لم يعد يقتصر أمر العزوف عن الزواج على الشباب، بل تخطاه ليطال الفتيات أيضاً، بحسب دراسة أجرتها هيئة تنمية المجتمع بدبي في الإمارة، شارك فيها 2462 مواطناً ومواطنة، وتراوحت الفئة العمرية من المشاركين بين 20 و40 عاماً 81%، وكان 96% منهم فوق المرحلة الإعدادية، وركزت على العوامل التي تؤثر على التأخر في الزواج.
ترى زينة كشكولي، طالبة، أن السبب الرئيس لرفض الفتيات وعزوفهن عن الزواج هو صورة الأب أو الأخ المتسلط، المترسبة في أذهانهن. صديقتها لبنى عبدالعزيز، موظفة، عازفة عن الزواج بشكل مخيف، كما وصفتها صديقاتها، والسبب مشاكل الوالدين. تتابع لبنى: «بعض الفتيات يفكرن في الرفاهية أكثر من تكوين عائلة».
غياب الأمان
تجد أمل الحداد، موظفة، أن السبب الرئيس في عزوف الفتيات عن الزواج، هو عدم وجود الأمان مع الزوج؛ إذ يستطيع أي رجل أن يتزوج على زوجته، ويهمل حقوقها.
أما صديقتها عائشة حبيب البلوشي، موظفة، فتقول: «الشباب يقولون نحن بدونكن أحرار، ونرد عليهم: نحن مستقلات بنقودنا بعيداً عن تسلطكم.. وهذا أهم سبب يجعل فتيات اليوم يؤجلن التفكير في الزواج».
نورة شافع محمد، موظفة، تعيد هذا الرفض إلى استهتار الشباب واهتمامهم بالمظاهر الكاذبة؛ التي تنصب جلّها في اقتناء سيارة آخر موديل وهاتف جديد. تعلّق: «هذا السخف يوقعهم في مستنقع الخيانة الزوجية بكل بساطة».
مجتمع استهلاكي
أرجعت الدكتورة شيخة المطوع، الأخصائية الاجتماعية والمرشدة الأسرية في وزارة تنمية المجتمع، الظاهرة إلى معيشة الترف التي تتمتع بها الفتاة في بيت أهلها، ما يجعلها تكتفي وتميل إلى الاستقلالية في أمور المعيشة. ما جعلها ترفض سلطة الزوج المطلقة، خصوصاً إذا كانت مبنية على ترسبات جاهلية. تعلّق شيخة: «يظهر كطماع ومهووس يبحث عن متع رخيصة».
بعض الفتيات العازفات عن الزواج لغلاء المعيشة يدل، برأي المطوع، على أن المجتمع أصبح استهلاكياً، وأصبح مفهوم تكوين الأسرة تفكيراً ثانوياً لدى الطرفين. تتابع قائلة: «أغلب الفتيات يبحثن عن الحرية، ومنهن يرين أن الزواج قيد، وقد يكون تفوق الفتاة سبباً؛ فتفضل التفرغ للدراسة ثم الوظيفة، وقد تحصل الفتاة على درجة علمية ومهنية معينة، فلا تجد من يستحقها أو من يرضي غرورها.
غلاء المعيشة
في سؤال طرحته دراسة، أجرتها هيئة تنمية المجتمع، على عينة من شباب وشابات المجتمع الإماراتي، حول هل يعتبر انفتاح الحياة في دبي سبباً من أسباب العزوف عن الزواج، أجاب ما يقارب الـ70% من المستطلعين بنعم، بينما أجاب 18% منهم بـ«لا»، واللافت في الأمر أن نسبة العنصر النسائي فاقت العنصر الذكوري في الاتفاق على عامل غلاء المعيشة كعنصر مؤثر في تأخر الزواج.
مع "سيدتي" هذا الأسبوع: كيف تعيش الأمهات السجينات مع أبنائهن وراء القضبان؟
اقرأي التفاصيل كاملة في عدد مجلة "سيدتي" في الأسواق