ينشغل صناع الدراما في الخليج والسعودية تحديداً هذه الأيام بالتحضير لعدد من الأعمال التراثية في مؤشر لعودة هذا النوع من الأعمال التي تحكي قصص البيئة المحلية في مرحلة تاريخية سابقة. ويبدو أن الموجة القادمة ستتحوّل فيها الشاشة من البيوت الإسمنتية والسيارات الفارهة إلى بيوت الطين ووسائل النقل القديمة.
ولعلّ انشغال قطبي الدراما السعودية ناصر القصبي وعبدالله السدحان هذه الأيام بوضع اللمسات النهائية على نصّين يتناولان الحياة في الرياض ومناطق السعودية قديماً، إضافة إلى انشغال السيناريست سعد المدهش بعملين خليجيين أحدهما في الكويت مع إبراهيم الصلال والآخر في الإمارات مع جابر يغموش، يوضح بما لا يدع مجالاً للشكّ أننا سنشهد تنافساً محموماً بين النجوم.
- حياة الفهد أشعلت الشرارة
دائماً، تحرص سيّدة الشاشة الخليجية حياة الفهد على الظهور المختلف عبر الشاشة. ولعلّ كتابتها مسلسل "بياعة النخي"، الذي كان من بطولتها في رمضان الماضي يُبيّن هذا الاختلاف كونها تحرص دائماً في مراحلها الفنية على أن تقدّم التنوّع وتكرّس حضور الدراما التراثية. ولاقى المسلسل نجاحاً كبيراً وأصداء رائعة تبيّن أن مزاج الجمهور في المرحلة الحالية يتوق للأعمال ذات "اللوكيشن" البسيط التي يشعر بأنها تقترب منه.
- السدحان والقصبي تنافس مختلف
على الرغم من أن نجمي الدراما السعودية اتفقا على تصوير مسلسل "بيوت من تراب" قبل 3 أعوام، فإنّ انفصال الثنائية التي دامت عقدين من الزمن ألغى كلّ التعاونات المطروحة على طاولتهما، وألغى مشروع المسلسل الذي كتبه المؤلف الراحل الدكتور عبدالرحمن الوابلي، ليُعيد القصبي هذا العام مع قناة الـ"إم بي سي" فكرة إكمال نصّ العمل والاتفاق مع القناة على ميزانية ضخمة وبناء مدينة تاريخية تحاكي واقع الرياض قديماً، والبدء بعد عيد الأضحى بتصوير المسلسل من دون رفيق دربه.
السدحان هو الآخر ردّ على تفرّد القصبي بعمل "بيوت من تراب"، ليبدأ هو الآخر في تقديم نص تاريخي تراثي يحمل اسم "السربيل"، من تأليف عنبر الدوسري وحسين الراشد، بالإضافة إلى السدحان نفسه. وعن العمل، قال السدحان في حديثه لـ"سيِّدتي": "أنا لا أنافس أحداً. كلّ ما في الأمر، استهواني تقديم عمل تراثيّ ضخم، وقدّمته للتلفزيون السعودي بعد كتابة النص في ورشة، وحاز تقدير جيد جداً في التقييم"، وأضاف السدحان: "هذا العمل ليس رداً على ناصر القصبي أو غيره، إنّما فكرة، وأنا منتج ويحق لي أن أقدّم ما يليق بي، والآخرون لهم مطلق الحرية في ما يقدّمون"، موضحاً أنّ فترة الستينيّات في الرياض كانت فترة جميلة لمن عاصرها، والتاريخ السعودي مليء بالقصص والحكايات التي تستحق توظيفها درامياً.
المدهش والجوع
الكاتب سعد المدهش مؤلّف حلقة "الجوع" التي حققت أصداء كبيرة حين عرضها في مسلسل "سيلفي" كونها تحاكي فترة زمنية تعود إلى أكثر من 100 عام في السعودية قال لـ"سيِّدتي": "لديّ عملان هذه الأيام، حيث زارني في الرياض الفنان الكويتي القدير إبراهيم الصلال، واتفقنا على تصوير عمل تراثي سعودي خليجي. ومن المقرّر أن ننتهي من الخطوط العريضة للعمل في الأيام القريبة القادمة"، مضيفاً: "قدّم التلفزيون البحريني حلقات تراثية خليجية، وتشرّفت بكتابة الحلقتين اللتين تناولتا تراث السعودية، ولاقتا أصداء كبيرة". أمّا عن حلقة "الجوع"، فأكّد المدهش أنّ ردود الفعل على نجاح الحلقة وصلته من خارج السعودية، وتحديداً من الطلاب المبتعثين الذين تذكّروا الفرق بين الماضي والحاضر، على حدّ وصفه.
لماذا الدراما التراثية الآن؟
هذا السؤال طرحناه على الناقد الفني محمد جراح، الذي أكّد لـ"سيِّدتي" أنّ تصوير الأعمال التراثية يحتاج إلى ميزانيّات ضخمة، وقد تتأجّل أعمال لسنوات لعدم توافر الميزانية والدعم، وقال: "هذا النوع من الأعمال إذا وجد معالجة درامية وصناعة بشكل احترافيّ، فإنه يحقق نجاحاً غير عادي"، وأضاف جراح: "لو نظرنا إلى مسلسل "باب الحارة" سنجد أنه لا زال يتمتع بشعبيته ويحظى بنسب متابعة عالية في الخليج، رغم أنه يحاكي البيئة الشامية في عشرينات القرن الماضي"، مبيّناً أنّ الجمهور ليس لديه مشكلة، وهو انتقائي ودائم الحنين لهذا النوع من الأعمال، مستشهداً بشعبية المسلسلات "البدوية" التي كان الجمهور يتناقل قصصها وأحداثها. وإلى سنوات مضت كان الجمهور المحليّ يوقّت ساعته ومواعيده بناء على مواعيد عرض هذه المسلسلات، مطالباً وزارة الثقافة والإعلام بتقديم الدعم السخي للمنتجين المحليين لتصوير هذه الأعمال، لأنّها توثق مراحل تاريخية مهمّة قد لا يقرأها الجيل الحالي في الكتب أو يبحث عنها في الإنترنت، مشدّداً في الوقت نفسه على المنتجين في استشعار المهمّة الملقاة على عاتقهم أثناء تقديم هذه المسلسلات.
وذكر جراح أنّ السعودية بلد غنيّ بموروثه وتراثه وألوانه الشعبية، متمنّياً أن يتوسّع صناع الدراما في إنتاجهم ليستمتع المشاهد بالأعمال التراثية من نجد والحجاز وتهامة الجنوب والشمال وشرق السعودية.
وقد بيّن أنّ لديه بوادر أفكار لعمل يوثق مرحلة اكتشاف النفط في السعودية وما واكبها من تحوّلات اجتماعية واقتصادية.
تابعوا أيضاً:
أخبار المشاهير على مواقع التواصل الإجتماعي عبر صفحة مشاهير أونلاين
ولمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا أنستغرام سيدتي
ويمكنكم متابعة آخر أخبار النجوم عبر تويتر "سيدتي فن"