مهنة التعليم هي الرسالة رفيعة الشأن التي كُتِب لها الاستمرار رغم الظروف لأهميتها الرئيسية في تمكين الإنسان، وفي ظل الظروف الصعبة تمسّكت معلمات متميّزات بشغفهن للتعليم ومحاربة المستحيل، حتى ذاع صيتهن على مستوى عالمي.
إليكم قصصهن المُلهِمة:
«أنا أتمنى أصير مُدرِّسَة، وفعلاً صِرت مُدرِّسَة»
-هبة خميس الشرفا، معلمة في غزّة.
في المدينة التي يسقي الأمل أنقاضها كل صباح، تمكنّت هبة الشرفا من تجاوز الصعوبات التي واجهتها لتحقّق حلمها، وتصبح أول معلمة مصابة بمتلازمة داون في غزّة، حيث أصبحت تدرّس المصابين بمتلازمة داون مثلها من الأطفال في المدرسة الوحيدة المتخصصة بهم، وبفضل الله ثم الدعم المتواصل من أهلها ومعلماتها، تجد هبة في نفسها حُباً وشغفاً عظيماً لتعليم طلابها وطالباتها، فهي تنظر إليهم كما تنظر إلى نفسها، تفهمهم وتزرع الأمل فيهم رغم كل الظروف. حيث قالت في إحدى اللقاءات التلفزيونية:
«إن شاء الله يكبرون، ويكونون زيي، يكونون متفهمين ويتعلمون إن شاء الله»
للتعرف على المزيد من قصّة هبة:
https://www.youtube.com/watch?v=Yh1ItXGxfMc
«المعلم وحده من يستطيع التغيير، هو القوة الحقيقية على الأرض»
-حنان الحروب، معلمة في مدرسة بنات سميحة خليل بمحافظة رام الله والبيرة.
حنان هي تلك المعلمة الفلسطينية الشّهيرة التي اختارت أن يكون الأمل والإصلاح نهجها، حيث صنعت منهجاً خاصاً في التعليم يساعد الأطفال على تجاوز الصَّدَمات التي يعيشونها ويشاهدونها وتدفع بهم إلى العنف، ونالت بسببه عام 2016 جائزة «أفضل معلمة في العالم» التي تقدمها مؤسسة فاركي البريطانية، حيث أعلن فوز حنان الحروب بالجائزة متفوقة على ثمانية آلاف مشارك في المسابقة، من بينهم مدرسون ينحدرون من دول حققت قفزات قوية في مجال التربية والتعليم، مثل المملكة المتحدة والولايات المتحدة واليابان وفنلندا وأستراليا والهند. ولم تكن حنان معلمة بالدرجة الأولى بقدر ما كانت مرشدة نفسية واجتماعية لهؤلاء الأطفال، حيث عملت على خلق مفهوم خاص للتعليم يراعي ما يعيشه الفلسطينيون جراء الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة ضد الفلسطينيين، بمنهجِ يعتمد على اللعب ليغرس الأمل والطموح والجد في قلوب الأطفال.
للتعرف على المزيد من قصّة حنان:
https://www.youtube.com/watch?v=fMuDB4ezq-M
عقيلة عاصفي، معلمة في باكستان.
«أتمنى أن يأتي اليوم الذي لا يذكر العالم فيه أفغانستان بالحرب، بل بمستواها التعليمي»
تؤكد قصة هذه المعلمة أنه بإمكان شخص واحد مقاومة الجهل، حيث إنها بدأت بالتدريس في خيمة لم يأت إليها الكثير منذ أول يوم، وبعد قرابة شهر، ازداد العدد أكثر وأكثر، فبعد لجوئها إلى باكستان بسبب الحرب الأهلية في أفغانستان، وجدت عقيلة نفسها في مخيمات اللاجئين بين ثلاثة ملايين لاجئ أفغاني، وقد كانت العائلات المحافظة في مخيمات اللاجئين قد منعت بناتها من الذهاب إلى المدرسة، وبمفردها غيرت عقيلة مجرى حياتهن، فقد كرست حياتها لتعليم الفتيات اللاجئات في باكستان، ولم يكن الطريق لذلك سهلاً، فقد استغرقها ذلك جهد عظيم كي تقنع اللاجئين بتعليم بناتهن، علاوةً على إيجاد المكان المناسب والظروف المناسبة، ونظراً لإنجازها في مخيم «كوت شاندنا» في شمال باكستان، حيث تقيم 4800 عائلة، منحتها مفوضية اللاجئين جائزة نانسن لعام 2015. ومن الجدير بالذكر أنه بعد وصولها إلى باكستان بـ23 عاماً، تدرس 600 فتاة في خمس مدارس بالمخيمات. وانضمت إليهن فتيات من القرى الباكستانية المجاورة، إذ يكمن سرّ نجاحها في أنها استطاعت تغيير فكر اللاجئين بأن التعليم وحده بإمكانه صناعة الفرق في حياتهم.
للتعرف على المزيد عن قصّة عقيلة:
https://www.youtube.com/watch?v=tcAAUtSsp-U