«ديشون وانغ» صينيّ في الثمانين من العمر، شعره كساه بياض الشيب، ولكنّ جسمه بقي محافظاً على لياقته، وملامح وجهه لا تعكس حقيقة عمره، مبتسماً مستبشراً دائماً، مقبلاً على الحياة، يتمتّع بصحّة جيّدة وجاذبيّة كبيرة و«كاريزما» مدهشة، هو اليوم حديث النّاس في الصّين وفي خارجها، وأصبح بفضل إصراره وتفاؤله وحبّه للحياة عارض أزياء شهير عندما بلغ الثّمانين من العمر، وحققّ حلمه في سن يكون فيها أغلب من هم في سنّه قد هرموا واستسلموا لحياة تقاعد رتيبة ومملّة، أمّا الثمانيني «وانغ» فقد مثّل استثناءً، وأصبحت أكبر دور التصميم في الصين وفي خارجها تتهافت عليه ليقوم بعرض أزيائها لما اكتسبه من شهرة وصيت، وقد شارك في المدّة الأخيرة في أسبوع الموضة الصيني، وأعدّ هذه الأيام شريط «فيديو» يمكن أن يكون عنوانه «درس في الحياة»، وهو يريد من خلاله إبلاغ رسالة مفادها: «لا تيأسوا أبداً ولا تتخلوا عن أحلامكم مهما كان سنّكم» ووجه دعوة ليكون لكل إنسان الثقة في نفسه، وأن يفجّر طاقته وإبداعه الكامن في داخله.
شذرات من حياة مدهشة
يمكن للإنسان أن يكون شاباً وعمره 80 عاماً، ويمكن أن يكون مسناً في رأسه وعمره 20 عاماً، و«ديشون وانغ» يجزم في هذا «الفيديو» الذي يبث على «اليوتوب» بعدة لغات، ولاقى نسبة كبيرة من المشاهدة أنه انتظر طويلاً قبل ن يتحقق حلمه أخيراً معلناً: «لقد هيّأت نفسي لهذا اليوم منذ 60 عاماً وعمري الآن 80 عاماً».
ويسرد «وانغ» شذرات من مسيرته المدهشة قائلاً: «في سن 24 كنت ممثلاً وعندما بلغت الـ44 عاماً بدأت في تعلم اللغة الانجليزية، وفي سنّ 49 أسّست فرقتي الخاصّة بالتمثيل الصّامت، ثمّ انتقلت إلى «بكين» وعشت كمتشرد لا أحد يعرفني وانطلقت من الصفر، وفي السابعة والخمسين من العمر عدت إلى التمثيل المسرحي، في السّبعين بدأت في ممارسة التمارين الرياضية، وعندما بلغت التاسعة والسبعين قمت بأول عرض لي».
ويضيف: «واليوم وأنا في الثمانين من العمر فإن لي أحلاماً أريد تحقيقها، صدقوني هناك دائماً أشياء جميلة أسعى لاكتشافها، ورسالتي لكم: لا تبحثوا أبدا عن تعلات وأسباب واهية لتدفنوا أحلامكم، وتتخلوا عنها، فلا أحد يمكن له أن يحول دونكم والنجاح مهما كان عمركم».
