في كل عام يجتمع الملايين من المسلمين من جميع أنحاء العالم من كافة الأعراق والألوان والثقافات في رحلة شاقة إلى مكة المكرمة لقضاء فريضة الحج، فجميعهم على قدم المساواة بغض النظر عن الثروة أو الطبقة أو الحالة أو الثقافة.
ومن ضمن تلك الحشود هناك فئة خاصة من المجتمع يتم إعطاؤها أولوية خاصة؛ نظراً لما تعانيه من بعض الإعاقات الجسدية أو العقلية، وهنا يجب على الأسر أن تدرك كيفية التعامل مع هذه الحالات بهدف تيسير أداء الفريضة لها حتى تتمكن من أداء شعائر الحج كاملة.
"سيِّدتي" ومن خلال الأخصائي النفسي مشعل القرشي ترشدك للامور المتعلقة بتيسير الحج لتلك الحالات:
بدأنا بسؤال القرشي عن كيف تتعامل الأم مع طفلها ذوي الاحتياجات الخاصة في مراسم الحج واجاب : على الوالدين تهيئة طفلهما لهذه التجربة قبل خوضها بفترة كافية، كما يجب عليهما شرح مراسم الحج كاملةً، وتوضيح العقبات التي يمكن أن تواجهه هناك والتفكير المسبق في حلول لها، وتبيين الخدمات الخاصة التي تقدمها هيئة الحج لذوي الإعاقة، فذلك الاستعداد المسبق سيسهل على الوالدين التعامل مع طفلهما في مراسم الحج.
ويضيف القرشي في حالات الخوف أو العدوانية التي قد تصيب الطفل من ذوي الإعاقة، على الوالدين محاولة إبعاده عن الزحام أكبر قدرٍ ممكن ومحاولة تهدئته وطمأنته كالمعتاد في مثل هكذا نوبات، ومحاولة إكمال المراسم بالابتعاد عن الزحام رغم صعوبة تحقق ذلك، لكن بقدر أكبر من المحاولة.
ومن القواعد الواجب اتباعها مع الطفل من ذوي الإعاقة تتلخص في نقاط مهمة، وهي:
*التهيئة المسبقة.
*التدريب.
*تعريفه بجهات الاتصال في حالات الطوارئ.
*تزويد الطفل بأرقام ذويه أو أي رقم لفرد من أفراد العائلة.
*لا بأس بارتداء سوار خاص يوضح حالة الطفل إن كان أصماً أو أبكماً.
ويؤكد القرشي أن وزارة الحج وفرت خدمات خاصة لذوي الإعاقة سواء على نطاق الإعاقات الحركية أو السمعية أو البصرية، فقد وفرت العربات الخاصة لهم، ومسارات خاصة لهم في السعي والطواف، ووفرت مختصين في لغة الإشارة للتعامل معهم ومساعدتهم فيما قد يطرأ من مواقف تستدعي ذلك.
كما يشدد القرشي قائلاً: على المجتمع تقبل حقيقة أن المعاق إنسان كامل الحقوق، وإعاقته لا تعني نقصه أو عدم أهليته، وأنه شرعاً وقانوناً وإنسانياً مساوٍ لنا في كل شيء، فمن حقه تأدية مناسك حجه بكل طمأنينة ودون مضايقات، وعلى الأهل أو المرافقين للمعاق إن كان غير قادرٍ على إيصال صوته أن يشرحوا للآخر كل ذلك بكل هدوء.
وعن كيف تتم المحافظة على نفسيته بسبب عدم قدرته على أداء بعض المناسك بمفرده يقول : في حال عدم استطاعته تأدية بعض المناسك بنفسه، لابد من أن نبين له رخصة الشرع في ذلك، وأن تلك الرخصة ما وجدت إلا لمساعدته هو وجميع من لا يستطيع ذلك لأي سبب، وأن الأمر وارد الحدوث، ولولا ذلك لما وجدت الرخص، وذلك لن ينقص من أجره شيئاً، ولن يخل بحجه.
تجد الإشارة إلى أن وزارة الحج والعمرة تعمل في أداء مهامها بالتنسيق مع الجهات الحكومية والأهلية لتيسير إجراءات أداء المناسك لكافة ضيوف الرحمن وتوفير كل ما يحتاجه الحاج من سكن ومواصلات وتغذية ورعاية طبية وتربوية ودينية، وتوفير فريق متخصص ومؤهل يقوم بخدمة المعاقين ويدرك كيفية التعامل مع هذه الحالات بهدف تيسير أداء الفريضة لهم وتوفير كافة المستلزمات التي قد يحتاجها المعاق بداية من الكرسي المتحرك إلى المشورة اللازمة وتسهيل أمور الحج بكل رحابة صدر.