بعد أن أشاحت عنها النجمة روبي بتقدمها بدعوى خلع ضد زوجها المخرج سامح عبدالعزيز، كشفت مصادر قضائية في محكمة الأسرة المصرية أنها تلقت 48 ألف دعوى خلع، كان آخرها الدعوى المقامة من الفنانة رانيا حسين محمد الشهيرة بـ«روبي» ضد المخرج سامح عبدالعزيز، ورفضت «روبي» محاولات الصلح وتسوية الخلاف أمام مكتب تسوية المنازعات الأسرية وأكدت علي استحالة العشرة.
ما حصل ويحصل أثار حفيظة المهتمين بقضايا المجتمع المدني؛ لاستخدام المرأة هذه الوسيلة في غير موضعها خاصة بعد التعرف علي أسباب تقدمهن بهذه الدعاوي.
فقد رفعت شابة مصرية دعوى قضائية أمام محكمة الأسرة مطالبة بالخلع من زوجها بسبب إصراره على تركها للتدخين.
في واقعة غريبة أخرى، طلبت إحدى الزوجات الخلع؛ لأن زوجها رفض تقبل العزاء في والدتها، وبعد وفاة والدها رأت أن العقاب الوحيد له هو الخلع.
وثالثة زوجة مصرية تطلب الخلع من زوجها بسبب عدم استحمامه.
قضايا غريبة
وشهدت محكمة الأسرة في مصر واحدة من أغرب دعاوى الخلع، وذلك بعد أن حولت نيابة النزهة محضراً حررته ربة منزل، تفيد فيه بتضررها من قيام زوجها بإجراء عملية تحول جنسي، وقالت الزوجة إن زوجها سافر إلى تايلاند، وهناك أجرى عملية تحويل وأصبح امرأة، وبذلك لا يصلح زواجهما.
ومن أغرب قضايا الخلع، طلبته سيدة مصرية؛ لأن زوجها دائماً ما يطلب منها أن تفعل أي شيء لتشبه نجمة التلفزيون الأمريكية كيم كردشيان أو المغنية اللبنانية هيفاء وهبي، وحكمت محكمة الأسرة لصالح الزوجة.
وطلبته زوجة؛ لأن زوجها الذي تزوجته منذ عامين لا يعيش معها، وإنما يعيش مع جهاز الكمبيوتر، حيث يقضى أكثر من 14ساعة يومياً أمام جهاز الكمبيوتر.
ورفعت زوجة أخرى دعوى خلع ضد زوجها؛ لأنه يغلق غرفته على نفسه، وينهمك في القراءة لساعات عديدة، ولا يقضي الوقت معها.
وقامت زوجة أخرى برفع قضية خلع ضد زوجها بسبب رفضه التحدث معها باللغة الإنجليزية.
وتعد أحدث دعوى أقامتها زوجة لضعف زوجها أمامها وجبن شخصيته في التعامل معها، كما طالبت زوجة خلع زوجها بسبب رائحة قدمه الكريهة.
يركزن على المقابل المالي
لم يعترض هشام عزب المحامي بالنقض ومجلس الدولة، على ما تطلبه الزوجات، «يجوز للزوجة، حيث يحق للزوجة أن تخلع نفسها دون موافقة الزوج بمقابل مالي، وإذا لم يتفق الزوجان على المقابل المالي للخلع يحكم القاضي بما لا يتجاوز قيمة صداق المثل وقت صدور الحكم» وشرح عزب المادة قائلاً: روبي لم تقدم تعريفاً واضحا للخلع، ولم توضح آثاره واكتفت بالتركيز على المقابل المالي الذي تفتدي به الزوجة الراغبة في الخلع لتحصل على حريتها، وهذا المبلغ يتفق عليه الطرفان مسبقاً، وإذا لم يتفقا يحدده القاضي على ألا يتجاوز قيمة الصداق الذي دفعه الزوج لها.
حضانة
أوضح دكتور مدحت عبدالهادي خبير العلاقات الأسرية: إن بعض الزوجات يستسهلن في البداية إجراءات الخلع إلا أنهن اصطدمن لاحقاً بعواقبه التي قد ترهن حريتهن، وتعلق مشاريعهن المستقبلية لسنوات، فالعديد من الأزواج المخلوعين لم يتقبلوا هذا الواقع ولجئوا إلى ورقة الطعن بالنقض أمام المحكمة العليا، وعندما تتوجه الزوجات المعنيات لاستخراج الأحكام وتسجيلها لا تسلم لهن إلا إذا قدمن شهادات تثبت أن أزواجهن «سابقاً» لم يرفعوا قضايا الطعن التي يستغرق البت فيها سنتين أو ثلاث أو أكثر.
غير مقبول
تحذر الدكتورة آمنة نصير، العميدة السابقة لكلية الدراسات الإسلامية والعضو البرلماني، الزوجات من طلب الطلاق أو اللجوء إلى الخلع دون مبرر مقبول شرعاً، بل يفضل أن يكون هناك ما يدعو إليه شرعاً حتى لا يقعن ضمن الوعيد الشديد لمن طلبت الطلاق، أو هدمت أسرتها دون سبب مقبول شرعاً، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أيما امرأة سألت زوجها الطلاق من غير ما بأس فحرام عليها رائحة الجنة»، حتى تستقر الحياة الزوجية بعيداً عن حق الزوج في الطلاق أو حق الخلع.