تحت رعاية وزير الثقافة الأردني الدكتور عادل الطويسي، وبحضور نقيب الفنانين الأردنيين ساري الأسعد، ومدير المركز الثقافي الملكي محمد أبو سماقة ومدير المهرجان محمد الضمور، تم افتتاح فعاليات مهرجان عمّون لمسرح الشباب بدورته الخامسة عشر، بالمركز الثقافي الملكي بالعاصمة الأردنية عمّان.
وأكّد وزير الثقافة الدكتور عادل الطويسي على أهمية هذا المهرجان الذي يقدم الإبداعات الشبابية ويحتفي بمواهبهم، إذ أنهم يمهّدون الطريق إلى حالة مسرحية أردنية لها شأن كبير بالمستقبل.
وأشار الطويسي إلى أن هذه التجارب تحارب الكراهية والتطرف والغضب والسوداوية التي يشهدها العالم، حيث يسعى الشباب بهذا المهرجان إلى التغيير نحو الأفضل.
وكان مدير المهرجان محمد الضمور قد استهل الإفتتاح معلناً عن إطلاق اسم المخرج الأردني الراحل شاهر الحديدي، الذي وافته المنيّة قبل أيام قليلة فقط على هذه الدورة من المهرجان.
كما ورحبّ الضمور بالجماهير التي اعتبر وجودها بهذا العدد الكبير يحمّله هو وطاقم المهرجان مسؤولية عظيمة حتى يقدمون الأفضل في كل عام، مشيراً إلى أنّ هذه المسؤولية بدأت منذ بداية المهرجان، خاصة الدورة الماضية التي لاقت نجاحاً كبيراً، وأظهرت تطوراً مهماً على مستوى المخرجين والممثلين الشباب في الأردن، كما بيّن أن هذه الدورة رغم أنها الخامسة عشر، إلا أنها فعلياً تعتبر "اليوبيل الفضي" للمهرجان، حيث أن أول دورة له كانت قبل قرابة الخمسة وعشرين عاماً.
وأعلن نقيب الفنانين ساري الأسعد، أن كلمة النقابة لهذا العام سوف يتركها للمخرج الشاب علاء بشناف، الذي نال جائزة أفضل عمل مسرحي بدورة المهرجان الماضية الرابعة عشر في العام 2015.
وأشار بشناف أن الشباب يحاولون إنتاج أنفسهم بشكل إبداعي جديد، بعيداً عن التكرار والمساحات الضيقة في الإبداع، وأن هذا الجيل الجديد الذي ينتمي هو والمشاركين بالمهرجان إليه، يحاول أن يقدم إبداعاً خالصاً بعيداً عن مفاهيم الكراهية، كاسراً كل الحواجز التي قد تقيدهم.
وأكد بشناف، أنه بالرغم من أن المسرح الأردني فقير بالموارد المالية، إلا أنه غنيٌّ بمواهب الشباب، وبالإرث الفني الذي تركه لهم أجدادهم وآبائهم من فناني الأجيال السابقة.
وقبيل بدء عرض الإفتتاح، أعلن الضمور أن فريق عمل المسرحية سيقوم بتقديم عرض ثانٍ للجماهير، بسبب كثرة الأعداد المتواجدة، حتى يتمكن الجميع من مشاهدة العرض والإستمتاع به.
وبدأت فعاليات المهرجان بعرض مسرحية "عرس الدم" للشاعر والكاتب الإسباني "فيديريكو غارسيا لوركا" وأخرجها على خشبة المسرح الرئيسي المخرج أحمد سرور.
وقدم العمل "أداءاً" كلٌ من "أحمد سرور، عدي حجازي، شريف الزعبي، وسميرة الأسير"، وصمّم السينوغرافيا الفنان ليث العرينات، أما موسيقى العرض فكانت لكرست الزعبي.
"عرس الدم" التي عُرضت ضمن فعاليات الدورة الماضية بالعام 2015، والتي نالت إعجاب لجنة التحكيم والنقّاد والجمهور، تم عرضها مرة أخرى بهذه الدورة تأكيداً على أهمية العمل والبصمة الفارقة الذي صنعها.
وقدّم سرور من خلال رائعة "لوركا" دراما دموية هائلة أساسها الحب والثأر، لكن طرحه الإخراجي وإعداده للعمل، كان مغايراً عما قُدم سابقاً، فاستطاع أن يخفف دموية العمل بالكثير من الكوميديا، التي ظلّت معتدلة فلم تصل إلى الإبتذال، وبنفس الوقت استطاعت أن تُظهر موهبة كبيرة لدى الفنانين من خلال قدرتهم على تقمص عدة شخصيات مختلفة بالوقت نفسه، وتنقلهم بين الكوميديا والدراما بشكل محترف للغاية.
كما اعتمد سرور بالكثير من لحظات العمل على رؤية إخراجية أقرب إلى السينما، حيث استطاع الإنتقال من مشهد لآخر بإجبار الجمهور على تخيّل المكان والزمان، فكأن "فرجته المسرحية" كانت حية، وتدبُ فيها الحياة.
وبتصريح خاص لـ"سيدتي نت"، أكد سرور رضاه عن العمل وعن انتشاره الكبير بين الجمهور، مؤكداً أنه مهما شارك بأعمال تلفزيونية وسينمائية، يبقى للمسرح حضوره الخاص، وتميزاً كبير في قلبه، فهو ابن المسرح أولاً وأخيراً.
وأشار سرور إلى أن هذا العمل "عرس الدمّ" أخذ سنوات عديدة بالتحضير والإعداد حتى خرج للجمهور بهذا الشكل، وإنه دائم التفكير بالتطوير والتعديل عليه، كما أنه بصدد التفكير بأعمال مسرحية جديدة، يطلُّ من خلالها على جماهير المسرح الأردني، ويحظى بمتعته الخاصة التي لا تنتهي أبداً بالوقوف على الخشبة.
كما وأشاد سرور بكادر العمل كاملاً، مؤكداً أن العمل مع فنانين موهبين ومحترفين كـ"عدي وشريف وسميرة وليث وكريست"، كفيل بأن يُنجح أي عمل مسرحي، ويجبر المخرج على إظهار أفضل ما لديه، كما أنه كانت لآراءهم واقتراحاتهم أثراً مميزاً على العمل.
ويستمر مهرجان عمّون لمسرح الشباب بدورته لهذا العام حتى الخامس عشر من شهر آب الجاري، طوال 5 أيام متواصلة، مقدماً عدداً من العروض المسرحية، يقودها مخرجين وفنانين شباب.