تعدّ المرأة في بوليفيا، وهي إحدى بلدان أمريكا اللاتينية الواقعة شمال البرازيل، أكثر نساء العالم طاعة للرجل. وهذا معروف في الإحصاءات العالمية، وحتى إن ذلك ورد في منظمة الدفاع عن حقوق المرأة التابعة للأمم المتحدة. إنه تقليد متأصل في هذا البلد الذي يبلغ عدد سكانه 11 مليون نسمة، ومن إحدى الدول السبع الواقعة على أطراف غابات الأمازون.
بوليفيا أفقر دولة في قارة أمريكا اللاتينية، بحيث إن ذلك يثقل كاهل المرأة، التي طبقًا للتقاليد هناك تعمل في الحقول والزراعة بشكل يفوق الرجل. أما الرجل فهو يتمتع بأوقاته أكثر ولا يبذل جهداً كبيراً في العمل.
حركة ضد الطاعة العمياء
بدأت عاصمة بوليفيا، التي يطلق عليها اسم «لاباز» حملة منذ عامين؛ من أجل حصول المرأة البوليفية على مزيد من الحقوق، خاصة فيما يتعلق بطاعتها العمياء للرجل. ويتجلى ذلك في مواقع التواصل الاجتماعية، وخاصة الفيسبوك، الذي دخل بوليفيا متأخراً عن باقي دول أمريكا اللاتينية.
ليس نكراناً للأصل
تقول نساء بوليفيا إن ثورتهن على هذه الطاعة العمياء التي ورثوها عن أجدادهم من الهنود الحمر لا يعني أنهن يتنكرن لأصلهن، بل إن لهن الفخر في كونهن الحفيدات الحقيقيات للسكان الأصليين لأمريكا اللاتينية قبل نحو خمسمائة عام.
ويبدو من تعليقات النساء البوليفيات على مواقع التواصل الاجتماعية أنهن يتذمرن من بعض التقاليد القاسية التي ورثها الرجال البوليفيون عن أجدادهم، والمتمثلة في نكران حق المرأة إن كان في المنزل أو في المجتمع.
تمرد البوليفيات بدأ في البرازيل
يوجد في البرازيل نحو مليوني لاجئ من بوليفيا؛ يتوزعون على المدن الكبرى في البرازيل. مما هو معروف أن البرازيل تعتبر أكثر دول أمريكا اللاتينية تحرراً، من حيث حقوق المرأة. وليس هناك شيء مشابه لما هو موجود في بوليفيا، التي تصل نسبة النساء اللاتي يطعن أزواجهن بشكل يفوق كل التوقعات 92%.
فبدأت المرأة البوليفية تحسد المرأة البرازيلية من حيث الحقوق التي تتمتع بها، ولذلك فإن هناك حملة بين صفوف النساء البوليفيات الموجودات في البرازيل؛ تدعو رجال بوليفيا إلى الاعتدال، وعدم معاملتهن كالعبيد في المنزل.
الثمار آتية
تقول كثير من النساء في بوليفيا إنهن بدأن بتطبيق بعض الإرشادات التي يتم تبادلها في مواقع التواصل الاجتماعية مع البوليفيات اللاتي يعشن في البرازيل حول موضوع الطاعة العمياء للرجل. ويمكن الشعور ببعض النتائج الإيجابية.
ولكن هناك من يقلن إن هناك حاجة لجهود كبيرة لتغيير عقول بعض الرجال الذين مازالوا يعيشون مثل أجدادهم من الهنود الحمر، من حيث التعامل مع المرأة وكأنها سلعة في أيديهم. تتعرض للضرب من قبل زوجها، إضافة إلى تعبهن الكبير في العمل دون أن يبذل الرجال جهوداً تذكر. كما أن الاحترام للمرأة البوليفية منعدم تماماً، وهي تحسّ وتعاني من مشاكل وعقد نفسية كبيرة.
ثورة النساء البوليفيات على الرجال
- أخبار
- سيدتي - محمد داود
- 04 نوفمبر 2016