لم تعش الممثلة التركية الشابة بيلين كاراهان الشهيرة بالسلطانة مريم حياة سهلة جراء انفصال والديها بسن مبكرة، واضطرارها العمل نادلة لمساعدة والدتها خلال دراستها الجامعية.
فنشأت وحيدة بعيداً عن حنان الأب كأنها يتيمة، وجاءتها فرصتها الذهبية باجتيازها اختباراً مع عشرات الفتيات لتفوز ببطولة أول مسلسلاتها الدرامية «سنوات الصفصاف» الذي استمر لخمس سنوات كاملة. وحققت نجومية وشهرة عالمية بمشاركتها في المسلسل التاريخي التركي الأشهر «حريم السلطان». وبعد مرور فترة طويلة على اعتزالها الإعلام والصحافة لمدة عام ونصف العام منذ إنجابها طفلها الوحيد علي ديمير، فتحت بيلين قلبها لجمهورها بهذا الحوار الذي رصدته لكم «سيدتي التركية» حول حياتها كامرأة وزوجة وأم وأعمالها الفنية ورؤيتها المستقبلية:
نحن نتلقى كل يوم تقارير عن حالات إساءة للأطفال في السنوات الأخيرة، فما هو رأيك كأم جديدة؟
لا يوجد عذر لمن يسيء معاملة الأطفال لأنهم في سن غير قادرين فيها على فعل شيء يبرر معاقبتهم وإيذاءهم لفظياً أو نفسياً أو جسدياً، اليوم يجب أن نتحد ضد هذا السلوك العنيف الموجه ضد أطفال صغار أبرياء، ولا يجب الصمت تجاه من يسيء معاملتهم مهما كانت صلتهم بهم.
وأنت وزوجك كيف تفكران بحماية ابنكما من ظاهرة العنف؟
زوجي يحمد الله على أنه رزقنا بطفل، لكن ماذا نفعل لهذا الطفل؟ هذا هو السؤال، الأبوة والأمومة مشاعر عظيمة، ومسؤولية أعظم، يجب أن نؤمّن له حياة جيدة وكريمة، وتعليماً رفيع المستوى، وحناناً ورعاية دائمة طوال الوقت، ومن الآن أفكر ماذا أفعل حين يذهب ابني للمدرسة، وهل الثقة موجودة بالقائمين عليها حتى يتولوا رعاية ابني بضمير حي ومسؤولية عالية؟
يوم واحد غيّر لي كل حياتي، هو يوم ولادة ابني علي ديمير الذي حمل معه أجمل مشاعر الحب في الدنيا، وأقول له أنت رسالة محبة رائعة لي ولوالدك لقد أدخلت قدراً كبيراً من السعادة إلى حياتنا التي لا نتصورها اليوم بدونك.
وما الحل؟
تعويد أبنائنا على الصراحة مبكراً حتى يحدثونا بصدق عن كل ما يحدث معهم داخل المنزل وفي خارجه أيضاً، ويجب علينا نحن الأهل محاولة فهم مخاوفهم وأحاسيسهم، ومعرفة أي تغير يحصل معهم لحمايتهم، ولمنع تعرضهم للإساءة بكافة أشكالها.
هل فكرت بإنجاب نجلك علي ديمير في بلد آخر؟
لا، لم أفكر إطلاقاً بإنجابه في بلد آخر، من بداية حملي قررت تمضية فترة الحمل والولادة في تركيا إلى جانب عائلتي وأصدقائي.
في مسلسلك الجديد الناجح (كفى ـ yeter) تجسدين دور امرأة ضحية عنف نفسي وجسدي توضع في مفترق طرق إما أن تستمر في زواجها أو تظل تحت وطأة عبودية زوجها، فلو كنت في مكانها هل تمتلكين الشجاعة للتحرر من هذا الزوج والرحيل عنه باتجاه حياة جديدة؟
الحمد لله، لم أعان يوماً من هذه الأشياء ولم أتعرض لها في حياتي، وبالطبع لو حصل فسأتحلى بالشجاعة لمقاومة العنف الذي أتعرض له. والدفاع عن النفس بالتخلي عن هذا الزواج خطوة ضرورية لكن عندما تكون الزوجة أماً لأطفال من الصعب أن تمتلك الشجاعة للتخلي عن هذا الزواج من أجل مصلحة واستقرار أبنائها.
فخورة بشعبيتي في العالم العربي
هل من الصعب أن تكوني امرأة في تركيا؟
نعم، حياتي صعبة كامرأة في تركيا، والدي انفصل عن والدتي عندما كنت طفلة صغيرة جداً، وعانينا كثيراً لعدم وجود رجل في حياتنا مادياً واجتماعياً.
كيف كان تأثير عدم وجود والد في حياتك عليك؟
بحكم عدم معرفتي وجهة نظر الناس والرجال وامتلاكي وجهة نظر مختلفة، كنت أتعامل بود مع الناس والجيران والزملاء لكن ود فيه الكثير من الخجل والحذر لحماية نفسي من الآخرين.
اليوم، أنت امرأة تتمتعين بقدر كبير من الشهرة والسعادة وزوجة وأم، فهل الحياة كانت كريمة وجيدة معك؟
اليوم، نعم، الحمد لله، كل شيء في حياتي على مايرام وجميل، وكما أحب وأطمح. لكني لم أحصل على كل هذا بسهولة، لقد كافحت وواجهت الكثير من الصعاب في حياتي من أجل دفع إيجار منزلنا، وعندما أعود للماضي وأنظر للوراء أتذكر كل هذا ولا أستطيع نسيانه أو محوه من ذاكرتي وقتما أريد بسهولة.
هل تخيلت يوماً بأن شهرتك وشعبيتك ستصل إلى الدول العربية وستصبحين إحدى نجمات العرب المفضلات؟
لا، بالطبع لم أتخيل يوماً بأني سأصبح مشهورة ومحبوبة العرب إطلاقاً، ولم أكن أعتقد أنه قد يحصل وأنا أشارك في مسلسل «سنوات الصفصاف»، أو في بداية تصويري مسلسل «حريم السلطان».
والدتي كانت تعمل في تصميم الديكور الداخلي للإنفاق علينا معتمدة على نفسها كلياً، ولما كبرت قليلاً درست السياحة وإدارة الفنادق في إسكيشهر. وفي الصيف كنت أعمل لمساعدة والدتي، وبعد تخرجي من الجامعة توجهت للعمل في اسطنبول، وعملت في الإعلانات حتى أتتني فرصتي الذهبية بالعمل ممثلة لأول مرة في «سنوات الصفصاف». ونجاحي فيه رشحني بقوة لدور السلطانة مريم في «حريم السلطان» الذي حقق لي شهرتي الأكبر في دول كثيرة من بينها الدول العربية.
كيف استطعت أن تنجحي بمفردك دون وجود والد قوي أو عاشق صديق بجانبك؟
نعم، عشت ظروفاً صعبة بطفولتي، لكني تعلمت من والدتي قيمة الاستقلالية مبكراً لهذا عملت بجد، وحفزني طموحي لبذل مجهود في كل شيء أقوم به سواء كان عملاً أو دراسة أو تمثيلاً، وقمت بتشكيل حياتي بنفسي دون تدخل من أحد في عائلتي، وعاهدت نفسي في بداية عملي ودراستي الجامعية ألا أدع أحداً أو عائقاً يقف أمامي وأمام طموحاتي في سبيل حياة أفضل لي ولعائلتي. ونجحت كممثلة، وتعاطيت مع الشهرة والنجاح بتواضع فلم أدعهما يغيرانني، وأنا فخورة بنفسي، وفخورة بشعبيتي في العالم العربي، ولمست حب العرب لي بنفسي خلال زيارتي لبعض الدول العربية من بينها لبنان.
كونك واحدة من أكثر النساء شعبية في تركيا تفاجأ كثيرون بإنجابك طفلاً سريعاً، فهل سيكون لديك عدد أكبر من الأطفال مستقبلاً؟
إنجابي ابني علي ديمير فاجأني شخصياً قبل أن يفاجىء جمهوري، وأنا محظوظة كأم بابني علي ديمير الذي جاء بأتم صحة وعافية لدنيانا ليسعدنا بمرحه وذكائه ووسامته، الله منحنا إياه، ونحن قبلنا هبته بمحبة وشكر كبيرين.
هل فكرت يوماً بتأجيل إنجاب الأطفال؟
لا، كان الوقت مبكراً على التفكير بإرجاء الإنجاب لحداثة علاقتي بزوجي بدري جونتاي آنذاك، وعندما عرفت أنني حامل لأول مرة طرت من السعادة، ولم أصدق أنني سأصبح أماً فجأة، ففتحت وبدري ذراعينا لابننا علي ديمير، ورحبنا بقدومه على دنيانا وحياتنا بكل سعادة وشوق عارم.
هل استعجلت بقرار الزواج من أجل إنجاب طفلك؟
نعم، كنت وخطيبي آنذاك وزوجي حالياً بدري جونتاي متفاهمين على كل شيء فاتخذنا قرار الزواج سريعاً.
كيف تمضي يومها مع زوجها وابنها علي ديمير؟ تضطر كممثلة إلى أداء مشاهد عاطفية، فهل يشعر زوجها بدري بالغيرة؟ بعض المشاهير يحرصون على إخفاء أبنائهم وصورهم عن الإعلام لكنها على عكسهم قامت بإنشاء حساب شخصي في «إنستغرام» وتنشر صور ابنها علي ديمير دائماً فيه، ووافقت على مشاركته لها في إعلان تلفزيوني، فما وجهة نظرها كأم في ذلك؟ ما هو أكثر تطبيق تستخدمه في هاتفك النقال؟ ما هي الأشياء التي لا تنساها رغم ضيق وقتها خلال العمل؟ كل الإجابات عن هذه الأسئلة وغيرها في اللقاء الذي أجرته مجلة "سيدتي" مع النجمة التركية بيلين كاراهان في العدد 1862 الموجود حالياً في الأسواق.
تابعوا أيضاً:
أخبار المشاهير على مواقع التواصل الإجتماعي عبر صفحة مشاهير أونلاين
ولمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا أنستغرام سيدتي
ويمكنكم متابعة آخر أخبار النجوم عبر تويتر "سيدتي فن"