هجوم حاد وانتقادات شديدة تعرّضت لها الدراما الخليجية رمضان هذا العام، ورغم أن هناك تجارب درامية ناجحة استطاعت لفت أنظار المشاهدين إليها في الشهر الفضيل مع تألّق عدد من نجوم الدراما، إلا أن الاتهامات المعتادة والمكرّرة كل عام للدراما الخليجية كانت حاضرة هذا الموسم وبامتياز، وأهمها ضعف النصوص وعدم التجديد والتكرار والظهور في عدّة أعمال دون الاهتمام بالجودة والتركيز على البكائيات في مقابل الكوميديا السطحية، بل وزاد عليها كثرة سرقة الأفكار..
«سيدتي» تحاول استقراء المشهد الدرامي في الخليج رمضان 2016 من خلال عدد من النقّاد.
السحيمي: هناك تطوّر هائل في تدهور الدراما الخليجية
اعتبر الكاتب والناقد السعودي محمد السحيمي أن هناك تطوراً هائلاً في «تدهور الدراما الخليجية»، وقال: «منذ أن قامت هذه المحاولات التي لا تمتّ للدراما والفن بصلة وأنا أنتقدها بشدّة، وأرى أن المجتمع سيفيق يوماً ويحكم عليها بالإعدام، ولكن للأسف ما حدث أن المجتمع أدمن هذه الأعمال، لأنه لم يرَ البدائل الجيدة. ويعلم الله أن انتقادنا كان على أسس علمية وموضوعية».
وحول رؤيته للأعمال السعودية المعروضة في رمضان، أكّد السحيمي أن «سيلفي 2» و«مستر كاش» هما «طاش ما طاش»، فقط تمّ تغيير الاسم دون أي تجديد في السيناريو أو الشخصيات أو حتى الطرح الدرامي والأفكار، مبيّناً أن العملين مجرّد «إيفيهات» وأغلبها مسروقة من «اليوتيوب» دون حفظ الحقوق، وضرب المثال بمطالبة ناصر القصبي في إحدى حلقات «سيلفي 2» بعنوان «سياحة» بالحجر على السفهاء الذين لا يحفظون النعمة التي بأيديهم أنها «اقتباس من الدعوة التي طالبت بها منذ سنوات وموجودة في الإنترنت و«اليوتيوب»، مشيراً إلى أنه وحتى اللوكيشنات في التصوير لم تتغيّر. وشدّد على أن الحلقات يتم تقليدها في الأعمال المعروضة، فأحد الكتّاب يقدّم حلقة لـ«سيلفي» وأخرى شبيهة لـ «مستر كاش» وإن كان تميّز «سيلفي» يكمن بعرضه على قناة الـ mbc الأكثر مشاهدة، ولو عرض «مستر كاش» على القناة ذاتها فسيحقّق نفس النجاح من وجهة نظره.
وزاد: «أكثر من 70 % من حلقات «سيلفي 2» و«مستر كاش» وقبلهما «طاش» كانت تعتمد على الإشكاليات مع هيئة الأمر بالمعروف، والآن وبعد التنظيم الجديد للهيئة لن يجدوا ما يكتبونه ويقدّمونه من خلال خلق هذا النوع من الصراع المجتمعي الذي كانوا يلعبون عليه طويلاً. ولماذا يقال إن «سيلفي 2» ناجح؟ لأن الناس أدمنته، وانشغل الجمهور بالأفكار عن العمل الفني، فهذه النوعية من الأعمال تعتمد على إثارة الجمهور لجذبه لمتابعة الفكرة وهو ليس عملاً فنياً، بل إن تلك الأفكار إذا تمّت صياغتها في مقال ستنجح أيضاً لأن الناس تبحث عن الفكرة. وهذا ما قلته للكاتب خلف الحربي حيث سألته ما الفارق بين مقالاته في جريدة «عكاظ» ونصوصه الدرامية في «سيلفي» أو «واي فاي»؟ فمن وجهة نظري أنهما سواء، وليس في نصوصه الدرامية أية إضافة. وأغلب السيناريوهات لكتّاب «أبو ريال».
سلبيات الدراما السعودية
وعن السلبيات في الدراما السعودية هذا العام، أشار الكاتب والناقد محمد السحيمي إلى أنه ومنذ البداية ذكر لصنّاع مسلسل «حارة الشيخ» الذين طلبوا رأيه بالسيناريو أنه مأخوذ عن رواية الأديب العالمي الراحل نجيب محفوظ «الحرافيش» وفيه تشويه لتلك الرواية الشهيرة، موضحاً أنه طلب منهم الإشارة إلى الاقتباس عن رواية محفوظ. وهذا تشريف لهم ولعملهم، ولكن للأسف البعض يعتبر سرقة النصوص «شطارة» دون وجود محاسبة قانونية أو جماهيرية، ولفت إلى أن العمل كذلك يشوّه ويزيّف تاريخ الحارة الحجازية سواء من ناحية العادات أو وجود «الفتوة» وحتى الملابس. وأبان أن مسلسل «42 يوم» لم يحمل أي تجديد درامي كذلك لأن هناك اجتراراً للأفكار في الأشياء وليس الأعمال حسب تعبيره.
وفيما يتعلّق بالدراما الخليجية في رمضان 2016 ذكر: «أتابع بعض الأعمال الخليجية والمسلسلات الكويتية، والآن أنا مريض وفي طور النقاهة من مرض متابعة الأعمال الكويتية، وفي مرحلة الكورسات العلاجية الطبيعية، فللأسف كم رهيب من النكد والصراخ و«الكلام الفاضي»، فليس هناك أي جديد يذكر مع هيمنة الممثل المنتج مثل الدراما السعودية أيضاً».
وذهب السحيمي إلى أن التدهور الدرامي في المسلسلات المعروضة يطيح بتميّز أي ممثل، مشيراً إلى أن حبيب الحبيب يظلّ من وجهة نظره النجم الذي لم يكتشف بعد.
الناقد عبدالستار ناجي: سعاد عبدلله احترافية أكثر من حياة الفهد
من جهته، أكّد الكاتب والناقد الكويتي عبدالستار ناجي أن الدراما الخليجية تعيش عاماً بعد عام قفزات كبيرة وإن كان هناك ملاحظات على الإخراج في بعض الأعمال وأيضاً على النصوص التي تواجه خللاً كبيراً، حيث يضعف المستوى ويهبط الإيقاع ويتهاوى بعد عدّة حلقات. ومن الضروري الذهاب إلى مضامين أعمق حسب تصريحه، مبيّناً أن الحصاد بشكل عام إيجابي ومتميّز مع وجود مجموعة من التجارب الدرامية التي يجب التوقّف أمامها طويلاً، وأشار إلى أن هناك تبايناً في الإنتاج الدرامي بين قنوات كبيرة مثل mbc بميزانيات ضخمة وقنوات صغيرة وإنتاج ضعيف. وطالب بحضور الفنان الخليجي بالأعمال العربية والمصرية خاصة ولكن في إطار راق مثل الفنانين العرب بعيداً عن الصورة النمطية السلبية.
وأوضح أن الحديث في ما سبق كان يتركّز على الدراما الكويتية ولاحقاً الكويتية والسعودية. أما الآن فالدراما الإماراتية في هذا العام تتألّق بصورة لافتة وأيضاً الدراما القطرية، متمنياً أن يشاهد دراما عُمانية عالية المستوى وكذلك دراما بحرينية لاسيما وأن أهم صنّاع ومخرجي الدراما الخليجية من البحرين مثل المخرج محمد المقلا الذي يقدّم في الإمارات «خيانة وطن» وعلي العلي يقدّم بالكويت «باب الريح» مع سعد الفرج ومحمد القفاص يقدّم مع سعاد عبدالله «ساق البامبو». وطالب بالتكامل والتمازج في الدراما الخليجية بحيث لا تنغلق الدراما الكويتية أو السعودية أو غيرهما على نفسها، مشيداً بالدراما السعودية التي تتحرّك في مجموعة من الخيوط وبدعم عال من المؤسسات الخاصة والحكومية. وهذا أمر يشار إليه بالبنان حسب تعبيره، وثمّن تجربة المسلسل السعودي «طريق المعلمات» الذي عرض قبل الشهر الفضيل خاصة وأنه يطرح قضية سعودية بحتة وتمّ تصويره في منطقة جديدة بالمنطقة الشرقية.
مبالغة وجرأة في الطرح
وعن رؤيته للأعمال المعروضة قال عبدالستار لـ«سيدتي»: «المسلسل الكويتي «ساق البامبو» يعدّ تجربة عالية المستوى على صعيد التعامل مع الرواية واختيار النصوص والقضايا المطروحة، وأيضاً المسلسل الإماراتي «خيانة وطن» الذي يتناول قضية وطنية ويحاول تعرية بعض التنظيمات الإرهابية وممارساتها المتطرّفة، وهو عمل مميّز جداً بخلطة خليجية رائعة سعودية إماراتية كويتية بحرينية. ولا يمكن عزل ما يقدّمه الفنان ناصر القصبي في «سيلفي 2» عمّا تقدّمه الدراما السعودية في القنوات المحلية وإن كان هناك تفاوت في مستوى بعض الحلقات، كما أن مسلسل «بين قلبين» جريء جداً على مستوى الطرح فيناقش قضية حرية اختيار المرأة للرجل.
وحول السلبيات في بعض المسلسلات الخليجية رمضان هذا العام، ذكر قائلاً: «أتحفّظ على الصيغة التقليدية في تقديم الحارة الشعبية في ما يشبه الحارة السورية في المسلسل السعودي «حارة الشيخ»، وإن كنت أعتبرها تجربة هامة على مستوى تسليط الضوء في المجتمع السعودي على الإرث والموروث ومحاولة جيدة لأول مرّة وعبر قناة كبيرة مثل mbc في تناول تراث المملكة. كما أعترض على المبالغة في الماكياج بالأعمال البدوية والتراثية. فالأمر ليس صورة جميلة ولكنه حكاية تلامس الواقع، فمثلاً مسلسل «الوجه المستعار» عمل بسيط ولكن الماكياج المبالغ فيه لإحدى الفنانات سبّب انتقادات واسعة للعمل».
وأضاف الكاتب والناقد عبدالستار ناجي: «هناك عدد من الأعمال التي أعادت اكتشاف الفنانين، فمثلاً يقدّم الفنان عبدالمحسن النمر ثلاث حلقات في مسلسل «ساق البامبو» تعادل مسلسلاً كاملاً، مع تألّق ومغامرة سعد الفرج في «باب الريح»، وسعاد عبدالله في «ساق البامبو»، وحياة الفهد في «بياعة النخي»، وناصر القصبي في «سيلفي 2». وأتساءل لماذا يظهر الفنان في أكثر من عمل برمضان، وأستغرب أن الفنانة هدى حسين التي لديها فرصة تقديم عمل كبير جداً وهو «جود» ولكنها تشغل نفسها بعمل آخر بعنوان «المحتالة» دون المستوى، وذات الأمر بالنسبة للفنان سعد الفرج الذي يقدّم ثلاثة أو أربعة أعمال من بينها مسلسل يمرّ مرور الكرام وهو «اللي ماله أول» فيما يبدع في «باب الريح». وحياة الفهد لديها مشكلة كبيرة، فالحلقات الأولى لمسلسلها تعرّضت للحذف من قبل الرقابة فضاعت القضية المحورية للعمل وهذا أمر غير محبّذ.
بين سعاد عبدالله وحياة الفهد
وفي ما يتعلّق بتوقّعه لنجم ونجمة الدراما الخليجية هذا العام قال عبدالستار ناجي : «لا زال الصراع بين الفنانتين سعاد عبدالله وحياة الفهد قائماً، ولكن إشكالية حياة أنها تركّز فقط على عملها كممثلة بينما سعاد تعمل وتتدخّل في أدق تفاصيل مسلسلها، حتى أن بعض المشاهد التي تغيب عنها حياة «تقع» ولكن ذلك لا يحدث مع سعاد، ومن وجهة نظري سعاد عبدالله احترافية أكثر من حياة الفهد. وبالنسبة لنجم رمضان من الفنانين، فهذا العام أقف بالكثير من الاحترام والتقدير أمام الفنان ناصر القصبي وتميّز ما يقدّمه في مسلسل «سيلفي 2»، حتى أن الكاتبة هبة مشاري حمادة لم تكتب عملاً درامياً واكتفت بحلقة واحدة في «سيلفي 2» عن الطائفية وأبدعت في كتابتها».
تابعوا أيضاً:
أخبار المشاهير على مواقع التواصل الإجتماعي عبر صفحة مشاهير أونلاين
ولمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا أنستغرام سيدتي
ويمكنكم متابعة آخر أخبار النجوم عبر تويتر "سيدتي فن"