لم يُسمح للطائرة التي كان على متنها المواطن الإماراتي سليمان صالح الحمادي، بالهبوط في مطار أتاتورك بعد إعلان الانقلاب وإغلاق المطارات التركية، ما اضطرها للاستمرار بالتحليق في الأجواء لنحو نصف ساعة قبل أن تتلقى إذن السماح بالهبوط.
هذا أحد الأحداث التي عاشها الإماراتيون في تركيا خلال محاولة الانقلاب، كما ورد في صحيفة «الإمارات اليوم»، حيث تباينت ردود أفعالهم التي تحول بعضها إلى طرائف لن يستطيع أصحابها نسيانها.
ويقول الحمادي: «أُعلنت حالة الطوارئ ونحن في الأجواء، وبعد الهبوط وجدنا مطار أتاتورك خالياً من الموظفين، وبمجرد انتهاء الإجراءات الروتينية، غادرنا المطار متوجهين إلى الفندق، وهنا بدأت المعاناة إذ لم نجد مركبة أجرة، والطائرات العسكرية والدبابات كانت منتشرة في العديد من المواقع، ما دفعنا للمشي نحو كيلومتر واحد حتى وصلنا إلى نقطة عسكرية، وهناك منعنا الجنود من المرور».
ويتابع: «حقيقةً الأمر لم يكن سهلاً، ولن أنسى أبداً تلك الليلة وكيف كنا سنقضيها أنا وأسرتي لولا دعوة أحد موظفي المكتب للمكوث لديه، حيث بقينا حتى السابعة صباحاً ما مكننا من التواصل مع القنصل العام للدولة في إسطنبول، خليفة عبدالرحمن المرزوقي، الذي ساعدنا على الوصول إلى الفندق».
أنشأنا مجموعة عبر الواتس للاطمئنان
أما ردة فعل المواطنة الموجودة في تركيا مع أسرتها، نادرة بدري، فقد كانت بالمبادرة بإنشاء مجموعة عبر تطبيق التواصل الاجتماعي (واتساب) وذلك بحجة الاطمئنان على أوضاع المواطنين الآخرين، ومعرفة ما يواجهونه على الأرض من صعوبات، وتسهيل التواصل مع القنصلية أو السفارة.
التزمنا بطلب السفارة
أثناء تناول المواطن بسام محمد عبدالله، الذي قصد تركيا سائحاً، العشاء مع صديقه، أُعلن عن الانقلاب، فاتصل بالسفارة مباشرة التي طلبت منه التوجه فوراً إلى الفندق، وملازمته، إلى حين التواصل معهم، وتنسيق عودتهم إلى الإمارات. ويقول: «حرصنا على الاستجابة لطلب السفارة، وتوجهنا إلى الفندق مشياً على الأقدام؛ بسبب إغلاق الشوارع، ولزمناه».
قصة البوكيمون
أطرف المواقف كانت أثناء اللعب مع البوكيمون، إذ ذكر المواطن سلطان الكتبي، من إمارة الشارقة، أنه تواصل مع صديق له، موجود في تركيا، للاطمئنان عليه هو وأسرته بعد أنباء الانقلاب، حيث أخبره صديقه بأنه كان يلعب مع أبنائه الثلاثة لعبة «البوكيمون» في الهاتف النقال، فأوصلتهم إلى أحد الشوارع الرئيسة في مدينة إسطنبول، حيث فوجئوا بتجمهر أعداد كبيرة من المتظاهرين، فأسرع مع أبنائه إلى الفندق الذي ينزلون فيه، وخلال وقت قصير، تلقى اتصالاً من السفارة تطمئن فيه على سلامته وسلامة أفراد أسرته، وتطلب منهم عدم مغادرة الفندق قبل استتباب الأمن.
الجدير بالذكر أنه فور حدوث الانقلاب تواصلت السفارة والقنصلية الإماراتية مع المواطنين الموجودين هناك، خصوصاً المسجلين في خدمة «تواجدي»، التي تسهل تواصل بعثات الدولة مع المواطنين الموجودين في الخارج خلال الأزمات والطوارئ، وذلك بهدف حمايتهم وإجلائهم وتنسيق عودتهم إلى الوطن سالمين، لتتوافد على إثرها حكايات عدد آخر من الإماراتيين الذين عاشوا قصصاً عن تلك اللحظات العصيبة، تدور في الفلك نفسه، ولكنهم في المحصلة، عادوا جميعاً سالمين إلى أرض الوطن.