في دراسة لمعهد «أونيفيسب» البرازيلي للدراسات الاجتماعية والأسرية والإنسانية، جاء بأن مرحلة سن اليأس عند المرأة تعتبر مرحلة حاسمة؛ بحيث أن تغيرات كثيرة تطرأ على الناحيتين: الفيزيولوجية والعاطفية للمرأة؛ فمن الناحية الفيزيولوجية هناك التغيرات الهرمونية التي تتسبب بسلوكيات غير مألوفة أحياناً، ومن الناحية العاطفية فهي تشعر بأن قطار الحياة قد فاتها، وبأنها لم تعد تملك تلك الجاذبية التي كانت تتمتع بها عندما كانت أصغر سناً.
وفي معظم الأحيان لا يستطيع الرجل أن يتفهم تلك المعاناة؛ حيث أكدت إحصائيات عالمية بأن سن اليأس عند المرأة يؤدي إلى الطلاق، وتصل النسبة إلى 9% على الصعيد العالمي.
شعور بالدونية
أهم ما يؤثر على المرأة، ليس التغيرات الفيزيولوجية التي يسببها سن اليأس؛ بل الحالة العاطفية التي ترافقها، والمتمثلة بالشعور بالدونية، أو الشعور بأن الزوج قد فقد حبه لها، ربما تكون هذه مجرد أوهام أو تخيلات في ذهنها، ولكن الحقيقة تشير إلى أن غالبية الرجال «نسبة 69%» منهم لا يقدرون على التعامل مع التغيرات الحادة التي تطرأ على المرأة خلال فترة دخولها سن اليأس.
هل هناك مخرج للأزمة؟
الجواب على هذا السؤال إيجابي، أي نعم، هناك مخرج للأزمة، وقبل الخوض في إيراد ما يمكن فعله من أجل تخطي هذه المرحلة من حياة الزوجة والعلاقة الزوجية بأسرها، أكدت الدراسة أن الزوجات في مختلف أنحاء العالم يطلبن المساعدة ويردن أن يفهم الأزواج سن اليأس عندهن، ويرغبن بألا يلقي الأزواج اللوم عليهن؛ فماهي النصائح التي يطرحها الخبراء للرجال، للاستجابة لنداءات الزوجات، وإبقاء الزواج في حالة سليمة وصحية؟
أولاً: لا تعطِ الكثير من النصائح للمرأة التي تعاني من أعراض سن اليأس؛ فالمرأة عندما تكون حزينة أو متأثرة عاطفياً من شيء ما؛ فإنها قد تتحدث مع زوجها وتبكي وتشتكي، ولكن ذلك لا يعني أنها تريد من الرجل أن يحل مشاكلها؛ بل هي تقوم بذلك من أجل الترويح عن النفس، هذا يحدث في الحالات العادية، أي قبل دخول المرأة سن اليأس، ولكن ما بالك عندما تبدأ المرحلة، هي ستتذمر أكثر وتكره أكثر، ومع النصائح ستشعر بأن هناك شيئاً خاطئاً يحدث بالفعل، وهو الأمر الذي يرفضه معظم الرجال.
تعلّق الدراسة: «تمتع بقليل من الصبر إلى أن تنهي حديثها، ومن ثم عانقها أو قبلها ووافق على آرائها».
ثانياً: افهم بأن الأعراض العاطفية سببها التغيرات الفيزيولوجية؛ فالزوج يجب أن يكون مستعداً لملاحظة سلوكيات حادة وغير متوقعة أحياناً من زوجته، وأن يكون جاهزاً كل يوم لمشاهدة شيء ما مختلف عندما يعود إلى المنزل من وظيفته.
ثالثاً: لا تستهزئ بها، هذا الاستهزاء يؤثر بشكل كبير على الناحية العاطفية المضطربة لها، يجب تفادي ذلك وإبداء جدية في التفهم بدلاً من اللجوء إلى الاستهزاء بها، علّق خبراء الدراسة: «من المؤسف بأن نسبة كبيرة من الرجال يحاولون الضحك أو الاستهزاء عندما تبدي المرأة أحد الأعراض المرافقة لسن اليأس».
رابعاً: أظهر أنك تأخذ الأعراض التي تعاني منها زوجتك على محمل الجد، أي كن شهماً وبادر إلى معانقتها وتقبيلها وكيل المديح لها، وإشعارها بأن شيئاً لم يتغير في عاطفتك تجاهها؛ فالمرأة تعرف بأنها تدخل مرحلة سن اليأس، وتعرف أيضاً بأن ذلك يترافق ببعض السلوكيات غير العادية، ولكنها لا تستطيع التحكم بها، هنا يجب أن يبدي الرجل تفهماً مبيناً بأنه على علم بذلك، وبأنه يحترم ما يحدث؛ لأن الطبيعة هي التي تفرض عليها المرور بهذه المرحلة.
خامساً: ادعم هواياتها واهتماماتها الجديدة التي تظهر عندها بسبب سن اليأس، كثير من النساء يبدأن بإظهار اهتمامات جديدة لم تكن موجودة قبل مرحلة سن اليأس، كما يمكن أن يلاحظ بأن المرأة قد تميل إلى هوايات جديدة لم تكن موجودة عندها قبل دخولها مرحلة سن اليأس؛ فربما تلجأ إلى قراءة كتبها المدرسية القديمة، أو تستمع لنوع من الموسيقى التي لم تكن تحبها من قبل، أو تقترح الذهاب إلى أماكن لم تكن تهتم بزيارتها في السابق، تعلّق الدراسة موجهة كلامها للرجل: «لا تنتقدها أو تذكرها بأنها لم تهتم بهذا أو ذاك من قبل».
سادساً: يجب عدم خيانتها مع امرأة أخرى
درجت العادة بين بعض الرجال على اللجوء إلى خيانة زوجاتهم اللاتي يمررن بمرحلة سن اليأس مع نساء أصغر سناً؛ اعتقاداً منهم بأن زوجاتهم قد كبرن في السن بسبب دخولهن مرحلة سن اليأس.
الخيانة في هذه الحالة تعدّ ذنباً لا يغتفر، ويجب على الرجال أن يفهموا أن سن اليأس عند المرأة لا يعني نهاية حياتها الحميمية؛ بل العكس هو الصحيح؛ بحيث أنه إذا تخطت المرأة مرحلة سن اليأس؛ فربما تصبح رغبتها أكبر من السابق؛ لأنها تعلم بأنها لن تحمل من جديد ولن تنجب المزيد من الأولاد.
من السبب، الرجل أم المرأة؟ 20 سببا لوصول العلاقة الزوية إلى طريق مسدود، تابعيها في عدد سيدتي 1855 المتوافر حاليا في الأسواق.