أنا اسمي سوسن، أبلغ من العمر 22 سنة، أنا جداً أحتاج إلى شخص أتكلم معه، أنا والدي متوفى منذ سنوات وأعيش مع إخوتي وأمي، حفظها الله، أنا أحب أمي ولكنني أكره تصرفاتها، سأفسر لك لماذا، أمي، ولله الحمد، إنسانة متعلمة حاصلة على شهادة ودرست في إحدى الدول الغربية، تزوجت وربتنا وتعبت علينا، ولكن هنا المشكلة، عندما بدأنا نكبر بدأ يكبر الهم، أمي محافظة جداً وتقليدية جداً، والمجتمع الذي حولنا له دور في تفكيرها؛ فهي لا تسمح لي بالخروج إلا بمرافق، ودائماً ما تتدخل في كل تفاصيل حياتي، وأحياناً حتى بالتعنت والقوة، رغم أنني في سنتي الأولى من الماجستير؛ فهي دائماً تحسسني أن هذه الحرية التي تمنحني إياها بمقابل، هي تربت في بلد غربي، وعاشت لوحدها لمدة سنوات، واعتمدت على نفسها، وعندما بدأنا نكبر أصبحنا نحس بأن حبها كالطوق حول أعناقنا، ماذا أفعل؟ هل ستبقى هذه حالتي مع أمي؟ فالمجال الذي اخترته أنا يحتاج إلى الاعتماد على الذات والشجاعة، وللأسف أمي نمت في نفسي إحساس الخوف والخجل الدائم وقلة الثقة بالنفس، أنا تعبت وكلما كبرت أصبح الانزعاج يسيطر علي أكثر فأكثر، يجب أن أعيش حياتي وأن أكون نفسي؛ فلن أعيش مثل أمي، وأنا أقولها لك بكل صراحة، أخذت عهداً على نفسي ألا أربي أولادي مثلما ربتني أمي؛ فهذا القفص المرصع أصبح مع الكبر قبيحاً جداً، وإنني أنتظر لحظة الحرية بفارغ الصبر.
شكراً لك يا خالة، وأتمنى أن تنصحيني؛ لأنني أعرف أنك إنسانة تستحق كل الاحترام والتقدير.
«هوسة»
الحلول والنصائح من خالة حنان:
1 سأصارحك يا بنتي أن العلاقة مع الأم المثقفة والواعية والتي تتحمل المسئولية، ليست أمراً سهلاً.
2 هذه حقيقة يؤكدها علم النفس والتجارب، والأم الحكيمة تدرك أنه يجب أن تترك مسافة ما بينها وبين ابنتها، لكن الكثير من الأمهات لا يعين ذلك، وينسقن إلى جعل بناتهن نسخة منهن؛ مما يزيد من صعوبة وارتباك العلاقة.
3 في مثل حالتك، يبدو لي أن المصارحة الودية وعلى مراحل، ستكون حلاً سلساً يحول مسار العلاقة إلى منطقة من الصداقة؛ فهذا ما أنت بحاجة إليه في اعتقادي.
4 كوني صريحة ولطيفة وحاسمة في الوقت نفسه، واطلبي منها أن تراقب تجربتك من بعيد ولا تتدخل في تفاصيلها، وبدورك حاولي أنت أن تشركيها؛ فهي تحتاج أيضاً أن تشعر أنها مهمة وتؤدي دورها كأم حريصة.
5 أعرف يا حبيبتي أن النصيحة النظرية سهلة، لكني أشير إليها لتتحول إلى تطبيق عملي من خلال مشاركتك لها في بعض أمورك، حاولي أن تعلني قراراتك بأسلوب فكاهي، وتطلقي على نفسك اسم المتمردة مثلاً، واستدرجيها لتشاركك الانطلاق.
6 ستجدين مع الوقت أن المسار تغير، وأنك تقودين حياتك بشكل أكثر راحة، ولا تنسي أنك من دون أمك ستشعرين بغربة كبيرة أقسى وأمر من القفص المرصع الذي ذكرته، هذه حقيقة يا بنتي؛ فاشكري ربك على نعمة التمتع بأمك، واكتشفي جوانب إيجابية في شخصيتها، واقتربي منها؛ كي لا تنجرفي إلى العناد أو المبالغة، أثق بقدرتك وأتمنى لك التوفيق.
وللبنات اللاتي يبحثن عن رأي صادق وحلول لمشاكلهن "خالة حنان" عادت لتدعم كل الفتيات وتقدم لهن الحلول، راسلوها عبر إيميلها الخاص [email protected]
أنا سجينة أمي.. كيف أهرب منها؟
- شباب وبنات
- سيدتي - نت
- 28 يونيو 2016