بعد عشرة أعوام حين تخفت شعلة الحب حتى تنطفأ، حين يغدو الصمت هو سيد المكان والوحيد الذي يستطيع الكلام، حين تغدو زوايا المنزل قاتمة ومعتمة، لا تتحرك سوى في خيالاتنا بفعل بعض الذكريات التي كانت هنا وهناك، في هذه اللحظات بالذات لا بدّ من خطبة صارخة بوجه كل هذا الصمت والإنطفاء والعتمة، ربما تشعل شيئاً خفيفاً مما خفت ومات منذ زمن.
عن رائعة الأديب العالمي غابرييل غارسيا ماركيز "خطبة لاذعة ضد رجل جالس"، قدمت المخرجة الشابة جمانة سماوي، عملها المسرحي الذي حمل اسم الرواية نفسها ضمن إبداعات طلاب الجامعة الأردنية، وأدى العمل الفنانة دلال فيّاض، بمشاركة خاصة للفنان محمد الجراح، وذلك بآخر أيام مهرجان عمّون لمسرح الشباب على خشبة المسرح الدائري بالمركز الثقافي الملكي بالعاصمة الأردنية عمان.
خطبة لرجل جالس تتفجر بالخيبة..
يعرض العمل حواراً طويلاً لمرأة أنهكها الصمت وخروج الحب من حياتها الزوجية وصبرها على خيانات زوجها الكثيرة، وكل ذلك في خضم انشغاله بالعمل السياسي والإعلامي، وفي وسط شهرته الإجتماعية التي تزداد، فتنفجر في ذكرى زواجهما العاشرة، وتبدأ بحديث طويل، هو خطبة لامرأة روحها مهتكة من حياة خائبة، في وجه هذا الرجل الصامت والجالس أمامها، فتفيض بكل ما كان يختلج في قلبها اتجاهه.
مونودراما "فيّاض" ورؤيا "سماوي"..
المونودراما التي قدمتها الفنانة دلال فيّاض، كشفت عن طاقة هائلة من الإبداع لديها، فكانت قادرة على حمل العمل كاملاً، وأن تحافظ على إيقاعها وإيقاع العرض حتى اللحظة الأخيرة، وبالرغم من أن مدارس المونودراما المسرحية معروفة بصعوبتها، وأنها تعد من الإختبارات الصعبة جداً والمصيرية بمسيرة الفنان الإبداعية، وأنها إثبات على قدرته التمثيلية ومدى تحكمه واحترافيته باستخدام أدواته، إلا إن فيّاض أثبتت أنها قادرة على هذا الحمل، ونجحت بتجسيد شخصيتها بشكل عالٍ، إذ تمكنت من جذب الجمهور طوال مدة العرض كاملة بدون أن يفلت انتباههم منها، بالرغم من تعبها الهائل في الكواليس جراء مشاركتها ببطولة أربعة أعمال مسرحية خلال المهرجان، وتنقلها بين أربعة شخصيات مختلفة، إلا إنها استطاعت بهذا الإمتحان الكبير أن تحافظ على ألقها وتظهر موهبتها الكبيرة.
أما عن الرؤية الإخراجية، فتمكنت المخرجة جمانة سماوي من إدارة العرض بشكل واضح، وإظهار رؤيتها الإخراجية في العمل، وكان ذلك من خلال توزيعاتها للإضاءة والديكور والممثلين، والسيطرة على عمل الفنانة الوحيدة في العرض، ليكون تجسيدها للشخصية كاملاً بلا نقصان أو ثرثرة زائدة عن حاجة العمل والنص، إضافة إلى ذكائها باستخدام اللهجة العامية "العمّانية"، التي أعطت راحة أكبر لفيّاض خلال عملها، واستطاعت أن تقدمها بشكل قريب إلى مجتمعاتنا العربية بدون أن تظهر الفوارق الفكرية بين عالم النص الحقيقي لماركيز وبين عالم المسرحية المتخيل في بلدٍ عربي.
عن رائعة الأديب العالمي غابرييل غارسيا ماركيز "خطبة لاذعة ضد رجل جالس"، قدمت المخرجة الشابة جمانة سماوي، عملها المسرحي الذي حمل اسم الرواية نفسها ضمن إبداعات طلاب الجامعة الأردنية، وأدى العمل الفنانة دلال فيّاض، بمشاركة خاصة للفنان محمد الجراح، وذلك بآخر أيام مهرجان عمّون لمسرح الشباب على خشبة المسرح الدائري بالمركز الثقافي الملكي بالعاصمة الأردنية عمان.
خطبة لرجل جالس تتفجر بالخيبة..
يعرض العمل حواراً طويلاً لمرأة أنهكها الصمت وخروج الحب من حياتها الزوجية وصبرها على خيانات زوجها الكثيرة، وكل ذلك في خضم انشغاله بالعمل السياسي والإعلامي، وفي وسط شهرته الإجتماعية التي تزداد، فتنفجر في ذكرى زواجهما العاشرة، وتبدأ بحديث طويل، هو خطبة لامرأة روحها مهتكة من حياة خائبة، في وجه هذا الرجل الصامت والجالس أمامها، فتفيض بكل ما كان يختلج في قلبها اتجاهه.
مونودراما "فيّاض" ورؤيا "سماوي"..
المونودراما التي قدمتها الفنانة دلال فيّاض، كشفت عن طاقة هائلة من الإبداع لديها، فكانت قادرة على حمل العمل كاملاً، وأن تحافظ على إيقاعها وإيقاع العرض حتى اللحظة الأخيرة، وبالرغم من أن مدارس المونودراما المسرحية معروفة بصعوبتها، وأنها تعد من الإختبارات الصعبة جداً والمصيرية بمسيرة الفنان الإبداعية، وأنها إثبات على قدرته التمثيلية ومدى تحكمه واحترافيته باستخدام أدواته، إلا إن فيّاض أثبتت أنها قادرة على هذا الحمل، ونجحت بتجسيد شخصيتها بشكل عالٍ، إذ تمكنت من جذب الجمهور طوال مدة العرض كاملة بدون أن يفلت انتباههم منها، بالرغم من تعبها الهائل في الكواليس جراء مشاركتها ببطولة أربعة أعمال مسرحية خلال المهرجان، وتنقلها بين أربعة شخصيات مختلفة، إلا إنها استطاعت بهذا الإمتحان الكبير أن تحافظ على ألقها وتظهر موهبتها الكبيرة.
أما عن الرؤية الإخراجية، فتمكنت المخرجة جمانة سماوي من إدارة العرض بشكل واضح، وإظهار رؤيتها الإخراجية في العمل، وكان ذلك من خلال توزيعاتها للإضاءة والديكور والممثلين، والسيطرة على عمل الفنانة الوحيدة في العرض، ليكون تجسيدها للشخصية كاملاً بلا نقصان أو ثرثرة زائدة عن حاجة العمل والنص، إضافة إلى ذكائها باستخدام اللهجة العامية "العمّانية"، التي أعطت راحة أكبر لفيّاض خلال عملها، واستطاعت أن تقدمها بشكل قريب إلى مجتمعاتنا العربية بدون أن تظهر الفوارق الفكرية بين عالم النص الحقيقي لماركيز وبين عالم المسرحية المتخيل في بلدٍ عربي.