اشتهرت مدينة الطائف، التي تعد واحدة من أقدم مدن العالم، بكونها إحدى المدن السياحية السعودية، فهي مصيف داخلي تقصدها الكثير من الأسر بهدف الاستمتاع بمناظرها الطبيعية الخلابة، بالإضافة للمناطق التاريخية والأسواق الشعبية التي تميزت بها منذ زمن بعيد.
ومن جبالها إلى متاحفها التاريخية ومساجدها وطقسها الجميل، فلم تخلُ أيضاً هذه المدينة التي تهتم بالتعليم وإنشاء الكوادر التعليمية من وجود عدة صروح ومؤسسات تعليمية مميزة، حمل أحدها اسم المدينة «جامعة الطائف»، والتي تقدم العديد من البرامج والتخصصات الجامعية للطلاب والطالبات.
«سيِّدتي التعليمية» تصطحبكم في جولة داخل أسوار جامعة الطائف؛ للتعرف عليها من خلال التالي:
البداية
قبل ربع قرن تقريباً، تم إنشاء كلية الـتربية في الطائف تابعة لجامعة الملك عبدالعزيز، وبعد إنشاء جامعة أم القرى تم ضم الكلية إليها، وكانت البداية بـ85 طالباً و180 طالبة التحقوا بها في عدد من التخصصات، وهي:
• الدراسات الإسلامية.
• اللغة العربية.
• اللغة الإنجليزية.
• الرياضيات.
• الأحياء.
• قسم العلوم التربوية (قسم مساعد).
وبعد أن تزايد عدد الطلاب والطالبات، والذي وصل عام 1418 هـ إلى ما يقارب ستة آلاف طالـب وطالبة، تم إنشاء كلية العلوم وإلحاق الأقسام ذات الصبغة العلمية بهـا، مع إنشاء قسم جديد للحاسب الآلي، فكانت الأقسام التالية: الرياضيات، الأحياء، الفيزياء والحاسب الآلي.
واستمرت الجامعة على ذلك، حتى صدر أمر ملكي بتحويل فرع جامعة أم القرى في الطائف إلى جامعة مستقلة في عام 1424 هـ وتسميتها «جامعة الطائف».
رحلة تطور
تم منح قصر الملك سعود -رحمه الله- لفرع الجامعة، وهو يقع في منطقة الحوية، ومساحته الإجمالية تبلغ 380.000 م2، ويتكون من جزأين: قصر الحكم، ومقر العائلة، ويفصل بينهما ممر طوله 200م، إضافة إلى عدد كبير من الملاحق والفلل الصغيرة.
وقد تمت أعمال الترميم للجزء المسمى بقصر الحكم، وانتقلت إليه الكليتان بأقسامهما، إضافة إلى إدارة الفرع، واستمرت إدارة الجامعة باستكمال الترميمات بالقصر مع المحافظة على طابعه المعماري، كما تمت الاستفادة من الفراغات والمساحات الخالية فيه، حيث أقيمت عليها 30 منشأة إدارية وأكاديمية تضمنت 130 مدرجاً دراسياً، و90 معملاً، بالإضافة إلى عدد من الوحدات التخصصية والمراكز البحثية.
بعد ذلك حصلت الجامعة على منحة من الأمير سلطان بن عبدالعزيز، وهي مجمع الأمير سلطان بن عبدالعزيز للتعليم الطبي في الحوية، والذي أصبح مقراً لكلية الطب والعلوم الطبية في جامعة الطائـف، ويحتـوي علـى عدد من القاعات التدريسية ومركـز للبحـوث الطبية والمعامل والمشرحة والمكتبة وغيرهـا من المنشـآت التي تخدم العملية التعليمية.
الجامعة اليوم «الكليات والتخصصات»
أخذت الجامعة على تطوير وتحسين مخرجاتها، وتنظيم هيكلها للتناسب مع طموحها في الخدمات والمستوى الأكاديمي المقدم، وسرعان ما توسعت وتنامت كلياتها بطريقة علمية مدروسة، ليصل اليوم عدد الكليات الرئيسية فيها إلى تسع عشرة كلية، وواكبت ذلك زيادة في الاعتمادات المالية والطلاب وأعضاء هيئة التدريس، أما الكليات فقد أصبحت كالتالي:
كلية التربية، كلية العلوم، كلية الطب، كلية الحاسبات وتقنية المعلومات، كلية خدمة المجتمع والتعليم المستمر، كلية العلوم الطبية التطبيقية، كلية طب الأسنان، كلية العلوم الإدارية والمالية، كلية الصيدلة، كلية الآداب، كلية الهندسة، كلية الشريعة والأنظمة، كلية التصاميم والاقتصاد المنزلي، حيث تضم كل كلية من هذه الكليات عدداً من الأقسام والفروع.
دورها في المجتمع
وإيماناً من الجامعة بأهمية دورها في المجتمع، أقامت العديد من الدورات والبرامج المتخصصة في شتى المجالات التربوية والثقافية والاجتماعية، وعقدت عدداً من الاتفاقيات العلمية مع العديد من الجهات العربية والأجنبية، كما كان للجامعة حضور ومشاركات بارزة في العديد من المحافل العلمية الإقليمية والدولية.
الجامعة والبحث العلمي
وإدراكاً من الجامعة بأهمية البحث العلمي، فقد أولت جُل اهتمامها به، وهيأت للباحثين مناخاً ملائماً لإجراء البحوث والتجارب وتنفيذ المشروعات البحثية، كما دعمتهم بشكل كبير، وأمنت لهم كل ما يحتاجونه لإنجاز البحوث العلمية.
الجامعة والتقنية
كما لم تنسَ الجامعة أهمية التقنية ودورها الفعال في العملية التعليمية، لذا فقد اعتمدت على أحدث الوسائل التقنية، واستقطبت الكوادر المميزة، واستعانت بالشركات المتخصصة، كما جهزت مركزاً للحاسب الآلي مزوداً بأحدث الخوادم، وعمدت إلى تفعيل الخدمات الإلكترونية داخل الجامعة بما ييسر إتمام كافة المعاملات بين منسوبي الجامعة وإداراتها المختلفة، بالإضافة لموقعها الإلكتروني الذي يهدف إلى الارتقاء بالعملية التعليمية، وزيادة الأواصر بينها وبين المجتمع، الأمر الذي يسهم في دفع عجلة التنمية نحو الأمام، ويجعل خريجي الجامعة على مستوى عالٍ من التأهيل لسد احتياجات الوطن في المرحلتين الحالية والمستقبلية.
المدينة الجامعية
في نهاية جولتنا ننتظر أن تكون لنا جولة أخرى عندما يتم استكمال المدينة الجامعية، التي بدأت الجامعة المرحلة الأولى من إنشائها لمواجهة الاحتياجات المستقبلية، وتم تخصيص أرض بمساحة 17000.000م2 في سيسيد لتكون مقراً لها.