولم أتذوق أي طعام إلا بعد الإفطار بست ساعات. ثم ما لبث أن هدأ بعد الإفطار وعاد إليَّ نادماً ومعتذراً وبدأ بالتصرف كأن لم يبدر منه شيء.
الرأي المختص
الدكتورة مها هاشم، اختصاصيَّة العلاج بالطاقة والطب التبتي، تعطينا أفضل الطرق لمواجهة التوتر والتخلص من الطاقة السلبيَّة خلال الصوم. بداية أوصت بتمارين التنفس فما أن يشعر الصائم بتغير الحالة المزاجيَّة أو بداية التوتر يفضل التوقف عن الجدال وعمل تمارين تنفس بطيئة بكامل الرئة لما لها دور كبير في تهدئة الأعصاب. وتأخير السحور وشرب مشروب البابونج المهدئ للأعصاب خلال المساء. فرك اليدين ببعضهما لتسخين وتدليك المنطقة الواقعة بين القلب والسرة حتى نشعر بها دافئة؛ لأنها منطقة تحوي نقاط طاقة في الطب البديل تساعد على تحرير مشاعر التوتر والغضب. أهميَّة عمل تمارين الاسترخاء وتصفية العقل من الأفكار لعشر دقائق في اليوم على الأقل لما لها من أثر كبير على الحالة المزاجيَّة وصفاء البال. وأخيراً تناول أطعمة تكافح الجوع والعطش كالخضار والفواكه، بالإضافة لشرب الماء بكميات مناسبة، وتوزيع شربه على كامل الوقت مساءً.