الجميع يعلم أن فترة الإختبارات تعد بيئة محفزة للطلاب للإنجراف نحو طريق الإدمان رغبةً في السهر والإستيعاب والحفظ الموهوم، وهناك من يستمر معهم السلوك الإدماني مستمراً إلى إجازة الصيف، فتساهم النزهات والإجتماعات الشبابية المفتقرة إلى الرقابة لذلك.
مستشفى الأمل لعلاج الإدمان بجدة تصلها الكثير من الحالات لشباب من الجنسين اكتشفت اسرهم مع مرور الوقت إدمانهم عن طريق سلوكياتهم المتغيرة.
من أبرز الحالات التي وصلت كانت لطالب يبلغ من العمر 19 سنة، بدايته مع الإدمان كانت عن طريق تناول حبوب "اللركا" ثم بعد ذلك انتقل إلى "الشبوه" خلال فترة الاختبارات النهائية، واستمر على الإدمان في الإجازة لتلاحظ عائلته عليه تغيرات سلوكية نفسية مثل كثرة السهر والخروج من المنزل واتصالات بالجوال وفقدان الوزن والشهية وعدم التركيز والتبلد والنسيان، كما تنتابه شكوك ضد الاهل والاصدقاء، واكتشفت الاسرة قيامه بالسرقة والمراوغة والكذب ومشاكل أخرى كثيرة استدعت إحضاره إلى المستشفى ليتم تنويمه وعلاجه.
وحالةٌ أخرى لطالبة في المرحلة المتوسطة بدأت خلال نهاية العام باستخدام الحشيش مع صديقاتها في المدرسة، واستمرت في ذلك للإجازة مع استخدام للحبوب المنشطة في الفتره الصباحية، وتفاقم معها الإدمان لتتناول أيضاً حبوب "الترامادول" وهو من مشتقات الهيروين، لتلاحظ والدتها التغير الواضح في سلوكها وتدهور مستواها الدراسي وإنعزالها عن الاسرة ووجود بقاياء من الحشيش مما أدي الي أحضارها للمستشفى للعلاج.
توجهت "سيدتي" إلى إستشارية الطب النفسي وعلاج الإدمان بمستشفى الأمل بجدة الدكتورة فاطمة كعكي فصرحت أن القسم النسائي بالمستشفى جاءته حالات كثيرة لفتيات وشباب صغار أدمنّ فترة الإختبارات على مادة "الشبوة" نوع من المنشطات – لذلك تعد هذه الفترة من أخطر الفترات لتساعدهم على السهر والإنبساط، ثم يستمر معهم الإدمان إلى ما بعد الإختبارات. وتختلف سلوكيات إدمانهم كشفط "الفرشر" و"الغرا"، ويصل بهم الأمر إلى طحن أي مادة حبوب ثم استنشاقها. كما أن هناك حالات كثيرة مدمنة لدواء الـ "لاريغا" الخاص بمريضي الصرع والآلام الناتجة من مرض السكر وغيره عن طريق اخذه بكميات كبيرة مثل ٧ أقراص في اليوم أو علبة كاملة تحتوي على 28 في اليوم لتؤدي إلى هيجان ونشاط وضحك وفرفشة ثم تؤدي إلى سلوك إدماني.
وعن الأسباب أشارت "كعكي" أن البعد عن الله وضعف النزاع الديني ، وجو التفكلك الأسري في بعض العائلات، وأيضاً يعتبر أصدقاء السوء في مرحلة المراهقة من أهم الأسباب، وأيضاً حب الاستطلاع، والجهل بخطورة المخدرات، أو حب التقليد واستخدامها من أجل إظهار البطولة والشجاعة، والسفر للخارج.