إنها احتفالية «يوم الذكرى» الذي تستذكر فيه بريطانيا والعالم ضحايا الحرب العالمية الأولى التي هزت العالم وحرقت المدن ودفع ثمنها ملايين البشر. وفي هذه الاحتفالية الحزينة أغلقتْ منطقة «وايت هوول» وسط لندن حدودها في وجه السيارات، وتوافد عليها أفراد العائلة المالكة، وعلى رأسهم الملكة «إليزابيث الثانية» والنخبة الحاكمة ورجال الجيش والجماهير وعوائل الضحايا وطلاب المدارس، وكان مشهدًا حزينًا يبعث بالرهبة في النفوس مع دقات ساعة «بغ بن» وإطلاقات المدفعية الملكية.
«كيت ميدلتون» في طلة باللون الأسود
وقد حضرتْ نساء العائلة المالكة على غير عادتهن هذه المرة؛ فقد اختفت الألوان الباستيلية والقبعات المزينة بالزهور الملونة وحلتْ محلها الثياب السوداء البسيطة المزينة بزهور الخشخاش الحمراء. وقد تألقت بينهن «كيت ميدلتون» دوقة كامبردج بمعطفٍ أسود متوسط الطول بتوقيع المصممة الأمريكية ديان فون فورستنبرغ «DVF» من مجموعتها التي تعود إلى عام 2008 وزينته بثلاث زهور خشخاش حمراء، واعتمرتْ معه قبعةً سوداء بحافاتٍ عريضةٍ، وتزينت بالأقراط اللؤلئية المتدلية التي سبق أن لبستها في المناسبة نفسها في عام 2011.
ما حكاية زهور الخشخاش الحمراء؟
بدورها وضعت الملكة «إليزابيث الثانية» إكليلًا من زهور الخشخاش الحمراء على ضريح شهداء الحرب، وظهر حفيداها، الأميران «ويليام» و«هاري»، بالثياب العسكرية، وهما يؤديان التحية لأرواح الضحايا.
وقد طغت على المشهد زهور الخشاش الحمراء التي يمكن أن يلاحظها الزائر إلى بريطانيا في شهر نوفمبر \ تشرين الثاني من كل عام؛ حيث يُزين بها البريطانيون عروات الثياب والياقات والجيوب والقبعات وكتب الدراسة وواجهات السيارات، وهو طقس لا يتخلف عنه صغير أو كبير، أرستقراطي أو بائع صحف؛ لأنه رمز إنساني للتذكير والتعاطف مع ملايين الضحايا من قتلى الحربين العالميتين الأولى والثانية، وكل ضحايا الحروب في العالم الذين كانوا في الغالب جنودًا يافعين يشبهون زهور الخشخاش الجميلة والمفعمة بالحياة التي سرعان ما تذبل وتذوي بعد أيام قليلة من تفتحها، وهي بذلك تشبه حياة الجنود الصرعى في ساحات الحروب.