مصروف الزوجة الشهري.. حق أم هبة من الزوج؟

هاني الجفري
محمد الدعيجان
عبير الماحي
عباس الرابغي
6 صور

يعدُّ المصروف الشهري أحد المتطلبات التي فرضها الشرع من باب النفقة الشرعيَّة، التي قد يتحايل عليها الزوج للتملص منها بحجة توفير المأكل والمشرب لزوجته.
«سيدتي» فتحت باب النقاش للتعرف إلى وجهة النظر بحقِّ الزوجة في تخصيص مصروف شهري يغنيها عن مطالبة الزوج باستمرار بالمال، لتختلف وتتباين بعض الآراء إزاء ذلك.

حياؤها يمنعها
بداية أوضحت الإعلاميَّة، عبير الماحي، أنَّ المرأة وإن كانت لا تطلب من زوجها مالاً فهذا لا يعني أنَّها لا تحتاج، بل في كثير من الأوقات قد يمنعها حياؤها من طلب ذلك، فهي تود أن يبادر زوجها بإعطائها من دون سؤال، لهذا لا بد للزوج أن يخصص راتباً شهرياً أو مصروفاً للزوجة، سواء كانت عاملة أو ربة منزل، فهذا يشعرها بمكانتها واستقلالها المادي أمام أبنائها، كما يشعرها بمكانتها في قلب زوجها.
وترى حيرى حيزران، مسؤولة تسويق، أنَّه من الطبيعي أن تأخذ المرأة مصروفاً من زوجها فمستلزماتها أكثر من الرجل، خاصة إذا كانت ربة منزل، لكن إذ كانت امرأة عاملة، فهي ليست بحاجة لأخذ مصروف من زوجها.

لا ضير أن تتنازل عن حقها
عباس بن محمد الرابغي، مستشار إداري ومدرب معتمد، يقول: أرى من حق الزوجة أن تأخذ من زوجها مصروفاً، لأنَّ من السائد في كل المجتمعات أنَّ الرجل هو من يعمل ويكد خارج البيت ليؤمن راحة زوجته وبقيَّة أفراد الأسرة.
لهذا على الزوج تأمين مصروف لزوجته بما يكفيها ويسدُّ حاجتها حسب مقدرته الماليَّة حتى وإن لم تحتج لذلك والسبب أنَّ النفقة واجبة على الزوج، ويضيف أما إذا تنازلت الزوجة عن حقها في نفقة زوجها بسبب كفايتها وعدم حاجتها وبشرط بقائها في عملها وألا يمنعها زوجها من الخروج للعمل بالاتفاق بين الزوجين فلا ضرر في ذلك.

حق مشروع
بينما يؤكد الشاب هاني الجفري، موظف، على ضرورة حصول الزوجة على مصروف من قبل زوجها، وأنَّه حق مشروع لها، لكن في المقابل على الزوجة أن توازن بين متطلبات البيت كزوجة وأُم، ومتطلبات عملها بالشكل الذي يرضي الزوج ولا يؤثر في علاقتهما بعضهما ببعض.

النفقة الشهرية تحكمها حالة الزوج الاجتماعيَّة
وأوضح الدكتور أشرف الفيل: أنَّ النفقة على الزوجة أوجبها الله تعالي على الزوج، وهي أحد أهم حقوق الزوجة علي زوجها، كما بيَّن الله تعالى بقوله (الرجال قوامون علي النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم).
والنفقة على الزوجة تشمل المأكل والمشرب والمسكن كل ذلك بالوجوب عليه ويضاف إلى ذلك المصروف الشخصي الذي تحتاجه المرأة ويكون ذلك بحسب حالة الزوج ومكانته الاجتماعيَّة وهذا يسمى حقاً غير تقليدي، أي أنَّه ليس مشهوراً بين العامَّة من الناس، قال ابن قدامة في المغني: ونفقتها معتبرة بحال الزوجين جميعاً، فإن كانا موسرين فلها عليه نفقة الموسرين، وإن كانا معسرين فعليه نفقة المعسرين، وإن كانا متوسطين فلها عليه نفقة المتوسطين، وإن كان أحدهما موسراً والآخر معسراً فعليه نفقة المتوسطين أيهما كان الموسر.

الرأي الاجتماعي
وأوضح المستشار الأسري محمد الدعيجان، أنَّه بداية لا بد أن يعرف الزوجان أنَّ هذه العلاقة هي مشروع حياتك، فلا بد أن تكون هناك مرونة، ووضع نقط فوق الحروف، وتوضيح كل الأمور المهمَّة ومنها المصروف للزوجة، الذي هو حق شرعي لها وفي الوقت نفسه ترف، فسابقاً كانت لقمة عيش وكسوتها بالعيد تكفيها، أما الآن فكثر الاحتياج والطلبات التي مهما بلغ راتب الزوج فلن يكفي حاجتها، وليس لها حصر. فنصيحتي للزوج بأن يريح رأسه ويصرف لها مصروفاً شهرياً يكفي حاجتها وهي حرة تصرفه أو تستثمره، وفي السيرة العطرة حديث داعم ومحفز للنفقة على الزوجة كما جاء في حديث أبي مسعود الأنصاري، رضي الله عنه، أنَّ النبي، صلى الله عليه وسلم قال: «إذا أنفق المسلم نفقة على أهله، وهو يحتسبها، كانت صدقة له» رواه البخاري 1/136، وهذا محفز للزوج أن يدفع لزوجته بلا تردد وهناك أحاديث كثيرة تحث على ذلك، وبما إننا نتكلم هنا عن النفقات فجميل أيها الزوج أن تجعل لزوجتك على الأقل بالشهر مرَّة هديَّة، لا يهم ثمنها أو حجمها فهي كبيرة في عينها، أيضاً بعضهم يقول: كم أدفع لها شهرياً؟، نقول له مصروف الزوجة بالمعروف.