ربما كانت الليلة الثالثة من ليالي مهرجان جرش للثقافة والفنون بدورته الحادية والثلاثين، من أنجح وأصخب الحفلات على الإطلاق خلال المهرجان، فقد كان الرقص عنوانها، وتمايلت الصبايا والشبّان على أنغام أحد أهم نجوم هذا الجيل، الذي استطاع بصخب الشباب المشتعل فيه أن يشعلهم بالفرح والموسيقى.
أجل.. هكذا كانت حفلة الفنان المغربي الشاب سعد المجرد، نابضة بالحياة والشباب، فقد استطاع أن يُلهب مدرجات الجنوبي، التي اكتظت بمحبيه ومتابعيه، فقدم باقة من أجدد أغانيه، وأغانٍ أخرى لغيره من الفنانين.
دخول غير مألوف.. ومدرجات تضج بالرقص..
منذ اللحظة الأولى التي دخل بها الـ"DJ red supa" إلى المسرح، حوله إلى شعلة كبيرة من الحماس والرقص، قافزاً على طوال مساحة المسرح، يحفز الجمهور على التفاعل والرقص معه، وببادرة جديد، دخل أعضاء الفرقة من وراء الكواليس كل واحد مع اسمه.
واستمرت الموسيقى والرقص حتى دخل الفنان المغربي بشكل مباغت وغير متوقع، ما فاجئ جمهور "الجنوبي" من غرابة هذا الدخول لفنان على مسرح مهرجان عريق كمهرجان جرش، لكن المجرد كان قد قَلَبَ كل قوانين الشهرة والنجومية على هذا المسرح، ليجعل منه فطعة نابضة بشكل حقيقي، حيث أعطاها من روحه الكثير.
واستمر المجرد بإشعال حماسة لم تنطفئ منذ اللحظات الأولى، ودخل على أنغام أغنيته "مال حبيبي ماله"، التي أجبرت إيقاعاتها الحاضرين على الرقص كثيراً حتى نهايتها.
وتابع المجرد على وتير الرقص بأغنيته "مالي مال سمايا" التي اختار لها لحناً إسبانياً "فلامنغو"، ولكن بلهجة مغربية تتفجر بالموسيقى، لكنه عاد وخفف هذه حماسة الجمهور المتفجرة بأغنية "انت باغية واحد"، بسبب إيقاعاتها الأقل صخباً، ثم نقلهم إلى أجواء هادئة جداً، وذات لون عاطفي، بأغنيته "يا اللي اشغلتي بالي"، التي أضاف عليها نكهة موسيقية شرقية، غير مألوفة بأغانيه المعروفة، كما قدم لجمهوره في جرش، عرضاً جميلاً، أظهر قدراته الموسيقية كعازف، حين غناها وهو يعزف على "الكيبورد".
وبأغنية "سلينا سلينا"، أعاد المجرد الحفلة إلى ما كانت عليه، ورفع من إيقاعات الموسيقى، وأعاد الفرح من جديد إلى محبيه.
وكأن الفنان المغربي كان يعرف تماماً لهفة جمهوره للأغنية التي سببت له كل هذا الشهرة، وكان قد خبأها إلى وقت يضمن فيه تفاعل الجمهور معه بالشكل الذي يريد، وما أن سمع الجمهور موسيقى البداية لـ"انت معلم"، حتى ضاجت المدرجات بالهتاف والرقص، فكان مشهداً جميلاً أن ترى الآلاف يرددون بصوت واحد كلمات أغنية يحبونها.
ولم يكتفِ المجرد بـ"انت معلم"، فأتبعها بعمله الجديد الذي ما أن نشره على موقع "يوتيوب"، حتى حظي بملايين المشاهدات بوقت قياسي جداً، فأهدى جمهوره عمله الجديد "انا ماشي ساهل"، وببادرة لطيفة من الفنان المغربي، جلس على طرف المسرح، حيث كان أقرب إلى الجمهور، وحمل بين يديه أحد الأطفال، وشاركه الغناء.
وختم المجرد الليلة الثانية من المهرجان بأغنية النجم المصري عمرو دياب "حبيبي يا عمري"، ثم تبعها بأغنية الموسيقار اللبناني ملحم بركات "يا قمر الليالي"، ثم ودع جمهوره بغناء "انت معلم" مرة أخرى.
المجرد.. بالـ"جينز" عكس شبابية أغانيه..
بدا واضحاً على الفنان المغربي سعد المجرد، إرتياحه الكبير أثناء أدائه، فلم يكن رسمياً أ تقليدياً على الإطلاق، وعكس ذلك طريقة لبسه التي كانت عبارة عن "قميص وبنطال "جينز" وحذاء خفيف"، حيث كان يتراقص على أنغام أغانيه، كأنه ابن جرش منذ أعوام، رغم أنها مرته الأولى بالمهرجان، ما جعله أقرب إلى جماهيره، وأكثر حميمية، ولأن معظم متابعيه من الشباب، ترك انطباعاً قوياً على أنه ينتمي لهم ويغني بصوتهم.
ولا شك أيضاً أن الأمر نفسه انطبق على فرقته، فقد كانوا يرتدون نفس طريقة اللبس الـ"كاجيوال" بعيداً عن الرسميات التي نراها عادة بالمهرجانات، حتى أن تواصلهم أيضاً مع الفنان ومع بعضهم، كان واضحاً أيضاً.
كواليس..
رصدت عين "سيدتي" عدة لحظات كان فيها الفنان المغربي سعد المجرد لا يغني بصوته الحي والمباشر، فبأكثر من مقطع غنائي خلال الحفل، كان الفنان يغني بتقنية الـ"آي تونز"، التي تغير شكل الصوت لعدة أشكال، إضافة إلى أن المجرد كان يخطئ أحياناً بمتابعة الصوت المسجل.
إلى قرابة منتصف الحفل لم تمتلئ المدرجات كما كان متوقعاً، خصوصاً بحفل لأحد أهم نجوم الشباب الفنان المغربي سعد المجرد.
كان هناك الكثير من الجنسيات بين الجمهور على المدرجات، وخاصة من الجمهور الخليجي، ورصدت عين "سيدتي" العديد من الحضور الأجانب من دول غربية وأوروبية مختلفة.
وحصل هناك بعد الفوضى والمشاحنات في مكان تواجد الصحفيين، بسبب نزول العديد من الجماهير عن المدرجات وتواجدهم بالمكان المخصص للإعلاميين والصحفيين ليكونوا على مقربة أكثر من الفنان.