عند إحدى المنصات المعلوماتية، والتي اتخذت هيئة "كتاب مفتوح"، من الجهة الجنوبية لرباط باناجة العتيق بالمنطقة التاريخية، كان الشاب العشريني أحمد القحطاني، يقف متسمراً أمامها، يقرأ بشغف عما احتوته تلك المنصات عن تاريخ مدينة جدة، والتي يعرفها للوهلة الأولى.
زيارة القحطاني لفعاليات "رمضاننا كدا3"، والتي تعد الأولى بالنسبة له، والتي صادفت وجوده في العروس بعد القدوم إليها من جنوب المملكة في مهمة عمل رسمية، كما أنه استطاع أن يلم ببعض ملامح تاريخ جدة، وما سطرت عنها كتابات الرحالة القدماء والمؤرخين المسلمين والأجانب عن هذه المدينة الحالمة.
استطاعت اللجنة التنفيذية لمهرجان جدة التاريخية، أن تجذب انتباه الجيل الجديد من الشباب السعودي، من خلال صناعة "منصات معلوماتية"، اختصرت ما يقرب 975 عاماً من تاريخ جدة، والحقب الزمنية المختلفة التي مرت بها.
أكثر ما جذب القحطاني ما ورد في إحدى منصات "رمضاننا كدا3"، ما دونه مستشار ومترجم المؤسس الملك عبد العزيز عبد الله المانع (رحمهم الله)، عن ولع وحب المؤسس لمدينة جدة، والتي يورد فيها :" بأنه لا يزال يذكر رؤيته مرة أو مرتين، في لحظات نادرة للملك عبد العزيز من لحظات الانفراد والطمأنينة، وهو جالس في قاعة بإحدى أماكن إقامته، يتأمل ألوان البحر الأحمر المتغيرة دائماً تحت إشاعة الشمس الأصيلة".
لم يكن ابن الجنوب القحطاني، هو الوحيد الذي جذبته "المنصات المعلوماتية"، فعلى العكس تماماً، فالعديد من أقران جيله جذبتهم تلك المنصات، بل إن بعضهم أحب أن يحتفظ بالقيمة المعلوماتية التي احتوتها، فكان ولابد من الاستعانة بـ"هواتفهم الذكية"، لتصويرها، وتداولها عبر حساباتهم الشخصية في شبكات التواصل الاجتماعي، ومجموعات الدردشة الهاتفية المجاني "الواتس آب".
بعض المنصات كان تستدل بمعلومات مختلفة، كالذي دونه الأمير شكيب أرسلان في عام 1929 عن المدينة، والتي أشار فيها بأن "البناء في جدة كأنه من القرون الوسطى، وقد بدأ المهندسون يقلدون ويرجعن إليه، ولكني أرى أن نجارة الأبنية فيها راقية".
هدى العروسي طالبة جامعية تدرس الأدب الفرنسي بقسم اللغات الأوربية وآدابها، قدمت للفعاليات بصحبة والدتها، إلا أن الدهشة أصابتها وهي تقرأ في عمق شديد ما أورده الرحالة والروائي الفرنسي شارل ديديه عن جدة في كتابه "رحلة إلى الحجاز في النصف الثاني من القرن التاسع عشر" عام1854، عند إحدى المنصات عن جدة، والتي وصف دهشته بجمال مدينة جدة، ووصفها بأنها "مكينة البناء"، و"نابضة بالحياة"، و"تعج بالسكان"، مضيفاً، بأنها "جديرة على كل المستويات أن تحمل الاسم الذي تعرف به ميناء مكة المكرمة".
"وجبات معلوماتية" اختصرت 975 عاماً من تاريخ جدة
- أخبار
- سيدتي - ريهام المستادي
- 14 يونيو 2016