يستخدم ماء الورد بصورة كبيرة خصوصاً في الشرق الأوسط إما بهدف التجميل من قِبل النساء، أو في صنع الحلويات، كما أن هناك مَن يقوم بشربه نظراً لطعمه المميز، دون أن يعلم أنه قد يشكل خطراً كبيراً على صحته خصوصاً على الكليتين.
هذا ما كشفته الباحثة والمحاضرة في جامعة الملك عبدالعزيز نوف محمد حكمي، من خلال بحث يعتبر الأول من نوعه على مستوى العالم، حيث أكدت أن هناك تأثيراً سلبياً لماء الورد على الكليتين، وذلك بعد عدة تجارب أجرتها على الفئران.
وذكرت حكمي، أن "ماء الورد له دور في التجميل، حيث يمكن بواسطته تكبير مناطق معينة في الجسم، ولكنه في المقابل يؤثر سلباً على أنسجة وخلايا الكليتين، ما يؤدي إلى تلفها وحدوث مشكلات صحية مثل الالتهابات والتليفات، خاصة مع الاستخدام طويل المدى". مشيرة إلى أن شرب ماء الورد يعد من العادات الخليجية خاصة في منطقة الحجاز.
وأوضحت حكمي، أن فضولها قادها إلى اكتشاف الأسباب المؤدية إلى هذه النتائج، بعد أن أخضعت إحدى قريباتها للعلاج لفترة معينة نتيجة حدوث مضاعفات وانتفاخات لها جراء شربها جرعات زائدة من ماء الورد، إضافة إلى كشف حقيقة حول قول شائع في الأوساط النسائية مفاده أن لماء الورد دوراً في تكبير مناطق معينة من الجسم، أبرزها منطقة الصدر، حيث يؤكد البعض فاعليته في التكبير الآمن والمؤقت لعدة أشهر، ومن ثم يعود الوضع إلى سابق عهده. وفقاً لـ "الوكالات".
وعن رحلتها البحثية أوضحت الباحثة أنها وجدت صعوبة بالغة في التعرف على ماء الورد الطائفي من الناحية العلمية، حيث لم تتوفر دراسات وأبحاث مخصصة عنه ما جعلها تلجأ إلى الكتب السياحية والتاريخية التي تتحدث عن تاريخ مدينة الطائف، لتتوصل إلى أن الورد لم يزرع في مدينة الطائف إلا منذ قرابة 200 عام، حيث أهدي إلى أحد أشراف الحجاز شتلات ورد من أحد سلاطين الدولة العثمانية آنذاك أرسلها من بلاد الشام، فعُرف المكان المناسب والمشابه له، حيث أُمر بتوجيه زراعتها في المناطق المرتفعة من الطائف، نظراً لأن مناخها قريب من مناخ دمشق، ولتشابه المنطقة الجغرافية.