آلام بسيطة ووخزات شعرت بها في صدرها، تحسست ثديها في غرفتها، لمست شيئاً أشبه ما يكون بالحجر الصغير المتشبث في الصدر، ساورتها الشكوك: هل ما أفكر به صحيح؟ هل أصابني ما أسمع عنه مراراً وتكرار؟ ليكون ملجأها السريع غرفة الطبيب، ويأتي الرد بصوت خافت "لديك سرطان الثدي"، للحظات يتوقف العالم لديها، تسير في نفق مجهول، تتوقع نهاية مظلمة له، إلا أن إرادة الله والإيمان به تزيد عزيمتها، فتتحول حياتها من تجربة مرض مريرة إلى رحلة حياة جديدة بالشفاء، ذلك إيجاز لرحلة الناجيات من مرض سرطان الثدي، والتي تكشفها لكم "سيِّدتي" من خلال تجارب مليئة بالأمل والتفاؤل والصبر والإيمان كشفتها المحاربات الناجيات منه بعد تغلبهن على هذا المرض واستعادة حياتهن من جديد.
المحاربة أمينة قملو "محاضرة في جامعة الملك عبدالعزيز"
تتحدث عن مواجهتها لسرطان الثدي قائلة: كانت تجربة صعبة جداً، خصوصاً في بداية الأمر، لكنني تقبلت المرض، وسعيت للعلاج، ففي البداية كان الأمر صدمة، خصوصاً أنه تم تشخيصي قبل أن أصل إلى عمر الثلاثين، ولكنني تقبلت الأمر بعدها ولله الحمد، وبالفعل تعايشت مع الموضوع، وسعيت للعلاج، وحاولت أن أعود لحياتي الطبيعية بأسرع وقت ممكن، كذلك كان الدعم الإيجابي من حولي من أهم العوامل التي ساعدتني على تجاوز المرحلة، وأكبر سند لي كان زوجي ووالداي -حفظهما الله- فقد كانوا إلى جانبي خلال جميع مراحل العلاج، تلك التجربة غيرت بي الكثير، وتعلمت منها الكثير من الدروس، وأهمها: أن أنظر إلى كل النعم التي منّ الله عليّ بها وأظل إيجابية، وأن لا أتجاهل أي أعراض أشعر بها، بل أشخصها وأسعى للعلاج، والشفاء بيد الله وحده، وأنا ناجية من المرض منذ 15 عاماً بفضل الله.
المحاربة ورئيسة لجنة الأمل في جمعية السرطان السعودية في المنطقة الشرقية فاطمة أكبر
ناجية ومتعافية تصف تجربتها قائلة: تجربتي مع المرض كانت قاسية ومريرة، بدايةً جزعت وصدمت واسودت الدنيا في عيني وشعرت بدوار، ولم أصدق، داخلي كان رافضاً لفكرة المرض نهائياً، وشعرت بأنها النهاية، وأكمل مرارتي العلاج، لكن تبدل الوضع في مرحلة الاستئصال، حيث كانت بداية انضمامي لجمعية السرطان، ثم كانت المرحلة الأخيرة مرحلة الإشعاع، أحسست بعدها بأنني ولدت من جديد، فقد تجاوزت تلك المرحلة متسلحة بالقوة والصبر والرضا بالقدر ومساندة عائلتي ووقوفها إلى جانبي ومرافقتها لي في مواعيدي جعلني قويةً جداً، تلك التجربة غيرت الكثير في حياتي، حيث اكتسبت المزيد من القوة، وجعلت من نفسي بداية كل شيء بعد أن كنت أضع الجميع في المقدمة، وأصبحت قوية وداعمة لغيري من المصابات، انضممت لجمعية السرطان في المنطقة الشرقية، وكنت عضوة تأسيسية للجنة الأمل، ثم رئيسة لجنة الأمل، وهذه اللجنة تهدف إلى تقديم الدعم النفسي والمعنوي لمصابات السرطان حتى كبرت اللجنة بأنشطتها وبرامجها وأصبح يشار لها بالبنان؛ نظراً لما حققته من نجاح.
المحاربة والناشطة الاجتماعية والأم بدرية القناص
تقول: تعودت على الفحص الذاتي لنفسي، ومن هنا تم اكتشافه، تقبلت المرض برضا، وأيقنت أنه امتحان لصبري وإيماني بالله، ولم أخف منه، وخضعت للعلاج من خلال إجراء الاستئصال، وبدعم عائلتي وأبنائي وزوجي وإخواني تجاوزتها، كذلك بثقتي بالله والتحدث عن تجربتي ومشاركتي بها للآخرين لنشر الإفادة للغير، أثرت بي التجربة كثيراً، وزادت من قوة إيماني وتقربي لله، وأحببت الحياة أكثر، وشعرت بقيمتها، كما أصبحت أحرص على العمل التطوعي للتوعية بمرض السرطان.
المحاربة صباح اليوسف
بداية كنت مصابة بأكياس ماء وأورام ليفية منتشرة في جميع أنحاء الثدي، أجرت "ماموجرام" و"الترا ساوند"، وتم أخذ عينات، وكل مرة تكون حميدة، وفي ديسمبر 2015 شعرت بألم واحمرار في الجزء العلوي من الثدي، وبعد التشخيص و"الماموجرام"، تبين إصابتها بسرطان الثدي، وقالت عن ذلك: كانت صدمة قوية بالنسبة لي، دمعت عيني ليس خوفاً من الموت؛ لأن السرطان في نظرنا يعني موت، ولكنني خفت على أولادي الذين فقدوا والدهم وسيفقدون أمهم، أخفيت عنهم إصابتي؛ لأنهم صغار، ولكن أهلي وأهل زوجي كانوا لي سنداً قوياً بعد الله، تحملت العلاج الكيماوي وتعبه، ولم يكن هناك دعم وتثقيف عن العلاج، وغيرت تلك التجربة حياتي بأنني اجتمعت وارتبطت أكثر بمن أحب، وهذا المرض كان مجرد ذكرى وانتهت، وليس نهاية الحياة، بل بداية حياة جديدة، وانضممت لجمعية السرطان في الخبر لجروب لجنة الأمل لدعم المصابات نفسياً ومعنوياً بنقل تجاربنا التي مررنا بها.
المحاربة أثير أحمد القحطاني
تقول: أبلغ من العمر "23 عاماً"، لم أتمالك نفسي بعد اكتشافي للمرض، فكرت في خسارة شعري ودراستي، كما كان كل تفكيري أن السرطان مرض مميت وقاتل، ولكن في تلك اللحظة قالت لي طبيبتي: إن نسبة الشفاء عالية جداً بسبب كشفي المبكر للسرطان، وبدأت أول جلسه كيماوي بمفردي، وأكملت بقية خطة العلاج، في البداية لم أتقبل إصابتي، لكنني رضيت بما أعطاني الله، وتقبلت كذلك شكلي بدون شعر وواثقة من نفسي، وأرى أنني جميلة، وأكثر من كان يدعمني هو جدي -رحمه الله- الذي كان يذكرني بحمد الله وأنني قوية لتجاوز المرض وتجاوزته، كذلك والدي ووالدتي وصديقاتي ومن حولي جميعهم، تغيرت كثيراً مع التجربة، فقد أصبحت أكثر صبراً ومقتنعة بما قسمه الله لي ومتفائلة، وقد حققت بعض ما أتمناه، وأكملت طريقي، وأصبحت شخصية دافعة ومؤثرة لمن تخاف الكشف أو مواصلة العلاج ، وفي فترة مررت بها أصبت بضعف وابتعدت عن الجميع حتى منّ الله علي بفريق "حمامة السلام" ليكون داعماً ومقوياً لي في محنتي .