أجريت مؤخرًا بالرباط عملية قطع التواصل بين نصفي الدماغ (hémisphérotomie)، وهي عملية دقيقة في جراحة الدماغ والأعصاب، تتجلى في قطع التواصل بين نصفي الدماغ. بقيادة البروفيسور عبدالسلام الخمليشي بالمركز الوطني للترويض والعلوم العصبية، بمستشفى الاختصاصات بالمركز الاستشفائي الجامعي ابن سينا بالرباط.
يتكون الدماغ من نصفين الأيمن والأيسر. رغم الاختلاف الوظيفي الجزئي بين هذين النصفين، إلا أنهما يعملان بانسجام كامل يضمن للجسم مختلف الوظائف من حركة، وحس، وكلام، وذاكرة، وتوازن إلخ. إن هذا الانسجام في الوظائف يرجع فضله إلى قنوات التواصل المتواجدة في ملايير الخلايا العصبية(neurones)، التي تكون كلاً من هذين النصفين.
وبدأت ممارسة هذه التقنية في أمريكا الشمالية، وفي أوروبا بين 1992 و1998، ولكنها تقتصر على بعض المراكز المتخصصة في جراحة داء الصرع.
لقد نجح فريق جراحي الدماغ والأعصاب والأخصائيين في فيزيولوجية الدماغ بالمركز الوطني للترويض والعلوم العصبية بمستشفى الاختصاصات بالمركز الاستشفائي الجامعي ابن سينا بالرباط، في إنجاز هذه العملية الجراحية لأول مرة في المغرب لعلاج بعض نوبات الصرع المعقدة والمقاومة للعلاج الطبي، وذلك بتعاون فرق عمل مغربية مع فريق هندي من معهد All India Institute for Medical Sciences. حيث تم انتقاء مريضين يبلغان من العمر 19 و 20 سنة، وبعد فحصهما من طرف طاقم الأخصائيين في فيزيولوجية الدماغ بقيادة الأستاذ رضا الوزاني، تم إجراء العملية الجراحية من طرف فريق جراحي الدماغ والأعصاب بقيادة الأستاذ عبدالسلام الخمليشي، وبإرشاد الأستاذ سرات شاندرا (Sarat Chandra) مدير المركز المرجعي لجراحة الصرع بمركز All India Institute for Medical Sciences، ورئيس الجمعية الآسيوية لعلاج الصرع. تمت العمليتان على أحسن وجه، والتحق المريضان بغرفهما في المستشفى بعد مُضي 3 أيام بقسم الإنعاش. وتجدر الإشارة هنا أنه لم يُصب أيهما بأية نوبة من الصرع منذ استيقاظهما من العملية الجراحية.